بعد أسبوع كامل.. سبعة أيام بلياليها.. نطق المستشار مجدى عبدالبارى رئيس دائرة التظلمات التى ألغت حظر سفر المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى.. سبعة أيام كاملة من تاريخ إصدار القرار حيث صدر الثلاثاء 28 فبراير إلى الثلاثاء 6 مارس وسيادة المستشار يرى النار تسرى فى جسد القضاء حتى تكاد أن تأتى عليه تماماً ومع ذلك رفض سيادته مد يده لإطفاء النار قائلاً.. وأنا مالى هذه مهمة المطافئ وليست مهمتى أنا! وأخيراً نطق القاضى وقال كلاماً لو ذكره قبل أسبوع واحد أى يوم صدور القرار أو حتى بعده بيوم واحد لأطفأ ناراً اشتعلت فى جسد أطهر وأشرف مهنة فى التاريخ وهى القضاء ولكن على الطريقة المصرية الخالدة التى تقول دع الكلاب تعوى والقافلة تسير تركنا سيادته ننبح فى البرارى دون مغيث أو منقذ فماذا قال سيادته؟ أولاً: ذكر ان قرار حظر السفر غير دستورى ولا يحق لأى جهة إصداره، بل وأكد على مسئوليته أن رجال النظام السابق وعلى رأسهم المخلوع لو كانوا خارج السجن لما استطاع أحد منعهم من السفر! ثانياً: أن قرار حظر السفر ينبغى النظر فيه خلال «48» ساعة فقط من تقديم الطعن عليه وعلى هذا اجتمعت اللجنة على وجه السرعة وأصدرت قرارها بالغاء الحظر وكل ذلك جاء موافقاً لصحيح القانون والدستور. وأكد سيادته انه أصدر قراره بدون أى ضغوط عليه من أى جهة قضائية أو غير قضائية.. داخلية أو خارجية، وذكر سيادته المواد القانونية التى تؤكد صحة موقفه وقراره، والسؤال هنا لماذا صمت يا سيادة المستشار أسبوعاً كاملاً وأنت ترى النار تأكل ثيابك وتمتد الى ثوب القضاء، الناصع.. لماذا صمت وأنت ترى السباع والضباع بل وكلاب السكك وهى تنهش فى جسد القضاء؟! كلها أسئلة مشروعة يدفعنا إليها حبنا لقضائنا الشامخ وحرصنا على نقاء صفحته. أما المستشار المتنحى محمد محمود شكرى الذى أعلن تنحيه عن القضية لتدخل المستشار عبدالمعز فيها، فأوجه له سؤالاً واحداً وهو اذا كان القانون يفرض عليك ياسيدى النظر فى قرار حظر السفر للمتهمين خلال 48 ساعة فقط لا غير فلماذا تركته فى أدراج مكتبك طوال المدة التى تقدم إليك فيها محامو المتهمين، ولم تتحرك الا بعد أن واجهك المستشار عبدالمعز بعمل ابنك وليد فى مكتب يتعامل مع السفارة الأمريكية فأعلنت تنحيك عن القضية..فإذا كان ذلك صحيحاً فلماذا لم تعلن سيادتكم ذلك بوضوح وشفافية بدلاً من إشعال ثورة فى القضاء وخارجه.. كان يجب عليك الاعتراف بالخطأ القانونى إذا كان كلام زميلك مجدى عبدالبارى صحيحاً عن تأخرك غير القانونى فى نظر طعن المتهمين بإلغاء حظر السفر؟! كلها أسئلة مشروعة تجعلنا نؤكد أننا جميعاً أخطأنا فى حق القضاء؟ وأسأنا إليه وأيادينا جميعاً مخضبة بدمائه وحسبى الله ونعم الوكيل.