مدينة دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة، تصنع تاريخاً ونموذجاً عربياً يجسد وسطية الدين الإسلامى السمح، الذى يحتضن الجميع دون أى تمييز لدين أو عرق، أو فكر، فهى مدينة يعيش الجميع تحت سماء القانون. ذهبنا للمدينة العالمية بدعوة من المنتدى الاستراتيجى العربى، لحضور أول برنامج تنفيذى تدريب «حول الاستشراف المستقبلى للأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية فى الوطن العربى» على مدى يومين، قدمه الدكتور محمد شومان عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، وما بين النظرى والعملى خرجنا بضرورة أن تقوم الدولة المصرية وكل الدول العربية بتأسيس مراكز لاستشراف المستقبل، من أجل رصد التحديات المحتملة والتصدى لها بشكل استباقى، ورسم معالم الطريق للتخطيط قصير ومتوسط الأجل. وطالب الإعلاميون بالاهتمام بالدراسات الاستشرافية من قبل مراكز الأبحاث والجامعات العربية أسوة بتجربة المنتدى الاستراتيجى العربى، والعمل على وضع استراتيجية عربية لنشر ثقافة الاستشراف. أصدرت وزارة شئون مجلس الوزراء والمستقبل فى حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ثلاثة إصدارات جميعها تستشرف المستقبل فى مختلف المجالات، وما يدهش هو ترك الأطفال يرسمون مستقبل بلادهم خلال الخمسين سنة القادمة، ويرى الأطفال أن الإمارات تصل للفضاء، المنازل ذكية وطائرة، واختفاء الأمراض، واستخدام النقل صديق البيئة، والروبوتات هى البطل فى تحقيق حياة سعيدة وآمنة للإنسان، ويتحكمون فى فصول السنة بالغيوم الصناعية، والمرآة تخبرهم بما يجعلهم سعداء، إنه عالم الذكاء الاصطناعى. وينظرون إلى المرآة فتخبر بما يجعلنا سعداء، هكذا تخيل الأطفال بعفويتهم الإبداعية، وقدراتهم اللامحدودة المستقبل خلال الخمسين سنة القادمة. جاء هذا الإصدار تحت عنوان «قيادات الغد يصنعون المستقبل، كيف يرى الأطفال فى دولة الإمارات العربية المتحدة المستقل؟» ضمن أنشطة تطوير مئوية الإمارات 2071. وجسدت الإمارات رسومات الأطفال وأحلامهم فى خطة استراتيجية للثورة الصناعية الرابعة من أجل بناء اقتصاد وطنى تنافسى قائم على المعرفة والابتكار وتطبيقات التكنولوجيا الرابعة. وتقوم الاستراتيجية للثورة الصناعية الرابعة على 6 محاور؛ المحور الأول: إنسان المستقبل من حيث التعليم المعزز، والطب الجينومى، والرعاية الصحية الروبوتية، والمحور الثانى: أمن المستقبل؛ ويشتمل على الأمن الغذائى والمائى، والأمن الاقتصادى، والصناعات الدفاعية. والثالث: تجربة المستقبل الذى يقوم على الخدمات الحكومية الذكية والتفاعلية، والضيافة والتجارة الذكية، والمدن الذكية، والرابع: إنتاجية المستقبل، ويقوم على؛ التصنيع التراكمى، والتشييد والبناء بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويركز المحور الخامس على ريادة المستقبل من خلال استثمار الفضاء عن طريق العمل كمنصة عالمية للجهات الطموحة فى مجال أبحاث ومشاريع استثمار الفضاء، ويخلق المحور السادس أسس المستقبل بيئة ومناخ عام لتحقيق المحاور الخمسة السابقة، من حيث المواهب، وبيئة متكاملة وآمنة للمعلومات، وسياسات وتشريعات، وقيم وأخلاقيات الثورة، ومركز عالمى للثورة. أزمة وكساد ويرصد الإصدار الثالث أهم التحديات المستقبلية تحت عنوان «توقعات مستقبلية 100 توجه عالمى لعام 2050. ومن هذه التوجهات الديون العالمية والتى تنذر بأزمة وكساد اقتصادى عالمى خلال السنوات القليلة القادمة بسبب الارتفاع المستمر للديون الحكومية، والتى وصلت إلى مستويات خطيرة وغير مستدامة فى أغلب الاقتصاديات المتقدمة، وفى العديد من الاقتصاديات الناشئة، ويقدر حجم الديون العالمية بنحو 217 تريليون دولار نهاية الربع الثالث من عام 2016 وفقًا لأرقام معهد التمويل الدولى، ليسجل قفزة غير مسبوقة ويتجاوز 325 فى المائة من الناتج المحلى الإجمالى. استشراف المستقبل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس الوزراء حاكم دبى. تستهدف أن يقوم العرب باستشراف مستقبلهم، ولا ينتظرون من يستشرف مستقبلهم من غير العرب كما يؤكد عبدالله بن طوق نائب رئيس المنتدى الاستراتيجى العربى، موضحًا أن العالم يعيش فى عالم سريع التغير، وأحداث عاصفة ومتسارعة تنعكس على المنطقة العربية بصورة كبيرة. وحثت سهى العليلى مدير المنتدى الاستراتيجى العربى على وضع رؤية تحليلية حول أبرز الأحداث محليًا وعالميًا، بما يساهم فى بناء استشراف الإعلاميين العرب للمستقبل القريب لتلك الأحداث، ووضع تغطيات إعلامية أكثر دقة وحيادية مع العمل على تطوير مهارات الإعلاميين لاستشراف المستقبل موضحة أن البرنامج التدريبى شارك فيه 26 إعلاميًا من عدة دول عربية. مراكز بحثية لا بد من خلق مراكز أبحاث وطنية عربية متخصصة فى الاستشراف كما يؤكد محمد شومان مدرب الدورة، وعميد كلية الإعلام بالجماعة البريطانية فى مصر مطالبًا بدعم تدريس مواد الاستشراف فى كليات الإعلام العربى، وخلق ثقافة الاستشراف لدى الجيل الجديد من الطلاب وشباب الجامعات. وأضاف: البرنامج الاستشرافى يتيح للإعلاميين والصحفيين التعرف على الطرق المُثلى فى وضع مبادرات واستراتيجيات مستقبلية، ودراسة مهارات العصف الذهنى والنقاشات الحوارية فى استشراف المستقبل». ويتوقع محمد عبدالظاهر، رئيس تحرير المكتب التنفيذى بدبى، أن ينعكس البرنامج التدريبى على نمط التغطيات الإعلامية والصحفية، ويخلق رؤى واضحة لدى المؤسسات الإعلامية فى استشراف الأحداث السياسية والاقتصادية متعددة الجوانب، والتى تمثل –فى رأيه- تحديًا كبيرًا لمستقبل المنطقة العربية. مشيرًا إلى استمرار البرنامج لمختلف الفئات الفاعلة فى المنطقة العربية.