رفض الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، وتوابعها، التعقيب على بيان اللواء عصام البديوى محافظ المنيا، بشأن الكنائس المغلقة بقرى المحافظة، واكتفى بعبارة: تركت الأمر لله، ولسيادة المحافظ لتدبر الأمر. وقال: إن اتفاقا جرى مع محافظ المنيا بعدم التعقيب على البيان، رغم تحفظ المطرانية على بعض المعلومات التى تضمنها، لافتًا إلى ضرورة إتاحة فرصة حل المشكلة للجهات المعنية. وأضاف فى تصريح ل«الوفد» أن مطالبة المطرانية بحق الأقباط فى الصلاة، ورفضها غلق الكنائس ليس تشددًا، نافيًا وجود طرفين متنازعين فى الأزمة. وأشار أسقف المنيا إلى أن هناك طرفا واحدا مجنيا عليه- حسب وصفه-، معربًا عن تقديره لقيمة الحوار التى أعلى بيان المحافظ من شأنها، وأردف قائلًا: (طرحنا مكشلتنا أمامه، ونثق فى حكمة المحافظ، وشجاعته، وقدرته على إيجاد الحلول). وكشف مكاريوس عن تضمين كنائس القرى الأربع بالمنيا، فى ملف الكنائس المغلقة المقدم ل«اللجنة الوزارية» المكلفة من قبل مجلس الوزراء لتقنين أوضاعها، مؤكدًا أن ذلك لا يعنى إغلاقها لحين تقنين أوضاعها حسب اتفاق مبرم بين الكنيسة، واللجنة. وأصدر اللواء عصام البديوى، محافظ المنيا، بيانًا تضمن 5 بنود، مساء أمس الأول الأحد، تعقيبًا على بيان أصدرته مطرانية المنيا وأبو قرقاص بشأن غلق 4 كنائس خلال شهر أكتوبر الجارى. وقال إن محافظة المنيا بكافة أجهزتها، ومسئوليها، ومحافظها يؤمنون إيمانًا راسخًا بحق كل مصرى فى أداء شعائره الدينية بكل حرية ويسر. وأضاف أنه منذ تسلم عمله فى سبتمبر الماضى، وهو يضع قضية دور العبادة، وتيسير الصلاة بها وبخاصة المسيحية على أولوية اهتماماته إيمانًا بأنه لن تكون هناك تنمية حقيقية لمحافظة المنيا بشكل خاص ولمصر الحبيبة بوجه عام إذا لم تحل مشاكلنا الداخلية، التى توصف بالطائفية، وتطرح بشكل لا يثير حفيظة أى مواطن، عبر تصدير انطباع بانحياز أجهزة الدولة لطرف على حساب طرف. وأشاد البديوى بمكانة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا لدى أهالى المحافظة، مشيرًا إلى ضرورة تأكده من المعلومات التى تعرض عليه فيما يتعلق بممارسة الشعائر الدينية بالمنازل غير المرخصة قبيل إصدار أية بيانات، منعًا لإعطاء انطباعات مغلوطة بأن الدولة تعمل ضد الكنيسة. وأوضح محافظ المنيا أن الوقائع التى حدث فيها اعتداء على منازل الأقباط، هما واقعتان فقط «عزبة زكريا فى قرية دمشير مركز المنيا»، وتم ضبط 15 عنصرًا من المتورطين فى الاعتداء، مؤكدًا أن المنزل محل الاعتداء تمارس الشعائر فيه بدون ترخيص، بينما الواقعة الثانية فى عزبة القشيرى مركز أبو قرقاص، حيث تم تحديد عدد 11 عنصرا بمعرفة الأجهزة الأمنية، وتبين أن المنزل تمارس فيه الشعائر أيضًا دون ترخيص، وجار استصدار أمر من النيابة بضبطهم. واستطرد قائلًا: (بالنسبة لواقعتى المنزل الكائن بقرية الشيخ علاء بمركز المنيا، ونظيره بقرية الكرم بمركز أبو قرقاص، فلم تحدث فيهما أية اعتداءات من الأهالى على المنزلين، ولذلك لم يتم ضبط أحد). وجدد محافظ المنيا تأكيده حرص المحافظة على تلبية كافة الطلبات الرسمية، التى ترد إليها من المطرانيات المختلفة للتأكيد على أن مصر للمصريين ولا تمييز بين مصرى وآخر فى الحقوق، والواجبات، مستشهدًا بتلبية 32 طلبًا للمطرانيات المختلفة خلال الفترة من شهر سبتمبر العام الماضى، حتى نهاية سبتمبر الماضى، من بينها 13 طلبًا بمطرانية المنيا وأبو قرقاص، فضلًا عن أن شعائر الصلاة خلال ذات الفترة تقام فى أكثر من 21 منزلا فى المنيا وأبو قرقاص دون أية مشاكل، ولم يتم غلق أى منها ولم يشر إليها البيان من قريب أو بعيد. وطمأن المحافظ مواطنى المنيا بأن المحافظة لن تسمح لأى من القوى المتشددة مسلمة كانت أو مسيحية بفرض إرادتها على أجهزة الدولة. وأردف قائلًا: «إننا نثق ثقة كبيرة فى حكمة وعقلانية مطران المنيا وأبو قرقاص الأنبا مكاريوس وحبه الشديد لبلده العظيمة مصر، وأنه بالتعاون الصادق والمخلص بينه وبين أجهزة المحافظة، سيتم علاج كافة المشاكل المتعلقة بدور العبادة خاصة إذا ما طرحت للنقاش والحوار الهادئ والاتفاق على السير معًا نحو تنفيذ ما يتفق عليه من حلول لا تمثل أى غُبن أو إهدار لقيمة المواطنة لأبناء الوطن الواحد».