أعلن سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، في خطوة مفاجئة استقالته، اليوم السبت، من رئاسة الحكومة. جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها الحريري من الرياض، بثتها قناة "العربية"، هاجم فيها إيران وحزب الله بعنف، معتبرًا أن الأجواء الحالية في لبنان تشبه الأجواء التي سبقت اغتيال والده رفيق الحريري. وقال الحريري إن "حزب الله بات دولة داخل دولة بدعم من إيران، وزرع بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاول على سلطة الدولة، وإن أيدي إيران في المنطقة ستقطع" وكان وقع خبر استقالة الحريري بمثابة الصاعقة التي وقعت على الأوساط السياسية في لبنان، حيث تركهم القرار في حالة من التخبط والذهول والقلق والتساؤلات بشأن مستقبل لبنان. بعدما رفضه التعليق في البداية على استقالة الحريري، عاد الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط ليغرد على تويتر قائلًا: "إن لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة". وتمنى النائب من كتلة "القوات اللبنانية" أنطوان زهرا، أن تكون استقالة الحريري انتفاضة كرامة بوجه كل العراقيل السياسية، مخمنًا بأن يكون السبب الرئيسي وراء الاستقالة يعود لكلام مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، بأن الانتصار اللبناني السوري العراقي ضدَّ الإرهابيين يشكل انتصارا لمحور المقاومة، فهو ضم لبنان إلى المحور الإيراني دون استشارة اللبنانيين. وشدد زهرا على أن الاستقالة هي رفض للأمر الواقع، فالمرحلة السياسية كما قال الحريري تشبه مرحلة ما قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري. واعتبر النائب في كتلة "التغيير والإصلاح" غسان مخيبر، أن "كان يجب على لبنان أن يحيد نفسه عن الصراع الإقليمي"، مضيفًا "أخشى أن يكون لبنان قد دخل في هذا الصراع من بابه العريض"، مشيرًا إلى أن "أوساط الحريري بالأمس نفت أن يكون قد ُطِلبَ من لبنان أي موقف ضد حزب الله، لذلك خطوة الحريري اليوم شكلت مفاجأة للجميع". وقال النائب ياسين جابر من كتلة رئيس المجلس النيابي، نبيه برّي، إن استقالة الحريري جاءت مفاجئة للجميع وبات لبنان اليوم أمام وضع صعب. وقال رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، إن لبنان دخل في نفق يحتم على جميع السياسيين رص الصفوف، لأن لبنان وشعبه يستحقان التضحية. وفي المقابل، أعلن مصدر مصرفي كبير أن لا خطر على الليرة اللبنانية بعد استقالة الحريري في ظل الاحتياطات الأجنبية الضخمة التي يملكها مصرف لبنان.