قال عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إنه من الضروري إعادة بناء السياسة الخارجية لمصر من أجل ان تلعب دورها الصحيح، مشيرا إلى أن العالم العربي لن يقاد من خلال تركيا او إيران بل لابد ان تقوده الدول العربية، ومصر هي اكبر دولة عربية والتي يجب ان تلعب الدور القيادي في هذا الشأن. الأمر الذي سيتطلب نوعا جديدا من القيادة في القرن الواحد والعشرين، فلا يمكن ان تتولي مثل ذلك الدور بدون تقدم تكنولوجي وبرنامج تنموي حقيقي . وطالب موسي بكتابة واعتماد الدستور في إطار مؤسسات مستقرة ومناقشات شفافة وبواسطة لجنة تمثل بصورة حقيقية مختلف قوي الشعب ليصدر الدستور كوثيقة رصينة تحدد إطار الحكم وتنظم الحياة لعقود قادمة بأسلوب يرتضيه الشعب المصري. جاء ذلك في إطار زيارة موسي لمحافظة الشرقية حيث كان الأهالي معتصمين علي مزلقان القطار وقاموا بفتح المزلقان لكي يمر موسي بعد أن هتفوا له "إنزل إنزل" ونزل موسي من الأتوبيس الذي كان يقله هو وأعضاء حملته الانتخابية ثم وصل لمركز ومدينة كفر صقر التي عقد بها مؤتمر جماهيري حاشد حضره الآلاف صباح اليوم بمركز ومدينة كفر صقر بمركز الشباب وحضره أعداد خفيرة من المراكز والقري المجاورة من مختلف مراكز المحافظة وقوبل بترحاب شديد من قبل الأهالي الذين استقبلوه بالسلام الجمهوري والنشيد الوطني "بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي" هتفوا له وأبدوا تأييدهم لمسيرته في انتخابات الرئاسة. كما رأي موسي إعادة النظر في بعض جوانب اتفاقية السلام مع اسرائيل خاصة فيما يتعلق بسياق الأمن ولابد من الالتزام بها كما يتم الالتزام مع باقي المعاهدات والاتفاقيات الدولية مادام الطرف الآخر ملتزما بها أيضا، لفرض سيادة القانون في سيناء وعلي الحدود، وينبغي علي مصر كدولة ذات سيادة ان تكون قادرة علي تأمين حدودها بالكامل . وبشأن الدعوات لقطع إمدادات الغاز الطبيعي او تعديل أسعاره، أكد موسي على ضرورة تعديل أسعار الغاز وفقا للأسعار العالمية، فهذه ليست قضية مختصة بإسرائيل فقط بل ببقية الدول التي تستورد الغاز من مصر مثل الاردن . واضاف المرشح الرئاسي ان هذه القضية المتمثلة في تسعير الغاز الطبيعي وفقا للاسعار العالمية تعد من مصالحنا الوطنية وأسعار اليوم هي أعلي بكثير من الاسعار المتفق عليها سابقا . طالب الأهالي موسي بأن يستعيد الأمن والأمان للمواطنين بخبرته وتجاربه الإدارية الواسعة . وقال موسي، في رده علي سؤال عن إمكانية انتقال مصر من الحكم العسكري للحكم المدني، إن الثورة المصرية التي حدثت يوم 25 يناير نقلتنا من "الحكم الديكتاتوري" الي الحكم الديمقراطي وهذه الحكومة الديمقراطية لن تكون بعيدة عن الجيش لانه جيش مصر، فهو جزء لا يتجزأ من الادارة المصرية، وهو لن يترك مصر بل سيأخذ طريقه الخاص باعتباره إحدي المؤسسات المصرية . وعن الحكم الاسلامي في مصر وقلق البعض منه، اشار موسي الي ان هذا القلق هو جزء من السياسة، خاصة في مثل هذه الفترة الدقيقة والحاسمة ومع ذلك فطريق الديمقراطية الذي نسير عليه هو الذي أنتج البرلمان الديمقراطي الحالي، فلا يمكن الحصول علي الديمقراطية من ناحية ورفض نتائجها من ناحية أخري، ولكن يتعين علينا ان نقرر ما قد نمتلكه من خلال "طريقة العمل" في التعامل مع هذه النتائج، وهذا هو الشاغل الوحيد، وبناء علي ذلك أتمني التعاون والعمل مع البرلمان . وأوضح موسي أن انطلاق الجمهورية الثانية يستدعي الاعتماد علي الاستفادة من القدرات الخلاقة لجميع أبناء الوطن والتخلص من أمراض الماضي وفي مقدمتها الفساد الذي أهدر ثروات وقدرات الدولة ومواردها، كما يجب التعامل بمسئولية في إدارة شئون الدولة وتعظيم سلطات الاجهزة الرقابية ونسف ترسانة القوانين التي رسخت دولة الفساد حتي تعود الحقوق المهدرة للشعب . وأكد "موسى" أن مهمة الرئيس القادم والحكومة والبرلمان وباقي مؤسسات الدولة إعادة بناء مصر، وسرعة الاستجابة لمطالب الثورة وهي الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية .