تقرير: محمد ثروت "لن تكون مفاجأة بالنسبة لي إذا تلقى ليفربول عرضاً لبيع محمد صلاح مقابل 225 مليون يورو". كان هذا هو تعليق أسطورة ليفربول، الويلزي إيان راش، على المستوى الذي يقدمه النجم المصري محمد صلاح رفقة الريدز منذ انضامه إلى قلعة "أنفيلد" مطلع الموسم الجاري، ليصبح الصفقة الأبرز على الإطلاق في تاريخ النادي الإنجليزي العريق، ويتفوق على الأوروجوياني لويس سواريز، الذي لعب للريدز قبل أن ينتقل إلى برشلونة الإسباني. وواصل إيان راش غزله في محمد صلاح بقوله "في ظل المستوى الحالي الذي يقدمه صلاح، فإنني أرى أنه يتفوق على البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، والأرجنتيني ليونيل ميسي نجم البارسا". ويبقى السؤال الصعب: هل يستمر صلاح مع ليفربول الموسم المقبل، أم ينتقل إلى ريال مدريد الذي يرغب في ضم النجم المصري مع وجود خيارات أخرى مثل نيمار وإيكاردي وهاري كين؟، وما هو الأفضل لصلاح على المدى القريب، البقاء في ليفربول أم الرحيل إلى النادي الملكي؟". على الصعيد المادي، فإن صفقة البرازيلي نيمار دا سيلفا المنتقل من برشلونة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي بمقابل خيالي، حيث دفع "بي إس جي" 222 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي للبارسا، بخلاف بنود عقد نيمار والعمولات، قد كتبت تاريخاً جديداً في سوق الانتقالات الكروية، ودفعت بأسعار اللاعبين إلى مستويات خيالية لم تكن في الحسبان. وبالتالي فإن الأندية الهادفة للربح في المقام الأول، ربما لا تجد نفسها في موقف قوي لمقاومة الإغراء المالي، حتى ولو كان ذلك على حساب البطولات، خاصة إذا ما توافقت رغبة اللاعب مع الرحيل، وهي الحالة التي دفعت الريدز للموافقة على انضمام البرازيلي كوتينيو إلى برشلونة، مقابل 120 مليون يورو. ولكن في حالة ليفربول، وبعيداً عن الأموال، فإن الوضع يبدو مختلفاً بعض الشيء، لأن استراتيجية الريدز تقوم على تدعيم صفوف الفريق للمنافسة على الألقاب الغائبة منذ فترة طويلة، وليس لمجرد أن يكون الفريق مصنعاً لتسويق النجوم. فقد تعاقد ليفربول في فترة الانتقالات الشتوية مع فيرجل فان ديك، المدافع الهولندي الدولي، مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، من نادي سواثهامبتون الإنجليزي، ليكون المدافع الأغلى في العالم، متفوقاً على جون ستونز مدافع مانشستر سيتي. تؤكد تلك الصفقة أن الألماني يورجن كلوب مدرب الريدز يدرك نقاط ضعف فريقه جيداً، ويعمل على سد الثغرات الدفاعية، لأن جميع المحللين أجمعوا على أن كارثة الريدز تكمن في دفاعه، ولو كان هذا الخط في حالة أفضل لاختلف وضع الفريق تماماً في البريمييرليج. من هذا المنطلق، يمكن الإجابة على سؤال: هل يرحل صلاح؟. الإجابة المباشرة في ظل استراتيجية ليفربول ستكون أن صلاح لن يرحل، على الأقل، حتى نهاية الموسم المقبل، لأن خطة الريدز تقوم على بناء فريق يستطيع التتويج بالبطولات، ولن يكون منطقياً أن يتم التفريط في صلاح، نجم الفريق وهدافه الأول، بعد موسم واحد فقط من التعاقد معه. على الجانب الآخر، فإن مستقبل صلاح في ليفربول سيكون أفضل حالياً، بدلاً من خوض مغامرة غير محسوبة العواقب في ريال مدريد على سبيل المثال، لأن نجماً مثل أسينسيو صعد كالصاروخ، أصبح حبيساً لمقاعد البدلاء، كما أن نجماً مثل خاميس رودريجيز لم يجد ضالته في الريال، وعاد للتألق في بايرن ميونيخ حالياً، وكذلك الحال بالنسبة لموراتا الذي تألق في يوفنتوس سابقاً وتشيلسي حالياً، ولم يكن التوفيق حليفه رفقة الميرينجي، وبالتالي فإن استكمال التجربة الناجحة مع ليفربول أفضل حالياً من انتقال محفوف بالمخاطر. وكان محمد صلاح، ثاني هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 18 هدفاً بفارق هدفين عن نجم توتنهام هاري كين، قد تألق في فوز ليفربول على مانشستر سيتي 4-3 في مباراو ملحمية على ملعب أنفيلد مساء أمس، وأحرز صلاح هدفاً عالمياً من 35 ياردة، عندما أرسل الكرة في شباك حارس السيتي المتقدم عن مرماه إديرسون مورايس.