دائما ما نوجه التعليقات والعبارات الجيد منها والسيء، على تصرفات أبنائنا وننتقدهم ظنًا منا أن تلك هى الطريقة المثلى ليدرك الطفل منها الفرق بين الخطأ والصواب، وفي وسط تلك التعليقات نرسل ببعض الكلمات والصفات التي تؤثر بشكل سلبي على الطفل دون أن نشعر بذلك. ومن هنا قالت منى شطا الأخصائية النفسية في مجال الأطفال، أن الكلمات التي تخرج من أفواه الآباء للأبناء تؤثر على سلوكهم بشكل مباشر وعلى المدى القريب والبعيد. تأثيرها "فاشل، غبي، أخوك أشطر منك، أنت مش مؤدب، أنت لا تفهم"، وغيرها من الكلمات التي تقع على نفسية الطفل وقعا خطيرا، موضحة أن طبيعة الإنسان لا تحب النقد وهكذا الطفل أيضًا، مؤكدة أنه لابد من اختيار الطريقة التي تريد أن تغير بها الصفة أو السلوك السيء الذي يقوم به. "عليك أن تدرك أيها الأب وأيتها الأم أن الصفات مثل غبي أو عنيد التي تطلقها على ابنك سينشأ بها، لأنك بدأت بتصنيفه، وبمجرد أن يسمع تلك الصفة تلتصق فيه ويحاول إثباتها للجميع دون معرفة معنى الكلمة حرفيًا، لكنه يصدقها ويتعامل بهذا المنطلق، مستكملة أنه لا يجوز مهاجمة الطفل بصفة سيئة لأنه سيرى نفسه بتلك الصفة وتنغرز في شخصيته، خاصة لو تم تدعيمها بهذا الشكل. وذكرت شطا في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، مثال أن الطفل حين يخطف شيئا ويجري محاولا إلقائه لو قامت الأم بمقولة "أوعى ترميها على الأرض" يسرع الطفل برميها أما لو قالت له أنا عارفة أنك مش هترميها برافو هتحطها على التربيزة هيحطها"، مفسرة ذلك بأننا نساعد الطفل بأن يكون شخصا سلبيا ونثبت الفعل السيء لديه، مشددا أنه لابد من تجاهل أي شيء سلبي يقوم به، خاصة وأننا في مجتمع يحب إلقاء الضوء على السلبيات أكثر. طرق للتعامل ولفتت الأخصائية النفسية في مجال الأطفال، إلى أن هناك فروقا فردية بين الأطفال، وطرقا مختلفة للتعامل مع كل منهم، لافتة أن شخصية كل طفل لها مدخل معين، فهناك من يتحسن سلوكه بالمدح وآخر بالعتاب، مطالبة من الوالدين أن يدركوا طبيعة شخصية أبنائهم، وإن يتجهوا لبرامج تعديل السلوك لو فشلوا في التعامل. وحذرت شطا من سلوكيات الآباء قائلة:"الطفل بيكتسب سلوكياته من المحيطين به وبيتأثر بهم، ولازم يكون في دورات تدريبية للآباء والأمهات ليعدلوا من سلوكياتهم قبل أن يغضبوا من سلوك طفلهم". إصلاح الخطأ لو أدرك الوالدين خطأ ما قاموا به في التعامل مع طفلهم، فالوقت مازال بأيديهم، موضحة أنه لابد من التركيز على إيجابيات الطفل وتجاهل الأفعال السيئة، بجانب البعد عن العبارات التوبيخية حال وقوعه في الخطأ وتبديلها بالعبارات التي تشعره بالأمان والرضا، مثل:"عارفة إنك متقصدش، أو مأخدتش بالك"، لأن بذلك أقوم بمسح السيء بداخله وأدعم الجانب الجيد بشخصيته. العقاب على الوالدين يستخدموا المحفزات بشكل دائم ، بجانب ضرورة تدرج العقاب وأن ينبهوا الطفل بسلوكه الخاطئ قبل أن يصدروا العقاب وأن يكون بشكل لا يسيء له، معربة عن استيائها من استخدام بعض الآباء للعقاب البدني محذرة من استخدامه لأنه يجلب نتائج عكسية وتكون لدى الطفل مشاعر سلبية. "إحنا ككبار وناضجين بنغلط نفس الغلط أكثر من مرة، يبقى إزاي نحاسب الطفل اللي لسه بيتكون عقله على غلطة مرتين، ومينفعش نتعامل معاه كأنه ماكينة لازم تنفذ الأوامر دون خطأ، لازم نعرف إنه هيغلط كتير، وأن دورنا توجيهه وننبهه واستخدم المحفزات اللي تساعده، والنجاح الأول انه بعد كده لما يجي يعمل الغلط يعرف انه غلط ويحس بيه، وثاني مرحلة أنه يبطل السلوك السلبي ده، ساعتها لازم أبرز ده وأقدر تغييره وادعمه "هكذا نصحت الأخصائية النفسية في مجال الأطفال الوالدين.