كتبت- ميادة الشامي: أثار بيان "جون ماكين" رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، الذي أصدره أمس الأربعاء، والذي حمل تشويهًا لنظام الحكم المصري، وتشكيكًا في إمكانية إجراء انتخابات حرة، الكثير من الجدل وردود الفعل الغاضبة. وكان قد ذكر "ماكين" في بيانه أن مصر على مدار السنوات ال7 الماضية تراجعت بشكل خطير، ولابد أن تتبنى الحكومة المصرية روح ثورة 25 يناير وتحترم الطموحات الديمقراطية للشعب المصري. ومن جانبها أعربت وزارة الخارجية المصرية رفضها للبيان شكلًا وموضوعًا لما تضمنه من اتهامات جزافية ومغالطات وبيانات غير صحيحة حول الأوضاع في مصر ومسارها السياسي، مؤكدة أن ثورة يناير هي ملك للشعب المصري وحده. وفي هذا الصدد، أكد عدد من الخبراء في الشأن السياسي، أن بيان "ماكين" هو محاولة للتدخل في سير العملية السياسية بمصر وتوجيهها إلى مسارات معينة وفقًا للقواعد الأمريكية، مشيرين إلى أن الهدف من ذلك الهيمنة الأمريكية على مصر. وأشار الخبراء إلى أن رد الخارجية المصرية على البيان أعاد الأمور لنصابها الصحيح، ويعد رسالة قوية للأمم المتحدة بأن التدخل في الشئون الداخلية لمصر سيؤدي إلى مزيد من التوتر بين القاهرة وواشنطن. وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز الشرق الأوسط، إن بيان "جون ماكين" بشأن الأوضاع المصرية ما هو إلا محاولة للتدخل في سير العملية السياسية داخل مصر والتأثير فيها وتوجيهها إلى مسارات معينة وفقًا للقواعد الأمريكية. وأشار فهمي، في تصريحات خاصة"لبوابة الوفد"، إلى أن الإدارة الأمريكية لم تكن على دراية بطبيعة الأحداث التي تجري في مصر، لذلك فإنهم يصدرون بيانات ليس لها علاقة بالواقع، مشيرًا إلى أن تشكيك "ماكين" في العملية الانتخابية ليس في محله نظرًا لانها لم تحدث بعد وكل ما يحدث مراحل أولية في الانتخابات سواء باستبعاد مرشح أو انسحاب غيره. وأكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن بيان الخارجية المصرية الذي أصدرته بالأمس ك"رد" على البيان الأمريكي أعاد الأمور لنصابها الصحيح، فضًلا عن أنه يمثل رسالة قوية للأمم المتحدة بأن التدخل في الشئون الداخلية لمصر سيؤدي إلى مزيد من التوتر بين القاهرة وواشنطن على حد قوله. ووصف الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، بيان "ماكين" بأنه تدخل سافر فيما لا يعني الإدارة الأمريكية في الشئون الداخلية لمصر، مؤكدًا أن ثورة 25 يناير تهم الشعب المصري وليس الأممالمتحدة. وذكر اللاوندي، أن بيان السيناتور الأمريكي مغرض ومدفوع من قبل اللوبي اليهودي؛ لأنه لا يخدم إلا إسرائيل من خلال تصريحاته الرنانة المعروفة عنها، وذلك بهدف خضوع مصر لكي تتبع قواعد الإدارة الأمريكية. وانتقد الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، بيان "ماكين" مشيرًا إلى أنه تدخل في شئون السيادة المصرية وهذا أمر غير مقبول ولا يعني الولاياتالمتحدةالأمريكية في شيء. ورأى عودة، أن هدف البيان الهيمنة الأمريكية على مصر لافتًا إلى أن السيناتور الأمريكي لديه تصور إمبريالي بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تقود العالم ومسئولة عن كل حلفائها، لذلك لابد من إتباع قواعدها، موضحًا أن ذلك يمكن أن يؤثر في طبيعة العلاقات بين الدولتين. ودلل أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، على وجهة نظره قائلا "بيان الخارجية المصرية الذي أعرب فيه عن رفضه لبيان" ماكين" جيد ولكنه من الممكن أن يكون هناك انتقادات من قبل أمريكا ولاسيما مع قرب الانتخابات الرئاسية لذلك لابد من عمل بيان من قبل الجمعيات الثقافية والبرلمان لتوضيح الرؤية والإصرار على أن ما يحدث في مصر يتم وفقًا للقواعد الداخلية المصرية.