حالة من الفرحة والانبهار سيطرت على جميع الحاضرين، عقب إعجابهم بالأداء التمثيلى الرائع للأطفال الذين شاركوا فى العرض المسرحى «ضوء أخضر»، الذى يتناول قضايا مجتمعية، من خلال المونولوجات المصرية القديمة. حيث استعان المخرج شريف القزاز بأطفال بلا مأوى، أو كما يطلق عليهم البعض أطفال معرضين للخطر، لتنفيذ العمل المسرحى «ضوء أخضر»، فكل هذا جعله يستغرق عامًا كاملًا فى اختيار هؤلاء الأطفال، وتدريبهم وتأهيلهم وتطوير مهاراتهم عن طريق التأهيل النفسى، الذى يتم من خلال تعلمهم الفنون التشكيلية والدراما المسرحية، وإدماجهم لتكوين فريق فنى حتى يتمكنوا من الوقوف على خشبة المسرح. وقامت «الوفد» بحضور عرض المسرحية فى مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية، لنكتشف أن العرض مجانًا كان له عامل فى توصيل رسالة العرض، التى لم تلتفت إلى المكسب المادى قدر حرصها على تقديم الرسالة، وبث طاقة إيجابية فى أنفس الشباب لاستكمال مسيرة العمل والأمل. ومن جانبه أعرب المخرج شريف القزاز، عن سعادته البالغة للحضور الجماهيرى الكبير، وردود الأفعال الإيجابية عن مسرحية «ضوء أخضر»، لافتًا إلى أنه لم يكن يتوقع هذا الحضور الجماهيرى الكبير. وعن الصعوبات التى واجهته مع هؤلاء الأطفال قال: «بصراحة واجهتنى فى البداية صعوبات كثيرة مع هؤلاء الشباب للمشاركة فى «ضوء أخضر» نظرًا لصغر سنهم، ولكن سرعان ما أدرك الشباب الإحساس بالمسئولية وبدا عليهم التحمس للعمل والاستجابة بطريقة مبهرة على التدريب، حيث إننى استغرقت عامًا فى تدريبهم». وتابع «من أهم الصعوبات التى كانت تشغل فكرى واهتمامى هو تغيير هؤلاء الأطفال على المستوى النفسى والاجتماعى حتى يكونوا أشخاصاً لديهم سلوك سوى ويتحولون إلى الأفضل وعند إيجاد مواهب مدفونة فى أحدهم لابد من تنميتها. وعن الهدف من المسرحية قال: الهدف من العرض أنه ضمن مشروع تحسين نوعية الحياة للأطفال المعرضين للخطر والذى يهدف لخدمة الأطفال الذين بلا مأوى عبر عمليات التأهيل النفسى ومن ضمنها تعليمهم الفنون التشكيلية والدراما المسرحية وإدماجهم ضمن فريق فنى. وعن المعايير التى تم اختيار الأطفال عليها قال: «فى الحقيقة المعايير بتكون من خلال الهيئة القبطية الإنجيلية ومؤسسة شركاء فى التنمية، ويأتى ذلك ضمن تنفيذ مشروع (تحسين نوعية الحياة لأطفال معرضين للخطر)». وعن سؤاله: هل المشروع سوف يتوقف عند هؤلاء الأطفال أم من الممكن أن يدخل مجموعة جديدة؟، قال: «فى الحقيقة الاستمرارية فى هذا المشروع مهمة جدًا، ولكن من المهم أيضاً أن نستكمل مشوار هؤلاء الأطفال حتى لا يحدث لهم صدمة». بينما قال محمد حسن، بطل «ضوء أخضر»، إنه ليس من ضمن فرقة أطفال بلا مأوى، ولكنه انضم منذ شهرين فقط للفرقة. وتابع «بصراحة فى مجهود كبير مبذول من قبل المخرج شريف القزاز حتى يخرج هذا العرض بتلك الصورة المشرفة أمام الحاضرين»، وأضاف: «سعيد جدًا بردود الأفعال ونسبة الإقبال الكبيرة، لم أكن أتوقع كل هذا ولكن الحمد لله ربنا ماضيعش مجهودنا». وعن شعوره بهذا النجاح قال: «الحمد لله بس يا ريت المواطنين يغيروا كلمة أطفال شوارع إلى أطفال بلا مأوى لأنهم تأكدوا حاليًا أن هؤلاء الأطفال لديهم إصرار وحماس على النجاح، وأتمنى من الجميع مساعدة هؤلاء الشباب بدل التجريح بهم من خلال مقولة أطفال شوارع». وعن خطتهم القادمة قال: «عقب النجاح الكبير الذى حققناه فى مسرح مركز الهناجر بالأوبرا، سوف نقوم بعرض «ضوء أخضر» ولكن فى عدة أماكن مختلفة حتى ينتشر هذا النجاح ويصل إلى أكبر نسبة من الجماهير». فيما قال عمرو خالد، أحد الأطفال المتدربين، إنه يعمل «مكوجى» وكان يتمنى دائمًا التمثيل، لافتًا إلى أنه عندما جاء انضمامه لهذا الفريق شعر بسعادة كبيرة من أجل أن يحقق ما يتمنى. وعن تعامل المخرج شريف القزاز معهم قال: «فى البداية كان الأستاذ شريف يتعامل معنا بعصبية شديدة حتى نتعلم، ولكن عقب فترة من تدريبنا بدأ يتعامل بطريقة لطيفة وفى جميع الأحوال نعلم أنه يخاف علينا وهذه العصبية كانت لمصلحتنا حتى نشعر بالمسئولية». وحول كيفية تنمية موهبته فى الفترة القادمة قال: «أكيد الفترة القادمة هشتغل على الموهبة حتى أنميها وكل ده أكيد هيحصل بمساعدة الأستاذ شريف مخرج (ضوء أخضر)». وأضاف محمود خالد، أحد الأطفال المتدربين، أنه يعتبر هذا العرض بمثابة خطوة لتحقيق حلمه، لافتًا إلى أنه يشعر حاليًا بسعادة شديدة لمجرد وقوفه على خشبة المسرح وأمام كل هذا الجمهور الكبير. وعن الصعوبات التى واجهته أثناء التدريب قال: «فى الحقيقة حفظ الأغانى والمونولوجات كان من أصعب التدريبات التى مررت بها»، وأشار إلى أنه يوجد عدد كبير من الفرقة لم يتعلم القراءة والكتابة لذلك كانت الصعوبة فى حفظ الأغانى كبيرة جداً. وتابع: «بس الحمد لله اتعلمنا الغناء وحفظ الأغانى والأداء التمثيلى حتى نظهر بهذا الشكل الممتاز على خشبة المسرح». وعن سؤاله مَن مِن الفنانين يتمنى أن يصبح مثله قال: «أتمنى أن أصبح مثل الفنان أحمد السقا فى تمثيله، لأنه فنان كبير ويقدم أعمالاً محترمة». ويذكر أنه يشارك فى التمثيل مجموعة من الفنانين منهم منال يسرى، ويحيى المهدى، والطفلة جنا عبدالكريم، والعرض سينوغرافيا وإخراج شريف القزاز.