تحت عنوان "حصص التوراة منبر التعصب القومي" نشر موقع "نيوز وان" الإسرائيلي اليوم مقالا للكاتب الإسرائيلي "إيتان كلينسكي"، والذي انتقد فيه المضامين الدينية التي تقدمها وزارة التعليم الإسرائيلية للطلاب في المدارس، مشيراً إلى أن تلك المضامين تشجع على القتل والنظرة الدونية للآخر واحتلال الأراضي. ويقول كلينسكي: يؤلمني استغلال الفقرات الواردة في سفر يشوع، والتي تتناول تعبيرات مثل "أرض الميعاد" دون الإشارة إلى ظروف النص التوراتي، ودون التأكيد على الأجزاء القابلة للتطبيق الآن في ظل الظروف الراهنة. وأشار كلينسكي إلى أن فكرة "أرض الميعاد" تدرس كحل للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين مع شيطنة أي إنسان غير يهودي يعيش على هذه الأرض، مؤكداً أن شيطنة الآخر تبيح بشكل طبيعي التعامل مع أي شخص لا ينتمي لشعب إسرائيل بلا رحمة، مثلما جاء في سفر يشوع، وهكذا يتعرض الطالب الإسرائيلي لهذا الموضوع باعتبار أن من البديهيات التعدي المهين على الفلسطينيين مثلما فعل يوشع بن نون مع ملوك كنعان المهزومين. وتابع الكاتب أنه بهذه الطريقة يتقبل الطالب بشكل فطري وبديهي تحطيم أعناق الفلسطينيين المنهزمين، والقتل بلا رحمة، وتعليق الجثث على الأشجار والتمثيل بها. وأورد كلينسكي بعض الفقرات من سفر يوشع يتدارسها الطلاب في المدارس، وتتضمن دعوة للإبادة الجماعية: "وكل غنيمة تلك المدن والبهائم نهبها بنو إسرائيل لأنفسهم وأما الرجال فضربوهم جميعاً بحد السيف حتى أبادوهم لم يبقوا نسمة" (يشوع 11: 14). ومصادرة ممتلكات الغير بالقوة: "و حرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر و الغنم والحمير بحد السيف" (يوشع 6: 21). "وجاء يوشع في ذلك الوقت و قرض العناقيين من الجبل من حبرون ومن دبير و من عناب ومن جميع جبل يهوذا ومن كل جبل إسرائيل حرمهم يوشع مع مدنهم" (يشوع 11: 21). وتعليق الجثث على الأشجار: "وملك علقه على الخشبة إلى وقت المساء وعند غروب الشمس أمر يوشع فانزلوا جثته عن الخشبة وطرحوها عند مدخل باب المدينة وأقاموا عليها رجمة حجارة عظيمة إلى هذا اليوم" (يوشع 8: 29) واحتلال أراضي الغير واستعبادهم: "كل موضع تدوسه بطون اقدامكم لكم اعطيته كما كلمت موسى"(يوشع 1: 3). "وجعلهم يوشع في ذلك اليوم محتطبي حطب ومستقي ماء للجماعة ولمذبح الرب الى هذا اليوم في المكان الذي يختاره" (يوشع 9: 27). ويختتم إيتان كلينسكي مقاله بأن دروس الدين في المدارس الإسرائيلية تهرب من مناقشة الظروف التي أحاطت بالوعد الإلهي بالأرض، وتعطي منبراً حصرياً لترسيخ الرؤية التي مفادها أن ما ينطبق على الكنعانيين في عصر يوشع بن نون، ينطبق الآن على الشعب الفلسطيني.