كتب:حسام أبوالمكارم تنمية سيناء تحدٍ واضح وصريح للقضاء على الإرهاب والجماعات والمتطرفة التى اتخذت أرض الفيروز تربة خصبة للنمو على مدار عقود من الإهمال والتجاهل، حتى ازداد الوضع سوءًا إبان صعود جماعة الإخوان إلى السلطة ما أدى إلى انتشار الجماعات المتطرفة فى الأرض الطاهرة، ولكن باءت كل مخططاتهم بالفشل والخيبة بعد أن نجح الشعب المصرى فى عزل الجماعة الإرهابية عن حكم البلاد، لتبدأ مصر مرحلة جديدة من التقدم والازدهار بعد أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد حكم البلاد، يعمل ليل نهار على تهيئة المناخ الملائم للعيش بآدمية وتوفير حياة كريمة للمواطنين من خلال إنشاء العديد من المشروعات التنموية فى البلاد للقضاء على البطالة وسد الفجوات والثغرات أمام الإرهاب وإفشال خططهم لاستقطاب الشباب، وتجفيف منابع الفكر المتطرف واقتلاع الإرهاب من جذوره لتحقيق الاستقرار والرخاء للمجتمع المصرى من خلال افتتاح العديد من المشروعات التنموية بمنطقة قناة السويس وتنمية سيناء. جهود الدولة لتنمية سيناء ويأتى فى مقدمة تلك المشروعات خروج ماكينة حفر أنفاق شمال الإسماعيلية شرق القناة والانتهاء من أعمال الحفر والتبطين للأنفاق، وافتتاح كوبرى الشهيد العقيد أحمد منسى والشهيد الجندى أبانوب العائمين على قناة السويس. وانضمام السفينة «أحمد فاضل» للخدمات البترولية إلى أسطول شركة التمساح لبناء السفن ومشاركتها فى اكتشافات الغاز والبترول، كذلك المرحلة الثانية من المزارع السمكية التابعة لهيئة قناة السويس شرق القناة. وشهد الرئيس السيسى أثناء الافتتاح مراحل العمل بالأنفاق التى تم التخطيط والتنفيذ لها فى توقيت متزامن لإنجاز المشروع فى أقل وقت ممكن، وكيفية اختيار موقع الأنفاق بدقة شديدة فى مرحلة التخطيط لربط المحاور المرورية شرق وغرب القناة ببعضها بالإضافة لخدمة مناطق التنمية فى سيناء، حيث تم اختيار موقع الأنفاق بمنطقة جنوب بورسعيد علامة الكيلومتر 19.150 لخلق محور مرورى بدءاً من مدينة السلوم غرباً حتى مدينة رفح شرقاً عبر الطريق الدولى الساحلى مروراً بالأنفاق. وتعد علامة الكيلومتر 73.250 لموقع الأنفاق بمنطقة شمال الإسماعيلية لربط مدينة السلوم وجنوبه غرباً بالعوجة شرقاً، وتم استلام مواقع العمل بنهاية فبراير 2015 وتم البدء فى إنشاء وتجهيز المصانع والمحطات المساعدة لموقعى الأنفاق حيث تم إنشاء مصنع لإنتاج الحلقات الخرسانية بطاقة إنتاجية 15 حلقة يومياً وتم تجميع ماكينات الحفر بأيدى المهندسين والفنيين والعمال المصريين بعد وصولها اعتباراً من نوفمبر 2015 وحتى مايو 2016. وأنشئت محطتا فصل وتنقية البنتونيت بقدرة 2800م3/الساعة، ومحطتان لخلط مادة الحقن بقدرة إنتاج 30م3/الساعة ومحطتان لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة انتاجية 18 ميجاوات للمحطة الواحدة، ومحطتا هواء مضغوط بقدرة 11 بار، بالإضافة إلى إنشاء 4 خزانات مياه أرضية كل خزان بسعة 6000 متر مكعب، كما تم بدء أعمال الحفر المكشوف والأعمال المدنية لمداخل ومخارج الأنفاق بالتوازى مع توريد الماكينات وتركيبها وإنشاء المحطات المساعدة لاختصار الوقت، وتم بدء أعمال الحفر باستخدام ماكينات الحفر فى يونيو 2016 لأول ماكينة بأنفاق شمال الإسماعيلية ثم الماكينة الثانية فى أغسطس 2016 ثم دخول الماكينة الثالثة والرابعة بأنفاق جنوب بورسعيد فى نوفمبر وديسمبر 2016 على التوالى، مشيراً إلى أن كل مجموعة أنفاق تتكون من 2 نفق للسيارات بطاقة 2 حارة مرورية فى كل اتجاه. ويبلغ طول النفق الواحد بشمال الإسماعيلية 5820 متراً منها 4830 باستخدام ماكينات الحفر و990 متر حفر مكشوف، بينما يبلغ طول النفق الواحد بجنوب بورسعيد 3920 متراً منها 2851 متراً باستخدام ماكينات الحفر و1069 باستخدام الحفر المكشوف، موضحاً أن أقصى عمق للنفقين من سطح الأرض 70 متراً ومن سطح مياه قناة السويس 44 متراً. وخطط لربط كل نفقين بممرات عرضية كل 1000 متر لتستخدم فى عمليات نقل الأفراد فى حالة الطوارئ، ورغم مرور مسار حفر الأنفاق أسفل قناة السويس بتجمعات سكنية قائمة بمدينة الإسماعيلية وخط سكة حديد بورسعيد السويس ومجموعة من الطرق والمحاور مثل طريق المرشدين وطريق المعاهدة والعديد من المرافق أهمها خط غاز طبيعى رئيسى، إلا أنه تم تنفيذ الحفر بكفاءة تامة دون التأثير على أى منها أو إيقاف الحركة المرورية بأى منها، أو التأثير على حركة الملاحة بقناة السويس محققين معدلات عمل قياسية تعتبر من أعلى معدلات التنفيذ بالعالم بواقع 36 متراً يومياً كأقصى معدل يومى فى الحفر وتركيب الحلقات الخرسانية و220 متراً أسبوعياً. يرى الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادى، أن مصادر الأمن القومى المصرى هو التعمير السكانى فى سيناء لأنها أحد أماكن الصراع والنزاع التاريخى وتحريك الكتل السكانية فى تلك المناطق التى تلعب دوراً هاماً فى العمل كحائط صد فى المؤامرات والحروب التى تحاك ضد مصر من العدو الصهيونى، موضحًا أن هذه الأماكن تكون غير مؤهلة ويصعب الاستيلاء عليها أثناء النزاع. وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الإرهاب تنامى فى سيناء بسبب التجاهل والإهمال من قبل الأنظمة السابقة فى المناطق الصحراوية التى لا يوجد بها تنمية ومهملة ما يجعل أبناءهم عرضة للاندماج فى الجماعات الإرهابية والعمل ضد أوطانهم بسبب الفقر والحاجة التى يعانون منها فى حياتهم، فضلاً عن نمو الكراهية للبلاد، مؤكدًا أن العمل على تنمية سيناء وتعمير أراضيها يقضى على ظاهرة الإرهاب التى ترعرعت أثناء حكم الجماعة الإرهابية. وأكد عامر أن فكرة إنشاء أنفاق تحت قناة السويس عرضت فى الماضى وتم الاعتراض عليها من قبل الكيان الصهيونى والولايات المتحدةالأمريكية لعدم سيطرة الجيش المصرى على شمال سيناء، مضيفًا أن الدول تعمل تسهيل عملية نقل القوات المسلحة وإفساد كافة المخططات والمؤامرات الخارجية، ومنع إقامة أى خطوط دفاع من قبل العدو كما حدث من قبل الاحتلال الإسرائيلى أثناء حرب أكتوبر وإقامة خط بارليف ما أعاق تحرك القوات المسلحة فى تحرك القوات، مشيرا إلى أن الأنفاق سوف تربط سيناء بالدلتا لتسهيل خطط التنمية والاستثمار فى المنطقة بأكملها للقضاء على ظاهرة الإرهاب وتوفير فرص عمل للمواطنين وزيادة معدلات الإنتاج والحفاظ على الأمن القومى المصرى. وحول أهمية مشروعات التنمية فى شمال سيناء أكد الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادى، أن تنمية سيناء أحد الحلول الواجبة لمواجهة جماعات التطرف والإرهاب والتى تكونت وانتشرت فى الآونة الأخيرة، مؤكدًا أن سيناء تتمتع بأهمية استراتيجية منحها لها الموقع والمكان، وأنها بوابة مصر الشرقية، لافتاً إلى أنه كان يجب أن تبنى مصر على مدى عدة عقود العديد من الاستراتيجيات لتنمية وتعمير الإقليم، إلا أنها أهملت لأكثر من 48 عامًا رغم ما تتمتع به سيناء من مقومات اقتصادية متنوعة. وأوضح الإدريسي أن سيناء تضم أكثر من ثلث الثروة الحجرية، بالإضافة إلى العديد من الثروات التى لم تستغل حتى الآن ما أدى إلى تفاقم ظاهرة الإرهاب بها. وعن دور التنمية فى القضاء على الفكر المتطرف والحفاظ على الأمن القومى المصرى، قالت الدكتورة نادية رمسيس فرح أستاذ الاقتصاد السياسى فى الجامعة الأمريكية، إن مشاريع التنمية التى تقوم بها الحكومة المصرية تهدف لاقتلاع جذور الإرهاب وتساند أجهزة الدولة فى الحفاظ على الاستقرار والأمن والأمان التى تنعم به مصر، مشيرة إلى أن افتتاح الأنفاق الأخيرة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى يساهم فى ربط مناطق شمال سيناء بالدلتا لتسهيل عملية الانتقال والعبور للبر الشرقى ودمجه داخل المجتمع المصرى وتجفيف الانعزال الذى شهدته سيناء لعقود طويلة. ولفتت رمسيس إلى أن الاستثمار وإنشاء مشاريع فى سيناء يصون الشباب من الخضوع تحت سيطرة الإرهاب الذى يعمل على تنفيذ أجندات أجنبية للقضاء على الدولة المصرية وزعزعة أمن واستقرار البلاد، مضيفة أن هناك كثيرًا من المناطق التى تحتاج إلى اهتمام فى مصر مثل الصعيد حتى لا تتحول إلى أرض خصبة لنمو المتطرفين والمخربين. وأشارت أستاذة الاقتصاد السياسي، إلى أن الإخوان عملوا منذ الستينيات على دمج وتثقيف الشباب ما أدى نمو الفكر المتطرف فى مصر، مشددة على أهمية الاهتمام بالشباب حتى تتمكن الدولة من إفساد الخطط العدائية التى تسعى لتنفيذها العديد من دول العالم، مطالبة بضرورة مراجعة الخطط السياسية والتحالف فى المجتمع المصرى لمعرفة السياسة التى تسعى لتنمية البلاد والحفاظ على استقرارها. ويرى الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي، أن تنمية شمال سيناء تسهم فى تكاتف الدولة والمواطن السيناوى للقضاء على كل الظواهر السلبية والجماعات المتطرفة التى تريد النيل من البلاد، لافتًا إلى أن الاهتمام بتوفير الخدمات من كهرباء ومياه ومدارس لتعليم أبناء سيناء هو السبيل الوحيد لاقتلاع الإرهاب والتطرف من أرض الفيروز. وأكد النحاس أن أبناء سيناء يجب أن يشعروا بأنهم يعيشون وسط أهلهم من أبناء الشعب المصرى حتى تتمكن الدولة من توفير مناخ مناسب لتنميتها وتوفير فرص عمل للأهالى فى تلك المنطقة وتقديم المرافق والخدمات التى تكفل لهم الحياة الآدمية ويزدادون حماسة للإنتاج والمساهمة فى عمليات التنمية والإنتاج للنهوض بالمستوى الاقتصادى الذى يليق بالبلاد لتحقيق التقدم المطلوب. وأضاف الخبير الاقتصادى، أن مشاريع التنمية فى سيناء تزيد من تلاحم أبناء الشعب المصرى وتعمل على حماية الشباب من الاستقطاب من قبل الجماعات الإرهابية التى تسعى للقضاء على أمن واستقرار البلاد، مشددًا على أهمية استغلال وتنمية كل شبر فى أرض الفيروز من خلال الاستفادة من الأمطار وعمل مخرات لها لزراعة الأراضى الصحراوية وزيادة الرقعة الزراعية فى سيناء لتوفير المناخ الملائم لتربية أجيال جديدة قادرة على النهوض وتعمير أراضى سيناء بالكامل.