هو واحد من أقدم القصور في مصر، ويوجد في مدينة الإسكندرية، حتى بات أحد المعالم الأثرية والتاريخية بها.. إنه قصر رأس التين، الذي شهد قيام الأسرية العلوية على يد محمد على، كما كان شاهدًا على نهايتها بوداعه للملك فاروق بعد عزله من الحكم بقيام ثورة 1952. بدأ محمد علي في بناء القصر عام 1834، استغرق بناؤه أكثر من أحد عشر عامًا، حيث تم الانتهاء من بنائه في 1845، فيما عدا أعمالًا تكميلية وأجنحة إضافية ظلت قائمة به حتى عام 1847، ليكون بعدها الافتتاح الرسمي لقصر رأس التين. سُمي القصر برأس التين لأن في مكانه كانت توجد أشجار التين بكثافة ووفرة، وتم الاستعانة في بنائه أجانب مثل المهندس الفرنسي سيريزي بك والمهندسان روميو والمسيو ليفرويج، وكان القصر بمثابة مقر صيفي للحكام وأصبح من أهم القصور الملكية. أُعيد بناء قصر رأس التين في عصر الملك فؤاد، ولم يعد موجودًا من القصر القديم سوى الباب الشرقي الذي أُدمج في بناء القصر الجديد، بتكلفة بلغت وقتها 400 ألف جنيه، وأصبح مشابهًا لقصر عابدين. وظل القصر ملكًا لأبناء وأحفاد محمد على خلال فترة حكمهم لمصر وصولًا إلى الملك فاروق، الذي وقع وثيقة تنازله عن العرش في القاعة المستديرة التي تتواجد في الدور الأرضي به، كما شهد رحيله منه على ظهر اليخت الملكي المحروسة، حيث كان في البدروم الخاص بالقصر الصالة المستديرة الثالثة التي توصل إلى السلم الموصل إلى مرسى الباخرة، التي غادر عليها الملك متجهًا إلى إيطاليا من ميناء رأس التين. يُذكر أنه كانه يتواجد بجوار القصر محطة السكك الحديدية الخاصة التي كانت تصل إلى داخل القصر، حيث كانت مخصصة لانتقالات الملك فاروق قبل عزله.