تحقيق - أحمد سراج: تصوير: رشدى أحمد - راجى ماجد - اشراف:- نادية صبحى حديقة الأندلس، تعد من أجمل البقاع الخضراء فى القاهرة، لها موقع مميز. فهى تطل مباشرة على النيل من ناحية الشرق، كما أنه من السهل الوصول إليها؛ لأنها تطل من الناحية الجنوبية على كوبرى قصر النيل بوسط البلد. تقع حديقة الأندلس على مساحة 10 آلاف متر مربع و536 متراً، وأنشأها محمد ذوالفقار باشا، وتم افتتاحها عام 1886 وكانت تضم تمثال سعد زغلول قبل نقله من الحديقة إلى موقعه الحالى أمام دار الأوبرا المصرية، وذلك عقب تجديد كوبرى قصر النيل الخشبى القديم وتحويله لكوبرى معدنى عام 1932، وشهدت الحديقة العديد من الحفلات الغنائية فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى لكبار المطربين منهم عبدالحليم حافظ، فريد الأطرش، ومحمد فوزى. تتكون الحديقة فى الأساس من جزأين، جزء مقام على الطراز الفرعونى، وجزء على الطراز الأندلسى، وهو الجزء الأكبر، وتم ضم الحديقة ضمن قائمة الآثار الإسلامية والقبطية، وتم تزيين الحديقة بالعديد من أنواع النخيل والأشجار المعمرة، كما تم تزويدها بالعديد من الكراسى والمصاطب المظللة جيداً، سواء بظل الأشجار أو بالبرجولات الخشب، ما يجعلها مكاناً لطيفاً حتى أثناء النهار. فى البداية، ذهبنا إلى شباك التذاكر وسعر التذكر كباقى الحدائق الأثرية 5 جنيهات، وسعر التصوير الفوتوغرافى 450 جنيهاً، وهو مبلغ مرتفع جداً نظير التقاط الصور.. الجزء السفلى من الحديقة يحتوى على عدد من الترابيزات والتماثيل، واشتكى بعض الزوار ارتفاع سعر الكافيتريا، وأشاروا إلى أن الحديقة غير مسئولة عن الأسعار. أما الجزء العلوى فيضم أعظم الكلمات «وطنى لو شغلت بالخلد عنه، نازعتنى إليه فى الخلد نفسى».. كلمات من روائع شعر أحمد شوقى المخلدة على تمثاله الموضوع فى مدخل الجزء العلوى المصمم على هيئة الأندلس القديم، صممت على هيئة مدرجات تمتلئ بالورد والزرع الأخضر، يضفى عليها تمثال شوقى وقاراً أكثر من مختلف الحدائق الأخرى.. المحزن أن تلك المدرجات ماتت زهورها، وتحولت النافورة المتواجدة فى المنتصف إلى أراضٍ قاحلة ليس بها نقطة مياه، حتى إن التماثيل التى تخرج منها المياه محطمة وكأنها لن تشهد أعمالاً للصيانة منذ افتتاحها. فى شهر فبراير الماضى، تفقد الحديقة المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، وأبدى استياءه من حال الحديقة، حيث اعترض على سوء حالتها، وتدنى حالة المقاعد التاريخية والنافورة التى تتوسط الحديقة والمساحات الخضراء الموجودة بها قائلاً: «حرام عليكم اللى بيحصل فى الحديقة ده، مش معقول الجمال ده كله يضيع فى وسط الإهمال».