أثارت الفتوى التى أصدرها الشيخ يوسف القرضاوى رئيس اتحاد علماء المسلمين بتحريمه زيارة القدس لغير الفلسطينيين الجدل بين علماء الدين وحتى فى السلطة الفلسطينية نفسها والتي انتقده فيها وزير الأوقاف في الحكومة الفلسطينية برام الله محمود الهباش، وجاءت فتوى القرضاوي ردا على الدعوة التي أطلقها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للعرب والمسلمين لزيارة القدس في مؤتمر القدس الدولي في الدوحة. "بوابة الوفد" استطلعت آراء علماء المسلمين حول رأيهم فى هذه الفتوى . يقول الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن الذهاب إلى القدس الآن يعطي انطباعا بأن الأمور عادية، ثم أنه يلزم الداخل إلى القدس الحصول على تأشيرة وهو اعتراف بشرعية إسرائيل. وطالب عبد المعطي أن يكون هناك مقاطعة لهذه الزيارة للاستمرار في عدم الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني، والتواصل يكون بالنصرة والصلة الدائمة عبر المساعدات الفعالة التي تعطي قوة لإخواننا الفلسطينيين . ويقول الدكتور عبد المنعم البري الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر الشريف إن أخذ التأشيرة من اليهود يعد نكبة من النكبات اللعينة، مشيرا إلى ان ذلك يمثل إجبارا للفلسطينيين على ذلك، ولابد من لفت النظر لذلك لكي ينشغل المسلمون جميعا بشأن المسجد الأقصى، مع ضرورة تعبئة الرأي العام العالمي والعربي والإسلامي، وإيقاظ النفوس المؤمنة لمحو هذا العار. وعلى الجانب الآخر يقول الدكتور محمد الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث إنه من المهم جدا السماح للمسلمين ولغير المسلمين بزيارة القدس "سواء عرب أو مسلمين" مع احترامنا لفتوى الشيخ يوسف القرضاوي التي تجعل القضية محلية، حيث يجب تجاوز محاولات الصهاينة تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى. وأضاف الجندى أنه يجب أن نعرف قيمة القدس بأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين، فنحن في تحد سافر مع العدو الاسرائيلي، ولابد من تعبئة الرأي العام العربي والعالمي والإسلامي ولا يتأثر ذلك إلا بالسماح لكل من يريد الزيارة حتى يطلع على مساوئ الاحتلال . وأشار الجندى إلى حادثة دخول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة في وجود قريش وتحت حكمهم في العام 10 هجرية رغم أنه بغير رضا المشركين وهي تحت ولايتهم برغم ذلك ولاعتبارات المصلحة الإسلامية قبل ذلك بل وتفاوض معهم وعفا عنهم وقال لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء" . ويقول الدكتور محمد مسعد ياقوت الداعية الإسلامي السلفي إن فتوى الشيخ يوسف القرضاوي مرتبطة بالاعتراف بإسرائيل والاعتراف بإسرائيل أصلاً محرم شرعاً بإجماع علماء الأمة في العصر الحديث، ومن يعترف بذلك إنما يرتكب إثما عظيما . وأشار إلى ان الشيخ القرضاوي استند إلى فرع من أصل معترف به، فحسب القرضاوي فإننا لا نعترف بإسرائيل كبلدان عربية، وزيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية حسب القرضاوي تمثل اعترافا صريحا بإسرائيل، فهو يرفض زيارة القدس لذلك . واستدرك الداعية الإسلامي قائلا: لكن زيارة الأقصى بتأشيرة لإسرائيل لا يعني اعترافا بإسرائيل والدليل زيارة الرسول إلى مكة والطائف وإيذاؤه . وطالب ياقوت العرب والمسلمين بزيارة الأقصى لننكر على إسرائيل عدوانها ونبين الأمر، لأنه لا يمكن لأحد أن يحرم من زيارة الاقصى لأنه يهودي، مشيرا إلى أن النبي دخل الكعبة في جوار مشرك . ومن جانبه يقول الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ بجامعة الأزهر وعضو سابق بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين إن القدس أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث شهدت البيعة العالمية من الأنبياء جميعا بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه بعث بالدين العالمي الذي جعله الله رحمة للعالمين، فإذا تقرر هذا في نفس كل مسلم علم أن عليه مسئولية كبرى بالنسبة للقدس لحفظها والدفاع عنها وهذا يتحقق بوسائل شتى . وقال عبد الستار إن وجهة النظر التي تقول بألا ندخل القدس حتى لا نعترف بإسرائيل وجهة نظر تدل على كراهية الاحتلال الإسرائيلي وعدم الاعتراف به، ومن ناحية أخرى هناك من يقول بجواز دخول القدس ولو بتأشيرة إسرائيلية بحكم الضرورة والاضطرار ومساندة إخواننا المحصورين في القدس لأنهم تحت الاحتلال الإسرائيلي البغيض كي يستطيعوا مواصلة الكفاح والمقاومة من الداخل، فهذان الرأيان كل منهما يؤدي إلى معنى واحد وهو معاداة الاحتلال الإسرائيلي، وهو المطلوب الآن من كل مسلم حسب الوسيلة المتاحة له .