عام من الفن كان ساخنا بحق، تجلى أصحابه فى أعمالهم، وحققوا نجاحات كانت جديرة بالتوقف أمامها، لما قدموه لساحة الفن وما قدموه من صورة ذهنية عن شخصياتهم كانت بالطبع إيجابية وكانت وسائل الإعلام و«السوشيال ميديا» الظهير لكل هذه الأحداث والنار التى تنضج على نورها ولهيبها شخوص الفن وأعين الجماهير. «نجوم وفنون» رصدت رأى النقاد فى شخصية العام الذى غرب عنا نستشرف منه ما يشرق علينا بالإبداع والخير. طارق الشناوى: عمرو دياب الأبرز فى التعامل مع الأزمات الناقد طارق الشناوى اختار شخصية العام الفنان عمرو دياب، وقال إن دياب حظى بمكانة أشهر نجم عربى، لأنه لا يزال فى الساحة متصدرًا للإيرادات، عندما حاولوا توريطه فى معركة كان أشد حصافة مع شيرين فلم يدخل كطرف، أيضا لأنه يفكر جديًا بعد قرابة عشرين عامًا للعودة للسينما، وأثبت أن فن إدارة الموهبة أهم بكثير من قوة الموهبة، فهو فنان موهوب ولكن مفتاحه الحقيقى أنه لا يدخل فى معارك جانبية، يكتفى بأنه يتابع ما يجرى فنيًا واجتماعيًا وثقافيًا، قادر على تحقيق صورة ذهنية جيدة جدًا لدى الجمهور لذلك فهو يستحق لقب شخصية العام. واختار «الشناوى» أفضل الأعمال التليفزيونية وهما مسلسلا «هذا المساء» و«واحة الغروب»، وعلى صعيد السينما، اختار فيلم «أخضر يابس» كأحسن عمل سينمائي لعام 2017، مستبعداً الأفلام التى تضمنت عددا كبيرا من النجوم وتم إنتاجها خلال العام الجارى. ماجدة موريس: يسرا سيدة اجتماعية نشطة الناقدة ماجدة موريس اختارت النجمة يسرا الشخصية الفنية الأبرز فى 2017، وقالت إن سر اختيارها هو قدرتها على التعامل مع الأزمات واحتواؤها والبحث عن أى مناسبة لصالح العام، فهى كفنانة لا ترفض أى طلب يذكر فيه اسم مصر، هى نجمة متألقة، سواء فى اختيارها كعضوة لجنة مستشارين أو رئيسا شرفيا بمهرجان القاهرة السينمائى، واختيارها فى منظمات المرأة المصرية كى تساهم فى حملاتها، وهى توافق دون تردد على حضور ندوات لمناهضة العنف ضد المرأة، لديها حس عالٍ جدًا بأنها تساهم فى كل شىء له مدلول إيجابى، لتكرس مسألة أن الفنان ليس من الضرورى ان يعتذر ويرفض حضور الندوات والمؤتمرات، «يسرا» ضربت ذلك المثل ومعها الهام شاهين، لكن يسرا الأكثر ظهورا وانفتاحًا، فما تفعله أعطاها محبة وتقدير الناس، وجعل الجميع يذكرها بخير حتى أصبحت هناك «حياة» فى اى مناسبة اجتماعية ثقافية، تشارك فيها. أما على مستوى الفن فهناك شخصيات كانت متميزة من بينها ياسر جلال الذى فاجأ مصر كلها ب«لوك» و«أداء» جديدين فهو شخص قليل الظهور ومع ذلك اسعدنا كثيراً بدوره. وهناك شخصيات كما نعلم قليل ظهورها كثير حضورها، وعلى مستوى الغناء اكتشفنا أن تامر حسنى تقدم كثيرا على مستوى اختياراته للأغانى، رغم ان هذا العام لم يلمع أحد من المطربين وكانت شيرين أكثرهم جدلا بسبب آرائها المستفزة وحرصها على كثرة الكلام فى غير موضوعه. لكن تامر أكثرهم قدرة على أن يعمل دون كلام، ويظهر فى 2018 كضابط فى فيلم ولديه مقدرة على جذب الناس. وفى السينما كان من ضمن أكثرهم حضورًا، فى أعمالهم السينمائية والدرامية ماجد الكدوانى ونيللى كريم وإياد نصار وريهام عبدالغفور، إذ حققوا نجاحا على المستوى الفنى وهذا العام لديهم قفزات عند المشاهدين وقفزات فى مستوى أعمالهم. وتميزت المخرجة كاملة أبوذكرى بمسلسلها «واحة الغروب» وقدمت عملا «خارج الصندوق»، أيضا المخرج تامر محسن قدم مسلسل «هذا المساء»، ومن قبله مسلسل«تحت السيطرة»، فهو مخرج متميز ويصعد دائما. خيرية البشلاوى: هند صبرى المثقفة فى اختيار دورها هند صبرى فنانة قدمت نموذجاً يتفوق على كل الإعلانات الخاصة بالسرطانات، وقدمت نموذجا صارخا لكيف يكون المريض مقاتلا، ويتحدى صعوبات كثيرة، تفرضها ظروفه المرضية عليه، وتعيش حياتها وتستمر وتشاهد الشخص وقد جاوز محنته وشعرت أنها الأكثر تميزًا فى «حلاوة الدنيا»، ومن خلاله تتفوق على طارق نور فى اختيار الإعلان، هى تتجاوز بتأثيرها فكرة الشخص المحترف للإعلانات لضرورات المكسب التجارى، فهى صورة للممثل المثقف المتعلم فتعرف جوهر الدور الذى تقدمه، وجوهر الرسالة التى يتضمنها الدور، وتركز على نفسها وتوجهها من خلاله، وتوصل الرسالة الخاصة بجوهر الشخصية دون تعالٍ أو افتعال، فتؤثر جدا فى المتلقى وتوصل الرسالة بثقة واقناع وهى تحترم الفن وتعمل على نفسها بعيدا عن الدعاية الإعلامية للممثلاث اللاتى اشتهرن بإفيهات شخصية مثل شيرين وغيرها، لكن هند نموذج للممثلة المحترمة. وهناك شخصيات أثبتت نجاحها على المستوى الدرامى مثل ظافر العابدين الذى قدم نموذجا للممثل العربى الذى اندمج وزرع نفسه فى تربه مصرية، واكتسب كل صفات اللهجة التى تجعله مصريا حقيقيا بجدارة. محمود قاسم : محمود حميدة لا يقدم تنازلات للسوق أرى أن محمود حميدة هو شخصية العام، فهو شخص مثقف ينضج دائما ولا يقدم تنازلات وكل عام، يكون اكثر نضجا من العام الذى يسبقه، فقدم فيلم «فوتو كوبى» بشكل مميز ومشاهد تؤكد أنه كلما كبر زادت نجوميته وقدراته المميزة، عندما نعرفه عن قرب فهو فنان مثقف جدا قارئ فى مجالات متعددة، وهو شخص وجاد وموهوب في كل اختياراته. وهناك شخصيات أخرى حققت نجاحا مثل إياد نصار فى مسلسل «هذا المساء». نادر عدلى: شادية الحاضرة رغم غيابها الناقد نادر عدلى قال إن شخصية شادية هى الأبرز هذا العام، لأنها ممثلة ومطربة تختفى عن الحياة الفنية لأكثر من 30 عاما ثم يكون لها هذا التواجد بمجرد إعلان خبر وفاتها، فهذا يؤكد أنها فنانة كانت أقوى من السنين، وطغت على كل الوجوه اللامعة، خاصة أن العام لا يوجد فيه شخصية بارزة ننسب لها أعمالا مجيدة، حتى أننا ظللنا لأكثر من 6 شهور نتحدث عن حالتها حتى الجيل الذى لا يعرفها تابع أغانيها وأفلامها وأخبارها وصورها. والتميز فى الدراما جاء لصالح هند صبرى، فهى الأفضل فى «حلاوة الدنيا»، وخالد النبوى فى «واحة الغروب» فهذان المسلسلان أفضل ما قدما فى رمضان بالإضافة إلى خالد رمضان فى مسلسل «الطوفان»، والإخراج كان هو المخرج الأوضح ل«حلاوة الدنيا» والمخرجة كاملة أبوذكرى أيضا لمسلسل «واحة الغروب»، وسأتابع مسلسل هذا المساء والذى أعتقد انه مميز لكنى لا استطيع الحكم عليه هذا العام لأننى لم أشاهده. وعلى مستوى السينما أرى أن فيلم «فوتو كوبى» أهم فيلم لهذا العام ومحمود حميدة الأقدر وشيرين رضا أفضل ممثلة، على مستوى الإخراج شريف عرفة فى الكنز وتامر عشرى فى فيلم «فوتو كوبى»، وحكيم فى تتر رمضان كريم وهى أغنية رمضانية منذ أكثر من 25 سنة، وكانت تحظى بشعبية مصرية، والألبومات كان عمرو دياب الأبرز والأوضح، والمسرح عودة يحيى الفخرانى هى الأقوى بعودته بمسرحية «ليلة من ألف ليلة»، وعلى مستوى الكوميديا لم ينجح أحد. وأضاف نادر عدلى ان الظاهرة الأخطر فى آخر العام هى وجود أربعة مطربين فى السجن، لتقديمهم أغنيات رديئة فى الوقت الذى نرى أيدى نقابة الموسيقيين مشلولة تجاه الظاهرة وهى ظاهرة اجتماعية أكثر منها إجراءات مع بعض المطربين، فالأغانى الرديئة التى تستخدم ضد المجتمع تظهر بهذه الكثافة ما يدل على أنها ظاهرة لا بد من مناقشتها وليس مجرد محاكمتها. خالد محمود: منة شلبى الأكثر تألقاً الناقد خالد محمود قال إن منة شلبى هى الأفضل هذا العام لأنها قدمت دورا رائعا فى فيلم «نوارة» ومسلسل «واحة الغروب» وحصلت عليهما على أكثر من جائزة وقدمت دورا متميزا وحازت به فى أحسن جائزة فى مهرجانى دبى وتطوان. أما ياسر جلال فهو الأفضل هذا العام لأنه استطاع أن يقدم دراما جيدة فى «ظل الرئيس»، واستحوذ على اهتمام الجمهور.