"إيران تحمى استقرار لبنان".. جملة تحمل الكثير من المعاني، أسفرت عن انقلاب في الساحة السياسية اللبنانية اليوم، وفي خطوة مفاجئة أثارت ردود فعل متباينة، استقال سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية اليوم من منصبه، والمفاجأة أن هذه الاستقالة جاءت بعد يوم واحد من زيارة غير معلنة لعلي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني على خامنئي. وألمح ولايتي خلال لقاء مع الحريري إلى أن تدخل إيران في القرار اللبناني، في إشارة مبطنة إلى حزب الله بزعامة حسن نصر الله، وهو ما رفضه رئيس الوزراء المستقيل الذي أكد أن بلاده ترفض الوصاية الخارجية. وشن الحريري، خلال إعلان استقالته على الهواء مباشرة من المملكة العربية السعودية، هجوما غير مسبوق على إيران، متوعدا بأن "أيدي إيران في المنطقة ستقطع". وأكد أن "لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي، أينما حلت إيران، يحل الخراب والفتن"، وحذر من أن "الشر الذي ترسله إيران إلى المنطقة سيرتد عليها". وأضاف الحريري: "إن إيران تسيطر على المنطقة، وعلى القرار في سوريا والعراق واليمن". وفي إشارة إلى التعاون بين إيران و حزب الله، أعلن أن "إيران وجدت في بلادنا من تضع يدها بيدهم"، متابعة "لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة، موضحا أن "الإحباط والتشرذم في بلادنا أمر لا يمكن القبول به". وأعرب الحريري عن خشيته من التعرض للاغتيال، وقال: "لمست ما يحاك سرًا لاستهداف حياتي". ووصف الأجواء الراهنة بأنها "تشبه ما كان عليه الحال قبيل اغتيال رفيق الحريري". وكان ولايتي قد التقى أمس الجمعة كل من الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا، ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وسعد الحريري في السرايا، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في قصر بسترس، يرافقه السفير الإيراني محمد فتحعلي ووفد، كذلك التقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في حضور السفير الإيراني والمستشار الثقافي محمد مهدي شريعتمداري. ووصف المسئول الإيراني اللقاء مع الحريري بأنه "جيد وإيجابي"، وقال: "نشيد بالرئيس الحريري والحكومة والشعب ونهنئهم بالانتصارات التي تحققت في الآونة الأخيرة في مواجهة القوى الإرهابية، ونتمنى المزيد من التوفيق والنجاح. إن تشكيل حكومة ائتلافية بين 14 مارس و8 مارس يشكل انتصارًا ونجاحًا كبيرًا ومباركًا للشعب اللبناني". وفي الملف اللبناني، قال ولايتي إن "إيران تحمي استقرار لبنان"، دون مزيد من التفاصيل. والأسبوع الماضي، أعرب الحريري عن رفضه تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي ألمح فيها إلى تأثير طهران على القرار اللبناني.