إعلام الحرب ضرورة.. وأهمية اقتداء الداخلية بالقوات المسلحة في نشر المعلومات انتقد إعلاميون التغطية التى قامت بها وسائل الاعلام لحادثة الواحات، التى اتسم بعضها بنقص المعلومات، ما اضطر بعضهم إلى عدم التعليق على الحادثة. وقام البعض الآخر بنشر الأكاذيب ومعلومات مغلوطة تضر بالأمن القومي للبلاد دون التأكد من صحتها، ودون مراعاة لميثاق الشرف الصحفي، مؤكدين ان الدولة فى حاجة ماسة لإعلام حرب. وطالب الخبراء وزارة الداخلية بأن تحتذي بالقوات المسلحة فى نشر المعلومات من خلال بيانات رسمية أولا بأول بدقة متناهية، لقطع الطريق أمام نقص المعلومات الذي يؤدي بدوره إلى نشر الشائعات، مشددين على ضرورة الضرب بيد من حديد على من ينشر اكاذيب تتعلق بالأمن القومي. وقالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، إنه كان هناك نقص واضح فى المعلومات عن حادث الواحات وحاول البعض فى ظل حالة الارتباك أن يغطي مساحة هذا الفراغ ببعض الاجتهادات التى مثلت سقوطا فى مشهد وطني قدم خلاله مجموعة من أنبل النبلاء حياتهم دفاعا عن وطنهم. وأشارت «سكينة» إلى أن الموقف السليم الذي كان من المفترض أن يتخذه الاعلام يقتضي امتلاكه أسلحة الحرب الإعلامية من خلال القراءة المتمهلة التى تحافظ ولا تسبب ألما شديدا فى الموقف الوطني، ولفتت إلى أنه من الضروري أن يتم بث المعلومات الكافية للإعلام من الجهات الرسمية بما يتناسب مع الأمن القومي، حتى تقطع الألسنة الحاقدة والشامتة. وتابعت: هناك من أصاب ومن أخطأ فى تغطية الحدث ومن بحث من خلال محللين لا يملكون معلومات، ولكن كان هناك أيضًا من كان حريصا على نقل معلومة دقيقة تراعي المشاعر الوطنية وتنقل بطولة ابناء مصر وتبرز حجم المخططات الدولة والاقليمية والمخاطر التى يعيشها الوطن. ونوهت الكاتبة الصحفية إلى أن الحقيقة تسقط الأكاذيب وفي حالة توفر معلومات حقيقية حتى وإن تأخرت ساعات أو أياما فإنها تسقط الأقنعة عن الإعلام الاسود الذي بات مفضوحًا فى محاولات نيله من مصر بتضخيم الأحداث والتهليل لهذه الجريمة البشعة، مضيفة أن حرب الحقائق التى ندفع فيها معلوماتنا بقدر ما نستطيع متى ما توفرت لنا تكشف حقيقة تلك الأكاذيب والادعاءات. وأكدت الدكتورة ميرفت سليمان، استاذ الاعلام بجامعة طنطا، أن تغطية الاعلام للحدث اتسمت بعدم المهنية نتيجة محاولة الكثير من الاعلاميين أن يلحق بالسبق المعلوماتي دون التأكد من حقيقة تلك المعلومات، متابعة أن هذا ما وقع فيه الاعلامي أحمد موسى ببث فيديو مفبرك للحادثة، وقيام مصطفى بكرى بنقله العديد من المعلومات المغلوطة والمبالغ فيها. وأوضحت أن رفع الروح المعنوية للمتلقي وتعليمه الانتظار لحين التحقق من المعلومة الرسمية وتصديق البيانات الرسمية، يعتبر من أهم الأدوار التى يقوم بها الاعلام وغابت عن تغطية هذا الحدث، فى ظل وجود حروب الجيل الرابع والخامس واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فى نشر اتصالات الإرهابيين ونشرها على انها حقائق لإثارة البلبلة ضد الدولة المصرية. وشددت أستاذ الاعلام على أننا فى حاجة ماسة لإعلام حرب يمتلك كافة الأسلحة المعلوماتية للرد على الادعاءات والأكاذيب. ولفت الدكتور محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، إلى أنها ليست المرة الأولى التى يفشل فيها الاعلام المصري فى تغطية حدث ارهابي، وأشار إلى أن هناك عدة أسباب لهذا الفشل بعضها تتحمله الجهة الرسمية ممثلة فى وزارة الداخلية من نقص المعلومات والبعض الآخر تتحمله وسائل الاعلام فى نقل معلومات مغلوطة دون التأكد من صحتها أو الصمت فى ظل اشتعال الموقف دون السعي وراء المعلومات الدقيقة والصحيحة. واستكمل «شومان» أن غياب المعلومة يفتح المجال لنشر الشائعات وهو ما حدث فى واقعة الواحات لأن نقص المعلومات أدى إلى صمت أغلب وسائل الإعلام وفتح المجال لقلة قليلة من الاعلاميين لتقوم بممارسات غير مهنية وغير أخلاقية. وناشد عميد كلية الاعلام بالجامعة البريطانية، وزارة الداخلية أن تحتذي بالقوات المسلحة وأن يكون لها متحدث اعلامي يزود الاعلام والصحافة أولا بأول بكافة المعلومات وألا تترك الساحة غامضة لساعات طويلة، حتى لا تعطي فرصة للإعلام والقنوات الأجنبية بنشر سمومها، وأن تقوم بعمل فريق إدارة أزمة من كافة النواحي خاصة الناحية الإعلامية. وطالب المجلس الأعلى للإعلام ونقابة الاعلاميين بالتصدي لمثل هذه التجاوزات وإلزام القوات الاعلامية بالعمل وفقًا لميثاق الشرف الاعلامي الذي نص على ضرورة مراعاة الاعلاميين لمقتضيات الأمن القومي، كما حثهما على وضع ضوابط لسلطة المذيع والتصدي لتوحشها، حيث أصبح المذيع مفتيًا ويتحدث في كافة الامور دون القيام بدوره الحواري والمناقشي وتولى سلطة الضيف.