تسعى الأسواق المالية العاملة عبر شبكة الإنترنت إلى التطوير من نفسها وبالأخص الفوركس، ونتيجة لانتشار هذه الأسواق وتوسعها الكبير، أصبحت تعمل دائماً على تطوير و استحداث مجالات وأساليب جديدة للزيادة من فاعليتها، كما أنها أصبحت تعمل على تقديم أفضل الاستراتيجيات التي من شأنها أن تطور صفقات واستثمارات المستخدمين، وتحقق لهم المزيد الأرباح والمكاسب بكل سهولة ويسر. وإحدى ما وصلت إليه الفوركس من تطورات هى عمليات نسخ الصفقات، أو التداول الاجتماعى، وهى من أهم الخدمات والطرق المبتكرة حديثاً في التجارة المالية وعالم وتداول العملا الأجنبية، وتتم هذه العملية من خلال نسخ الصفقات من متداول محترف إلى متداول آخر مبتدئ. مفهوم نسخ الصفقات هي عملية تقوم من خلال نسخ الصفقات من المتداولين إلى متداولين آخرين، ومن يقوم بهذه العملية في الأغلب يكونون من المتداولين المبتدئين، وذلك لأنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية للقيام بالتداول، أو هؤلاء الذين ليس لديهم الوقت الكافي للقيام بالصفقات، ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية تساعدهم من خلال تمكين بعض التجار أو المتداولين المحترفين أو الشركات المزودة للإشارة من إدارة الصفقات المفتوحة ونسخها، حيث يترك له المستخدم كل أوامر التداول من وقف الخسارة وجني الأرباح وإغلاق الصفقة وغيرها من الأوامر الأخرى، وذلك نظير تقاضيها بعض الرسوم مقابل خدماتها، وهذا التجار تم اختياره من خلال التداول الاجتماعي، فهو عنصر من عناصر التداول الاجتماعي. فقد أصبحت عمليات نسخ التداول معروفة في جميع أنحاء العالم، حيث أنه يمكن المتداولين من إنشاء شبكة اجتماعية تساعدهم على الاتصال ببعضهم البعض، وذلك مما يزيد عملية التفاعل بينهم ويكسبهم خبرات من خلال التعليقات وردود الأفعال بكل مايتعلق بعمليات التداول، وهذا يساعد على ازدياد احتمالات الربح، وتقليل الخسارة. لم تقتصر هذه الاستراتيجية على كسب الأموال فقط، بل تخطت هذا المفهوم الضيق وأصبحت تعلم وتزيد من المعرفة فى مجالات المال وصقل مهارات التداول المختلفة. وتتم عملية نسخ الصفقات عن طريق عدة خطوات: أولها يجب اختيار وسيط مالي جيد يكون مناسب لامكانياته، ويكون منظم ومحل للثقة، وذلك للحفاظ على سرية بياناتك وأموالك، ثانياً فتح حساب وتفعيله على منصة التداول الآلى التى اختارتها، فتقوم بعدها المنصة بتوفير قائمة مزودي الإشارات والتي تمكن المتداول من اختيار المزود المناسب له. ومن الجدير بالذكر أنه من أهم العوائق التى توجد فى عمليات نسخ الصفقات هو فارق التوقيت في تنفيذ الصفقة بعد اتخاذ الأوامر من المتداول الناسخ، حيث أنه لا يستغرق وقتاً كثيراً قد يكون ثواني معدودة فى أغلب الحالات، وذلك لايمثل ضرراً كبيرً للصفقة، ولكن فى بعض الأحيان إذا زاد التوقيت قد يؤدي إلى خسارة كبيرة للصفقة، ويصنع فرق كبير بين قيمة العائد الذى حدده المتداول الناسخ، وبين القيمة الفعلية للأرباح التي اكتسبها. منصات نسخ الصفقات توجد من المنصات الرائدة في عالم التجارة المالية وهما ( أي -تورو)(زولوتريد) منصة E-Toro: وتستهدف هذه المنصة سوق الفوركس فقط، وتتيح لمستخدميها متابعة المتداولين الخبراء وأكثرهم تحقيقاً للأرباح، ويمكنك استنساخ نجاحهم، كما أنها تضم العديد من العملات المختلفة الرئيسية والفرعية. منصة Zulu Trade: وتستهدف هذه المنصة سوق تداول العملات الأجنبية والخيارات الثنائية، وتوفر للمتداولين المبتدئين متابعة الخبراء من التجار ونسخ محفظته، وتضيف ميزة أخرى وهي حرية إغلاق المراكز التجارية حسب مايراه مناسب سواء كان إغلاقه فردياً أو في وقت واحد. وعمليات نسخ التداول هى شكل من أشكال التداول الاجتماعي، ويقصد بالتداول الاجتماعى هى العملية التي من خلالها يجمع المتداولين الخبراء البيانات والمعلومات المالية من جميع المنصات عبر الإنترنت لاستخدامها في اتخاذ القرارات الحاسمة في تداول الصفقات، وهذه البيانات تساعد في استخدام عمليات نسخ الصفقات.