كتبت - زينب القرشى: أكد دبلوماسيون وأساتذة علاقات دولية، أن العملية الشاملة «سيناء 2018»، تحمل عدداً من الرسائل لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر أو يحاول الانتقاص من مقدراتها، لافتين إلى أن العملية ردت بشكل غير مباشر على تركيا وتصريحاتها الأخيرة بعدم اعترافها باتفاقية ترسيم الحدود القبرصية المصرية، وإعلانها التنقيب عن البترول بالمنطقة الشرقية فى البحر المتوسط، بالإضافة إلى تصريحات أردوغان بإرسال الدواعش من الرقة السورية إلى سيناء. ولفت الخبراء إلى أن القطع البحرية التركية التى تم تحريكها من قبل فى البحر المتوسط عادت سريعاً إلى أراضيها بعد شن الجيش العملية الشاملة فى سيناء باستخدام قوات بحرية وجوية. وقال السفير أحمد القويسني، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن العملية الشاملة للقوات المسلحة تبعث بعدة رسائل لكل من تركيا وقطر وأذناب الإرهاب وداعميه، لافتاً إلى أن الرسالة الشاملة تفيد بأن الإرادة المصرية تجابه الإرهاب وأى مخطط غربى يهدف لتفكيك بنية الدولة المصرية، وأن مصر عازمة على ألا تتحول إلى المشهد السورى. وأكد «القويسني»، أن القوات المسلحة ترد من خلال عمليتها الشاملة برسالة خاصة لأردوغان بأن مصر ليست مسرحاً للإرهاب رداً على تصريحه بنقل فلول وبقايا الدواعش من سوريا إلى سيناء، متابعاً أن مصر لها بنية قوية وجيش قوى يصنف ضمن أفضل وأقوى جيوش العالم. ولفت عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية إلى أن العمليات العسكرية فى شمال سيناء على بعد مائتى كيلو متر فقط من المنطقة الاقتصادية فى البحر المتوسط، وهو ما يؤكد أيضاً أن مصر قادرة على حشد تعبوى للحفاظ على مقدراتها، وأن الجيش المصرى يملك قوة الرد على أى تلميحات تركية بالاقتراب من المنطقة الاقتصادية لمصر فى البحر المتوسط. وتابع أن العالم كله يشهد حملة مصرية منسقة على المستوى الوطنى لها إطار زمنى وأهداف محددة، تأتى لتثبت مصداقية الرئيس السيسى فى تكليفه القوات المسلحة بالتعامل مع الإرهاب والقضاء عليه، موضحاً أن العالم يراقب الجهد المصرى، خاصة دول الجوار والقوى الإقليمية. واعتبر السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العملية الشاملة سيناء 2018 تحمل رسائل لجميع الأطراف فى الداخل والخارج، خاصة الدول التى تؤيد الإرهاب وتموله أن مصر بحكومتها وشعبها وجيشها قادرة على الحفاظ على أمنها القومى، ودحر الإرهاب، والتصدى لأى محاولة للمساس بأراضيها ومقدراتها. وأضاف «هريدى»، أن العملية جاءت أيضاً للرد على تسلل المئات من الدواعش الذين هربوا من العراقوسوريا، ويحاولون أن يجعلوا من مصر مقراً جديداً أو نقطة انطلاق للشرق الأوسط، متابعاً أنها تستهدف استئصال الإرهاب والتصدى للدواعش، ومن يقفون وراءهم ويدعمونهم بالسلاح والدعم المالى. وأشار إلى أن العملية الشاملة تعتبر رسالة واضحة، أنه يوجد تماسك قوى بين الجيش والشعب، وأن الشرطة والجيش ما كانا يستطيعان أن يقوما بهذه العمليات العسكرية بهذه الصورة إلا بتأييد شعبى واسع، لافتاً إلى أن هذا التماسك يرد على الخونة والمرتزقة من الجماعة الإرهابية الذين رهنوا أنفسهم لخيانة مصر ومساعدة أعدائها وينشرون الشائعات فى الخارج بآراء مخالفة لطبيعة رأى الغالبية العظمى من الرأى العام المصرى. وذكر الدكتور سعيد اللاوندى، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن العملية الشاملة جاءت رداً بشكل غير مباشر على قادة تركيا وأردوغان تحديداً، الذى صرح بأنه ضد الاتفاق المصرى القبرصى الذى وقع عام 2013، وتم إيداعها كاتفاقية دولية فى الأممالمتحدة، وهو ما يعتبر تدخلاً فى الشئون الداخلية المصرية. وأوضح «اللاوندى»، أن العملية الشاملة للقوات المسلحة تمت على أراضٍ مصرية، وفى إقليمها ولا تعتبر اعتداءً على أحد، وأن القطع التركية عادت بسرعة إلى أراضيها فور البدء فى العملية الشاملة؛ خوفاً من الدخول فى مناوشات مع الجيش المصرى. ونوه أستاذ السياسة الدولية بأن البداية فى هذه الحرب ما قاله أردوغان بأن أبناء داعش تركوا إدلب فى سوريا، وذاهبون إلى سيناء، مؤكداً أن العملية الشاملة وجهت رسالة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر أو أن ينتقص من حقوقها فى البحر المتوسط، وأن مصر لها درع وسيف يحمى أراضيها، ولن يقدر أى كائن من كان أن يمس بحقوقها وأراضيها.