كتب: حسام أبوالمكارم -اشراف : نادية صبحى إرادته القوية، وقوة ذكائه، وإيمانه بالله، كانت الدافع وراء التغلب على فقدان بصره، ليحقق أحلامه التى بذل الغالى والنفيس من أجلها، والحصول على 98.2% فى الثانوية العامة، ليلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، ليخطو أولى خطوات حياته التى سعى لتحقيقها منذ طفولته. محمد على محمد على محمد طعيمة، الحاصل على المركز الأول على الثانوية للمكفوفين بمدرسة النور بالزقازيق بمجموعة 398.5 درجة، لم تمنعه ظروفه الخاصة من إكمال مسيرته التعليمية، ولم يدخر والداه جهداً لمساندته، ودعمه لتحقيق حلمه ليضىء حياتهم، ويجعل منزلهم مأوى للفرحة والسعادة. يقول الشاب الذى حقق أهدافه الأولى، كنت أجتهد فى مذاكرة المواد الدراسية قدر المستطاع، حتى بلغ عدد ساعات المذاكرة 12 ساعة يومياً دون ملل، مؤكداً أن أسرته كانت تعمل دائماً على توفير جميع احتياجاته المادية رغم موجهة الغلاء، وارتفاع الأسعار التى تسببت فى معاناة المواطنين، قائلاً: «أنا الأول على الجمهورية فى الابتدائية والإعدادية وحفظى للقرآن والتزامى بتعاليم الدين هما طريق النور، وكنت أذاكر أكثر من المبصرين، وكنت أحول الكتب الخارجية من الكتابة للمبصرين إلى طريقة برايل للمكفوفين». عزيمته وإصراره على النجاح وضعاه فى مواجهة حتمية مع مشكلات نقص الكتب الدراسية للمكفوفين، حتى أثبت قدرته على تحدى الصعاب والانتصار على جميع معوقاته فى الحياة، هذا ما أعرب عنه الشاب، مطالباً الرئيس بضرورة الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة، وأن يسمح لهم بالالتحاق بالكلية التى يرغبون بها إذا كانت درجاتهم العملية تؤهلهم لذلك، وأن تمهد جميع العراقيل أمام دراستهم لتنمية مهاراتهم، وإثبات وجودهم ونجاحهم فى مصر حتى تستفيد البلاد منهم. وقال: «ساعدتنى جمعية نور البصيرة فى تحويل بعض الكتب لطريقة برايل، وساعدنى بنات عمى وماما وبابا فى المذاكرة والصمود أمام مشاكلات نقص الكتب والاستمرار ومواصلة الاجتهاد». وأكد «محمد»، أنه يخطط فى الفترة القادمة أن يكون سفيراً لمصر فى الخارج لخدمة الوطن؛ حتى يتمكن من تحقيق حلمه الذى يسعى إلى تحقيقه منذ فترة صغيرة، متابعاً «الحمد لله ربنا مبيضيعش تعبى واجتهادى منذ مراحل عمرى الأولى».