مسقط – خاص الوفد أشادت مجموعة من التقارير الدولية الحديثة بفاعلية وتميز الاستراتيجية العمانية لحماية البيئة بعيدة المدى، والتى تنفذ وفقاً لأسس علمية. فى اتجاه متوازٍ تتسابق الهيئات العالمية على الفوز بجائزة السلطان قابوس الدولية لصون البيئة. وهى تعد أول جائزة عربية يتم منحها على المستوى العالمى فى هذا المجال من أجل تشجيع الجهود الرامية إلى التوصل إلى الحلول العلمية للأزمات والمشاكل البيئية التى يعانى منها كوكب الأرض. وكرمت الجائزة منذ تأسيسها العديد من المؤسسات والعلماء فى دول تمثل قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية تقديراً لجهودهم التى ركزت معظمها على المواقع المسجلة على لائحة التراث العالمى لليونسكو والمحميات الطبيعية. سبق أن فازت مصر بالجائزة ممثلة فى جامعة الإسكندرية وحصل عليها قسم العلوم البيئية بكلية العلوم فى هذه الجامعة المصرية العريقة، وذلك لقيامه بعدد من الأعمال المهمة فى مجال حماية البيئات البحرية والصحراوية، ولنجاحه فى إنشاء محمية (العميد) للمحيط الحيوى، بالإضافة إلى أنه طور أبحاثه خاصة المتعلقة بمراقبة التحولات البيئية باستخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد فى المحافظة على البيئة والتنوع الإحيائى. ففى سنة 1997 تقرر تقديم الجائزة مناصفة إلى كل من: كلية العلوم بجامعة الإسكندرية، وكذلك للجمعية غير الرسمية للغابات فى سيريلانكا. وقد فاز بها هذا العام مجلس الحدائق الوطنية فى سنغافورة، بناءً على توصية لجنة التحكيم لأمانة برنامج الإنسان والمحيط الحيوى التابع لليونسكو. تمثل الجائزة أحد أرفع صور التكريم للإسهامات البارزة التى يقدمها الخبراء أو مجموعة من العلماء والمعاهد والمنظمات، ويشترط أن يكون المرشحون للفوز بها قد قدموا إسهامات بارزة فى إدارة البيئة وحمايتها، بما يتفق مع سياسات السلطنة وأهدافها وغاياتها ذات الصلة بصون البيئة، وأن تكون إسهاماتهم محل تقدير دولى فى هذا المجال. ويتم اختيار الفائزين من قبل اليونسكو؛ بناء على تقييم وتوصية من لجنة التحكيم، التى تتكون من خمسة أعضاء مستقلين يمثلون شخصيات معروفة فى المجالات التى تغطيها الجائزة على أن يراعى فى تكوينها التوزيع الجغرافى العادل بين قارات العالم المختلفة والمساواة بين الجنسين فى عضوية اللجنة. جائزة تنتصر لحياة شعوب الكرة الأرضية على ضوء ذلك لا تقف المنجزات العمانية الكبرى عند سياسة السلطنة الهادئة والمتزنة، ومعادلاتها الإنسانية وقيمها المتبعة فى كل المجالات، وإنما تتعداها نحو البيئة التى تشكل أحد محاور اهتمام العالم وعمله الدءوب من أجل جعلها قادرة على تأمين متطلبات الإنسان فى كل مكان. إن تقديم الجائزة التى يتم التبارى عليها عالمياً يمثل تعبيراً قوياً عن الاهتمام بالبيئة وأهمية صون مقدراتها وتنمية مواردها وثرواتها نقية ومتجددة للوصول إلى ضمان أمثل لاستمرارها، وهى تمثل تشجيعاً وتحفيزاً للجهود المخلصة لجميع المنظمات والهيئات المعنية وتقديراً لإسهاماتها، ولاسيما أنها تثرى أيضاً الوعى البيئى. كما أنها بمثابة رسالة ضمنية موجهة من السلطان قابوس إلى شعوب العالم متضمنة دعوة مخلصة إلى تضافر كافة الجهود الرامية إلى المحافظة على البيئة الطبيعية، وهى تنطلق من أرض صلبة تتمثل فى خطط الاستراتيجية العمانية الناجحة التى بدأ تنفيذها منذ مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضى ولا تزال مستمرة حتى اليوم، كما أن برامجها ممتدة فى إطار سياسات الرؤية المستقبلية. الرصيد الاستراتيجى لخطط التنمية المستدامة التى تشمل كافة جوانب الحياة المعاصرة على الصعيد الوطنى حققت السلطنة فى هذا المجال الحيوى استحقاقات غير مسبوقة تعد من الإنجازات المتميزة وتحتفى فى ظلها فى الثامن من يناير المقبل بيوم البيئة العمانية. وقد تم الاحتفال به لأول مرة فى منتصف عقد التسعينيات تعبيراً عن التقدير لكل الجهود التى تعمل من أجل صون الأنظمة البيئية وحماية مواردها التى تمثل الرصيد الاستراتيجى لخطط التنمية المستدامة التى تشمل كافة جوانب الحياة المعاصرة من جهة، كما تعبر أيضاً عن الحرص على المشاركة فى تفعيل السياسات العالمية، من جهة أخرى وتأكيداً على الخصوصية العمانية فى التعامل مع البيئة والمنبثقة من القناعات الشخصية لدى كل أفراد المجتمع ليس بأهمية حمايتها فحسب، وإنما تنميتها أيضاً. فى هذا السياق جاءت توجيهات السلطان قابوس بتخصيص سنتى 2001 و2002 عامين للبيئة مما مثل مبادرة رائدة وفرت آليات غير تقليدية لتحقيق تلك الأهداف. مسابقة وطنية على الصعيد الوطنى العمانى تنظم وزارة التربية والتعليم فى السلطنة مسابقة مهمة يتبارى فيها الطلاب والطالبات للحصول على كأس السلطان قابوس لمسابقة المحافظة على النظافة والصحة فى البيئة المدرسية.