فهمتكم

ألهمت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر وتونس العديد من الشعراء والكتاب ليخرجوا ما بداخلهم من غضب وثورة ضد الظلم والفساد وذلك من خلال كلماتهم وأشعارهم التي يعبرون بها عن الأحداث ويتضامنون بها مع الثوار سواء في مصر أو تونس. الكاتب والمؤلف شامخ الشندويلي وهو أحد المشاركين في ثورة 25 يناير كتب قصيدة "فهمتكم" ليعبر من خلال كلماتها البسيطة السلسة عن فرحته بنجاح الثورة المصرية وتضامنه مع الثوار.
شعر: شامخ الشندويلى
دلوقتى بس فهمتكم
وأعوذ بالله منّكم
ياللى الوداعة فى عيونكم
والقناعة فى طبعكم ،
وكإنكم..
مافيش مخاوف منّكم
ولاعمركم
حتهبّوا زى الريح فى وش عدوّكم
.....
طول عمرى فاكر إن شخطة تلمّكم
وعصاية تكسر ضهركم
ولاشفت فيكم غير كده
ولا كان يبان على شكلكم
بقى كل ده يطلع فى لحظة منّكم؟!!
دلوقتى بس فهمتكم
عمرى ماكنت أظنكم تتجمّعوا
تتشجّعوا
وتخوّفوا وتفزعوا
ماكانش باين فى الوشوش
أنا قلت دول مابيشوفوش ..ولا يسمعوا
وسنين تمر سكوت مافيش رجع الصدى
ومصر سجن كبير وفارش ع المدى
أنا قلت شعبى داجبان
وقلت عمر الخوف ما حيفك اللسان
زى الحصان ،
ملجوم وصابر ع اللجام
وقالولى حاسب يشبعوا ويتنمردوا
جوّعتكم وحرمتكم
وقفلت كل بيبان حنانى فْ وشكم
وقلت اسوقهم بالعناد
وصباعى جاهز ع الزناد
لو طلبوا مرة شمال أودّيهم يمين
وان قالوا مرة يمين أرجعهم شمال
شفتوا الجمال
لازم تحسوا بْسطوتى
وبكلمتى
وافك فيكم عقدتى
واحطكو ف أزمات ورا أزمات
علشان اكون محور حياتكم كلها
عبيد لفضلى ورحمتى
..................
طال السكات
وسنين طويلة وعمر فات
أنا افتكرت ح اعيش كده لحد الممات
وحتى بعد الموت مااسيبكوش تفرحوا
الواد يكمّل ع اللى فاضل منّكم
.......................
دلوقتى بس فهمتكم
ودا مش سكات
ده مش برود
ده زى برميل البارود
محتاج شرارة تولّعه..
وتفجّره
دلوقتى بس فهمتكم
سنين طويلة بتصبروا
وفجاة زى الموج تقوموا وتهدروا
وتقدروا
وهوّه ده الشئ اللى كان ولا فى الخيال
ولا جاش فى بال
ده ماكانش جبن ماكانش خوف
ده كان إيمان
ودا اللى كان لازم أحسه من زمان
دلوقتى بس عرفتكم
وفهمتكم........
فهمتكم بعد الأوان.