أكد أمين عام الجامعة العربية المساعد السفير حسام زكي، إن التحرك الذي قادته مصر بصفتها عضوا في مجلس الأمن لنصرة القدس هو التحرك المنطقي السياسي الدبلوماسي الوحيد، الذي يمكن من خلاله الرد على الإجراء الأمريكي حول القدس بشكل سريع. وأضاف السفير حسام زكي، أن التحرك العربي في قضية القدس أمام ساحة الأممالمتحدة لم ينته بعد، هو بدأ ومتواصل، وما تم حتى الآن هو بداية ورد الفعل للقرار الأمريكي تجاه القدس، وكان أمرا منطقيا ومتوقعا اللجوء إلى الأممالمتحدة، لأنها هي راعية القانون الدولي في العالم، بغض النظر عما نعتقد أنه انحياز لأطراف أو غيره. وتابع قائلا: لإنه ا شك أن حصول مشروع القرار المصري المقدم لمجلس الأمن على 14 صوتا مقابل صوت واحد رافض، يكشف حجم التأييد الدولي لضرورة الالتزام بتطبيق القانون الدولي فيما يتعلق بقضية القدس، بمعنى عدم الاعتراف بقانونية أو شرعية ضم إسرائيل للقدس وجعلها عاصمة لها، فهذه أراض محتلة وفقا للقانون الدولي، ووضعها القانوني لايقبل الجدل باعتراف كل المجتمعات. وجاء رد الفعل العربي وتلاه في ذلك رد الفعل الإسلامي وحتى كان هناك رد فعل شعبي على مستوى دول كثيرة في العالم، وكان هناك شعور أنه ربما تكون هذه وسيلة لفرض حلول ما على الفلسطينيين، فهذا أمر يصعب جدا على أي قيادة سياسية أن تقبل به. و عن رؤيته للدور المصري في الوضع العربي خلال عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال أمين عام الجامعة العربية المساعد السفير حسام زكي، إن هناك احتراما كبيرا للدور المصري ومكانة مصر.. وهذا أمر محسوس، والدول تقول ذلك، الدور المصري استطاع في فترة وجيزة أن يعيد التموضع في مسائل أساسية وحيوية، وفي قضايا الشرق الأوسط بشكل عام، وهذا أمر يسعدنا جميعا كدبلوماسيين مصريين وعرب.. ولا يمكن للجانب العربي أن يُقال من عثرته الحالية دون دور نشط وفعال وأساسي لمصر. وتابع قائلا:- الكل يتمنى دائما أن تنشط مصر وتكون فاعلة في التعامل مع كافة أزمات المنطقة، وهناك ثقة في أن الحُكم المصري على الأمور حكم متزن وعاقل ودائما يغلب المصالح العربية العليا على أي مصالح ضيقة. وهناك دعامتان أساسيتان للوضع العربي هما مصر والسعودية، ودائماً نقول أن هاتين الدعامتين لابد لهما أن تتطلعا بدورهما في شد الوضع العربي إلى بر الأمان. وفيما يتعلق بالملف السوري وتعدد الأطراف التي تتحكم في هذا الملف، قال السفير حسام زكي ، إن الدور الأممي تراجع بشكل كبير في سوريا وهذا أمر بصراحة لايرضينا لأننا نعتبر الأممالمتحدة لاتزال تمثل المنظمة الأكثر حيادية في مثل هذا الصراع وكان لها دورها من البداية في هذه الأزمة وتهميشها لن يكون في مصلحة السوريين . وأكد أن تهميش الدور العربي والجامعة العربية تحديدا في الملف السوري ليس وليد اليوم وتم في اللحظة التي قامت فيها الجامعة بتجميد عضوية سوريا، وعندما اتخذ هذا القرار كان المتوقع أن تحدث تغييرات سياسية وشيكة في الميدان تغير المعادلة بالكامل وهذه التغييرات لم تحدث بل حدثت تغييرات أخرى على مدار الخمس سنوات الماضية أدت إلى استمرار النظام السوري. وأضاف الأمين العام المساعد أن أي دور عربي حقيقي ومنصف يمكن أن يساعد في حل الأزمة السورية وتلبية تطلعات السوريين الجامعة العربية تشجعه وترحب به فنحن لانريد احتكارا لهذا الملف نحن نريد فقط أن يكون هناك إسهام عربي في هذا الملف وإذا توافر هذا الإسهام المنصف المتوازن فنحن نؤيده بكل تأكيد.