تساءلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية عما إذا كانت تصريحات رئيس الوزراء الروسى "فلاديمير بوتين" حول إعادة تسليح روسيا بشكل غير مسبوق، تأتى لأغراض انتخابية أم أن هناك اتجاها عاما فى روسيا لإعادة سباق التسلح وإشعال الحرب الباردة فى العالم مرة أخرى. وقالت الصحيفة إن "بوتين" الذى يعد نفسه لانتخابات الرئاسة المقررة فى الرابع من مارس المقبل، أعلن أنه سيتم إنفاق 772مليار دولار على التسليح خلال العقد القادم. وبرر "بوتين" ذلك بأن روسيا تعيش فى عالم ملىء بالمخاطر، فى حين أصبح القانون الدولى منتهكا ولا يحترم، وأصبح الغرب يتدخل فى الشئون الداخلية للدول وينتهك سيادتها تحت مبررات كثيرة، وأن المنافسين على حد قوله يمكن أن يغزوا روسيا للاستيلاء على ثرولتها الطبيعية الغنية. وأوضحت الصحيفة أن "بوتين" قال إنه سينفذ هذا البرنامج التسليحى إذا فاز فى الانتخابات التى ستجرى بعد أسبوعين. وأشارت إلى أنه من المؤكد أن "بوتين" يحاول كسب أصوات ودغدغة مشاعر "القومية" عند الروس، إلا أن ذلك لا يعنى أنه لا توجد مخاوف كبيرة لدى العديد من الروس مما يحدث حاليا فى العالم من ثورات وإضرابات ومخاوف من اندلاع حروب جديدة فى المنطقة يمكن أن تؤثر على روسيا ووضعها كقوة عملاقة . وتتضمن خطة "بوتين" إنتاج "400 صاروخ باليستي حديث وثماني غواصات استراتيجية و20 غواصة متعددة الاستخدامات وأكثر من خمسين سفينة ومائة نظام فضائي لأغراض عسكرية وأكثر من 600 طائرة حديثة منها مقاتلات من الجيل الخامس وأكثر من ألف مروحية و28 نظام اس-400 مضادة للطائرات. وأكدت الصحيفة أن الغرب لم يخف قلقه من تصريحات "بوتين" ، بل إن دول مثل أمريكا اعتبرت أن ما قاله بوتين هو استهداف مباشر لها، حينما قال ""يجب أن نبني جيشا جديدا حديثا، قادرا على التعبئة في أي وقت" معتبرا أنه تم إهمال الجيش الروسي في تسعينيات القرن الماضي "في حين زادت دول أخرى بانتظام قدراتها النووية. وقال "بوتين": "علينا تعويض هذا التأخر، واستعادة موقع الزعامة في كافة التكنولوجيات العسكرية" خصوصا في المجال الفضائي، وذلك فى إشارة واضحة إلى الولاياتالمتحدة. وأضاف "بوتين "في هذه الظروف لا يمكن لروسيا أن تكتفي بطرق دبلوماسية واقتصادية لتسوية النزاعات، من واجبنا تطوير قدرات روسيا العسكرية، وأضاف "أننا نرى نزاعات محلية وإقليمية تندلع بدون انقطاع ومناطق ينعدم فيها الاستقرار، يتلاعبون فيها بالفوضى ويدفعونها إلى الاستمرار، ونرى محاولات إثارة مثل تلك النزاعات قرب حدودنا وحدود حلفائنا. وختمت الصحيفة بأن الأيام والأشهر المقبلة ربما تحمل العديد من المفاجآت والأحداث غير المتوقعة.