«بلح الواحات يا جميل على النخيل فى الهوا بتميل» أغنية يرددها مزارعو محافظة الوادى الجديد فى موسم البلح، تلك المحافظة التى تشتهر بالبلح حتى اتخذت من نخيله شعارًا لها، ويعد البلح المحصول الاستراتيجى للمحافظة وعمودها الفقرى، ففى محافظة الوادى حوالى 2 مليون نخلة، ويعمل به العديد من أهالى المحافظة. وقامت «الوفد» بجولة ميدانية إلى الوادى الجديد لرصد جميع مراحل جمع البلح حتى يصل إلى الأسواق، ومدى أهميته فى تلك المحافظة. جمع البلح وتنظيف النخل قال زكريا سيد، أحد أهالى المحافظة والبالغ من العمر 56 سنة، أنه يعمل فى جمع البلح منذ 20 سنة، وأنه فى شهر مارس تبدأ عملية طرد عرجون البلح والعرجون يعنى سباطة البلح. وشبه سيد عملة النخل بالإنسان قائلًا: «النخلة عاملة ذى البنى آدم تفضل تحمل فى بطنها من شهر أغسطس حتى شهر مارس ثم يخرج العرجون كالطفل وبعد كدة يتعمله تلقيح، ولما يكون البلح حجمه متوسط يتم وضع العرجون على الجريد وهى عملية الدلاوة. وأضاف سيد، أنه فى منتصف شهر يونيو تتم عملية التكيس عن طريق وضع كيس بمواصفات معينة وبه تهوية حول عرجون البلح، وبعد التكيس وعندما يتم نضج البلح يقوم بعملية الجمع، حيث يقوم بجمع السبطات العرجون، لافتًا إلى أنه يمكن جمع البلح على أكثر من مرة حتى يكون البلح رطب. ووصف زكريا، شعوره أثناء وجوده على النخل خلال عملية الجمع قائلًا:» بحس إنى عملت حاجة مفيدة لى وللآخرين»، مشيرًا إلى أنه أثناء الجمع يرتدى قميصاً وبنطلوناً، فلا يجوز ارتداء الجلباب بسبب التسلق حتى تكون الحركة سهلة. واقف على أعصابى أشرف محمود، 46 سنة ويعمل فى تنظيف النخيل منذ 10 سنوات، قال أن سعر تنظيف النخلة من 7 إلى 10 جنية على حسب ما تتطلبه النخلة من عمل، مؤكدًا أنه يجب أن يكون معه شخص يساعده فى حمل الجريد ومخلفات النخلة التى تقع. ووصف شعوره وهو فوق النخلة قائلا «باكون واقف على أعصابى عشان لو اهتزت رجلى هأقع». تسلقت نخلة 40 مترا أوضح عم محمود، أنه يعمل فى البلح منذ فترة طويلة، ويرتدى خلال العمل حزام مخصوص يسمى «حزام النخل» ولابد أن يكون متين وبه عدته وأدواته. وأكد عم محمود، أن العمل لا يتطلب وزن معين بل يستطيع أى شخص تسلق النخلة، فهذا يكون على حسب التعود، كما أن أطول نخلة تسلقتها فى حياتى كانت حوالى 40 مترا. واستكمل قائلًا:" أنا بقول الشهادة قبل ما أطلع النخلة، وبعد اما اخلص شغلى بكون فرحان والناس بيعجبها شغلى فبيدونى فلوس اكتر عن السعر المحدد. النخل نفع فى الكبر والصغر «زرعت الشجر نفعنى فى الصغر ونفعنى فى الكبر، زرعت البشر سابنى وهجر»، مَثل ردده الحاج عمار، اثناء تعبيره عن مدى استفادته من عمله ومن النخيل، مشيرًا إلى أن بستان الشجر اسمه "جنينة " وهو قطعة من الجنة، وانه عندما ينظف النخل يشعر بسرور ويذهب عنه الهموم. وأوضح، أن عملية التنظيف تتم مرة واحدة بالعام بعد تجميع البلح، وفى عملية تعديل البلح أو عرجون «الدلاوة» تكون من بداية شهر يونية وفى آخره يتم التكييس، ولابد من مراقبة البلح أثناء النضج. باب رزق قال محمد عبد العزيز، 52 عاما، أنه يعمل فى تنظيف النخيل وجمع البلح منذ 20 عاما، وأنه باب رزق ومنفعة، ولا توجد مهنة أخرى يستطيع منها أن يحسن مستوى المعيشة. وأضاف، أنه لابد أن يأخذ الشخص حذره واحتياطاته فى هذه المهنة لأن المعدات المستخدمة حادة، ومن الممكن أن تصيبه وتجرحه وتتمثل أدواته فى 2 " عتلة " من الحديد و«مرزبة» وفأس ومنجل، وتستخدم تلك الأدوات فى مرحلة خلع الفسائل. أما فى التنظيف يستخدم الفأس والحزام، وبمرحلة الجمع يستخدم الحزام ومقطف أو صندوق من الخوص لوضع البلح به ومنجل.