منذ صباح اليوم الاثنين، وحالة من الترقب والتوتر تسود شوارع فرنسا، بإنتظار الجولة الأولى من انتخابات المدير العام الجديد لليونسكو،. وتشهد باريس سباقًا شرسًا بين 7 مرشحين لرئاسة المنظمة العالمية، بعد انسحاب المرشح الثامن وهو العراقي صالح الحسناوي لصالح مرشحة مصر. وتسود حالة من المنافسة الشديدة بين المرشحين، الذي تتقدمهم السفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر وأفريقيا، وسط أجواء ملبدة بضباب الترقب، ويبدأ التصويت اليوم عن طريق الاقتراع السري، وإذا لم يحصد أي مرشح أغلبيةً مطلقة في الجولات الأربع الأولى، أي 30 صوتًا على الأقل من أصوات الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، تجرى دورة خامسة بين المرشحين الذين تصدرا الدورة الرابعة. ويُعلن اسم الفائز في المؤتمر العام للمنظمة (الجمعية العمومية التي تضم 193 دولة) منتصف نوفمبر المقبل، ويباشر مهام عمله في اليوم التالي. ومن المقرر أن تستمر رئاسة المرشح الفائز حتى عام 2021، وذلك خلفًا للبلغارية "إيرينا بوكوفا"، ومن المعروف أن قانون اليونسكو يسمح بفترة ولاية ثانية لمرة واحدة فقط. ويتنافس على المنصب، السفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر والقارة الأفريقية، وفولاد بلبل أوجلو من أذربيجان، وفام سان شاو من فيتنام، وحمد بن عبدالعزيز الكوارى من قطر، وكيان تانج من الصين، وفيرا خورى لاكويه من لبنان، وأودريه أزولاى من فرنسا. ورغم وجود 7 متنافسين على منصب المدير العام لليونسكو، إلا أن المنافسة القوية باتت محصورة بين خطاب، وتانج ، و أزولاى. مشيرة خطاب والقمة الأفريقية حصلت السفيرة مشيرة خطاب على دعم المجموعة الأفريقية عبر قرار صدر عن القمة الأفريقية التي عقدت العام الماضي في رواندا، فقد كانت سفيرة لمصر في تشيك وسلوفاكيا و جنوب افريقيا، لذلك فإنها وثقت علاقة مصر بتلك الدول، بجانب عملها الكبير في مجال الثقافة الذي قوى علاقتها بباقي الدول العربية والأجنبية. وكانت خطاب شغلت عدة مناصب مرموقة في الدولة بينها وزيرة الدولة للأسرة والسكان السابقة في وزارتي أحمد نظيف و أحمد شفيق، كما أنها ثانى سيدة تتولى منصب وزير الدولة لشئون الخارجية، إضافة إلى تقليدها منصب مساعد وزير الخارجية المصري لمدة عام، ثم منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة. و تكمن فرص السفيرة في كونها تمثل كلاً من العرب وأفريقيا ومنطقة المتوسط، وتحظى بدعم رسمي من الاتحاد الأفريقي، في الوقت الذي تعد المجموعة الأفريقية وعددها 17 دولة، أكبر المجموعات الجغرافية أو الانتخابية الست في المجلس التنفيذي الذي يكون عدده 58 دولة. مرشحة اللحظات الأخيرة على الرغم من أنها مخالفة صارخة، أن تقوم دولة المقر بترشيح شخصيات لشغل منصب المدير العام لليونسكو، مقابل عضويتها الدائمة، إلا أن فرنسا أقدمت على تلك الخطوة، ورشحت أودريه أزولاى في اللحظات الأخيرة؛ للمنافسة على المنصب القوي، وسط سخط عدد كبير من الدول الأعضاء من ترشح باريس ل "أزولاى"، أبنة مستشار ملك المغرب محمد السادس. ويعتبر أندري أزولاي هو الوجه اللامع في الطائفة اليهودية بالمغرب، ومن المتوقع أن الجماعات اليهودية تدعم فوز مرشحة فرنسا صاحبة الأصل العربي ذات الوجه اليهودي، من أجل فرض الهيمنة على اليونسكو، ومنعها من اتخاذ قرارات في صالح العرب، من قبيل مناهضة الاحتلال الإسرائيلي، ومناصرة التراث العربي. وتقول بعض المصادرأن هذا القرار قوبل باعتراض شديد وجدل من الأحزاب المعارضة، كما أن هناك اتفاقات تتم في الكواليس تؤكد أن المرشحه أرادت إرضاء المجلس الممثل للمنظمات اليهودية في فرنسا المعروف ب "كريف". داخل أروقة اليونسكو تربطه علاقة قوية باليونسكو، نظراً للسنوات الطويلة التي مثل بلاده فيها بالمنظمة، هو وكيان تانج المرشح الصيني، فقد يعرف الكثير عن العمل داخل أروقة المنظمة، كما أنه يحظى بخبرة طويلة بالعمل الثقافي، هذا إلي جانب أن الصين تعد من أكبر الدول المانحة لميزانية اليونسكو. لذلك فإنه يعد أقوى منافس في السباق، حيث مجالات تعزيز السلام والتنمية البشرية المستدامة وتحسين جودة التعليم والرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة ومحو الأمية لدى الكبار والمساواة بين الجنسين. 20عامًا خبرة.. والأمل ضعيف منذ 20 عاماً وتعمل المرشحة اللبنانية الرسمية فيرا خوري، في منظمة اليونسكو، وعلى الرغم من ذلك، إلا أنها لا تعد ضمن المنافسين العمالقة. نجحت خوري في مواجهة الأزمات والدفاع عن قضايا اليونسكو من خلال إلمامها بآليات وتقنيات المنظمة التي تعرفها عن قرب، إضافة إلى إدارة وترؤس اجتماعات مهمة تتعلق بالمنظمة الدولية، كما أنها عملت كدبلوماسية في بعثة سانت لوسي خلال السنوات الماضية. المقاطعة تلاحق قطر وزير الثقافة القطري السابق ومستشار أمير قطر الثقافي، حمد عبد العزيز الكواري، الذي ترشح عقب ترشح "خطاب" لإدارة اليونيسكو، حيث التأييد الكامل لها من القارة السمراء. عمل الكواري سفيرًا لقطر في الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا وسوريا، ولدى اليونسكو والأمم المتحدة، بالإضافة إلى أنه تولى منصب السفير غير المقيم لدى اليونان، وإيطاليا، وإسبانيا، وسويسرا. وعلى الرغم من خبرته التي لا بأس بها، إلا أنه فرصته في الفوز بعيدة، في ظل أزمة المقاطعة التي اتخذتها دول عربية إزاء الدوحة، والاتهامات الموجهة إلى قطر بتصدير الإرهاب ورعايته وتمويله. أذربيجانوفيتنام تأتي في نهاية القائمة مرشحي فولاد بلبل أوجلو من أذربيجان، وفام سان شاو من فيتنام، الذي لا يعدون ضمن المنافسين، إذا أن فرصتهم في الفوز تكاد تتبدد.