«إزاى أقتل بنتى؟! أنا كنت باحاول أفهمها الدرس ماقصدتش أقتلها.. كل أمنيتى أنها تكون متفوقة فى دراستها.. كان نفسى تكون أحسن منى ومن أمها.. قضيت على حلم حياتى بإيدى من غير قصد». بهذه الكلمات بدأ «عماد» الأب قاتل طفلته التى لا تتعدى خمس سنوات، كلامه.. تحمل نبرات صوته الندم والحسرة على فلذة كبده التى لقيت مصرعها على يده بعد أن لقنها علقة موت بسبب واجب الحضانة. منذ عدة أيام تلقى الأب القاتل اتصالاً هاتفياً من مدرسة ابنته تخبره خلاله بأن نجلته ضعيفة دراسياً وتحتاج إلى مساعدة ومتابعة من والديها فى إنهاء واجباتها.. شكرها على اهتمامها ووعدها بأن يهتموا بها ومساعدتها في أداء واجباتها. عاد إلى بيته ليجد ابنته تقوم بمتابعة برامج الكرتون فنهرها بشدة وطلب منها أن تبدأ فى إنهاء دروسها أولاً.. شعرت وقتها أمها بالقلق وفوجئ بها تخرج من المطبخ مسرعة تجاهه تحاول تهدئته وتسأله ماذا حدث.. أخبرها بمكالمة مدرسة الحضانة.. طلبت الأم منه الهدوء وأكدت له أنها ستساعدها لتتفوق فى دراستها.. وقالت له: لا تنس أنها ما زالت صغيرة جداً. اقتنع بكلام زوجته وربت على كتف ابنته نظر إليها وبدون أن يشعر عاش داخل أحلامه وأمنياته الجميلة وشاهد ابنته قد أنهت دراستها الجامعية وتجلس بجوار زوجها فى حفل زفافها مرتدية فستان العروس الأبيض. مرت أيام قليله وتلقى الأب مكالمة هاتفية أخرى من مدرسة ابنته لتؤكد له أن ابنته تحتاج لمساعدة داخل البيت، ثار الأب وأستأذن من عمله كعامل دليفرى وقرر أن يقوم بإنهاء واجبات الحضانة مع طفلته بنفسه. جلس «عماد» بجوار طفلته «عُلا» ابنة ال5 سنوات ليساعدها فى أداء واجباتها، قبل أن يبدأ فى تعنيفها لعدم استجابتها لشرحه. تذكرت الأم اعتداء زوجها عليها، خافت على طفلتها منه، فسارعت للتدخل وطلبت أن تأخذ الطفلة خوفاً من شرٍ لمحته بين عينى زوجها، لكنه رفض، معللاً بأنه الأعلم بطريقة معاملة ابنته، ولأن «قلب الأم دليلها»، لم تجد سوى أن تخرج لمنزل الجيران وتطلب منهم الإسراع بالحضور لمنزلها لكى تقى ابنتها من شر زوجها الذى يصر على أن تحفظ الطفلة دروسها بالقوة. حظ الأم كان عاثراً، فلم يوافق أحد على التدخل لأن الزوج كان كثير الكلام والتذمر مع الجيران لتدخلهم فى شئونه العائلية، عادت الزوجة مرة أخرى للبيت بعد يأسها وظلت تراقب فى خوف. ظل الأب يشرح الواجب لطفلته مرارًا وتكراراً، إلا أنها لم تستجب خوفاً منه ومن نظرات عينيه، مما أثار غضبه فأسرع ليحضر ماسورة بلاستيكية وانهال عليها ضربًا، تعالت صرخات الطفلة وأصيبت بجرح فى الجبهة، وكدمات بالصدر والبطن والذراعين والرأس، حتى تركها، فأخذتها الزوجة وذهبت لتحميها، وعقب الانتهاء من حمومها أخبرتها الطفلة أنها لا تستطيع الحركة. لم تمر دقائق على الخروج من الحمام، حتى فوجئت الزوجة ب«عماد» يأخذ الطفلة مرة أخرى لاستكمال تحفيظها الواجبات إلا أن ابنته ومع شعورها بالخوف لم تستوعب شرحه، فأعاد ضربها حتى فقدت الوعى بين يديه ظن أنها تمثل عليها الإعياء هرباً من الدرس حاول إفاقتها ببعض المياه ولكن هيهات فقد ماتت الطفلة. وقفت الأم فى ذهول تصرخ وتلطم عندما اكتشفت أن ابنتها فارقت الحياة تجمع الجيران على أصوات الأم المكلومة حاولوا تهدئتها لكنها قامت بالانقضاض على زوجها واتهمته بقتل ابنته لاعنة اليوم التى تزوجته فيه.. وبسبب بشاعة الموقف وكلام الأم الصادم قام بعض الجيران بالاتصال بسيارة الإسعاف ورجال الشرطة ليلقوا القبض على الأب وهو يصرخ باسم ابنته يتمنى عودتها إلى الحياة مرة أخرى لتسامحه على ذنبه معها. غادرت سيارة الإسعاف المكان والشرطة أيضاً ولكن صرخات الأب لم تغادر المكان: ابنتى لم أقصد قتلك كنت أعلمك. كنت أريد أن تكونى متفوقة بين أصحابك، كنت أتمنى أن أراك فى مرتبة عظيمة.. تمنيت أن أرى فيكى ما حرمت أنا منه.. ولكن قتلتك.. طفلتى قتلتك.