كتبت أماني زهران: رأت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن الرئيس التركي المراوغ، رجب طيب أردوغان، يخاطر الآن بالصراع مع أقوى حليف أجنبي له - الولاياتالمتحدة - داخل سورية من خلال عملية "غصن الزيتون"، مؤكدة أنه في حال حدوث ذلك، فسوف يستغل أردوغان تلك الأزمة لزيادة توطيد سلطته السياسية. استهلت الصحيفة تقريرها، الذي جاء بعنوان "أردوغان يحوّل أمريكا من حليف إلى عدو"، قائلة: العلاقات الأمريكية التركية ليست جيدة على الإطلاق، ففي وقت سابق من هذا الشهر، انتقد الرئيس أردوغان بشدة دعم الولاياتالمتحدة للميليشيات الكردية السورية، قائلًا: "إن أي دولة نسميها حليفًا تصر على تشكيل جيش إرهابي على حدودنا، فمهمتنا هي خنقها قبل أن تولد"، بل إنه هدد بشن هجمات على قوات العمليات الخاصة الأمريكية التي تعمل مع الميليشيات، قائلًا: "لا تجبرنا على دفن أولئك الذين يدعمون الإرهابيين". وشكلت تصريحات أردوغان صدمة كبيرة، حيث إنها فضحت تحيز أردوغان العميق المناهض للولايات المتحدة، فمنذ صعوده إلى السلطة في عام 2003، اشتبك أردوغان في كثير من الأحيان مع واشنطن والاتحاد الأوروبي وإسرائيل (حليف إقليمي سابقًا)، وقد انتقلت تركيا من حليف إلى "فرينيمي"، وهو مصطلح يعني تحول علاقة الصداقة الجميلة فجأة ومن دون مقدمات إلى عداوة. وتزداد التوترات بين واشنطن وأنقرة على سورية، على رغم أن كلا البلدين يعارضان النظام السوري بشار الأسد، إلا أن لديهما استراتيجيات مختلفة جدًا للإطاحة به من السلطة، حيث عملت تركيا عن كثب مع فصائل المتمردين السوريين التي تتماشى مع جماعة الإخوان والإسلاميين الآخرين، وتغض الطرف في البداية عن صعود تنظيم داعش، أما الولاياتالمتحدة، وإن كانت معادية لنظام الأسد، إلا أنها وضعت أولوية أكبر لهزيمة داعش، وهو ما دفعها للاستعانة بالميليشيات الكردية السورية، التي يعتبرها أردوغان أكثر خطورة من داعش. وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان أشعل مرارًا وتكرارًا نيران الكراهية المضادة للولايات المتحدة، واتهم واشنطن بدعم الانقلاب العسكري الفاشل الذي وقع في عام 2016 ضد حكومته، وحماية فتح الله جولن، الحليف السياسي السابق المنفي، الذي يتهمه أردوغان بالتخطيط للانقلاب. وختمت الصحيفة قائلة: استغل أردوغان الانقلاب الفاشل لتبرير عملية تطهير واسعة النطاق، حيث ألقى القبض على أكثر من 50 ألف شخص، وأقال ما يقرب من 150 ألف شخص من وظائفهم، ظاهريًا لأنهم دعموا الانقلاب، وكل ذلك من أجل زيادة توطيد سلطته في البلاد، وهو ما قد يفعله إذا نجح في عملية عفرين السورية.