طارق الشناوى: «العيب» مش فينا.. رامى عبدالرازق: المشكلة فى الاختيار.. وخالد عبدالجليل: مسألة تنافس منذ 59 عامًا والسينما المصرية تحاول جاهدة أن تتوج أحد أعمالها بالمشاركة فى المنافسات المؤهلة إلى لقب الأوسكار كأفضل فيلم أجنبى، ولكن دائماً تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن؛ ففى كل مرة تجتمع فيها لجنة اختيار الفيلم المرشح للمشاركة فى الأوسكار، والتى تضم نخبة من المهتمين والعاملين بصناعة السينما، ويقومون بالتصويت على اختيار فيلم لتمثيل مصر فى مسابقة أفضل فيلم أجنبى بالأوسكار، تقوم أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، وهى صاحبة الجائزة، بعدم قبول الفيلم المصرى للدخول فى المنافسات أو كما يقال فى المسابقة. لذلك قمنا بسؤال عدد من النقاد والسينمائيين عن أسباب الرفض، وهل من الممكن أن نواجه نفس المصير هذا العام بعد ترشيح فيلم «الشيخ جاكسون» لتمثيل مصر من إخراج عمرو سلامة الذى شارك فى التأليف بالتعاون مع السيناريست عُمر خالد، ويقوم بالبطولة أحمد الفيشاوى، ماجد الكدوانى، أحمد مالك وأمينة خليل، بالإضافة إلى ضيوف الشرف درة، وبسمة ومحمود البزاوى. فالحلم المصرى لم يعد هو الجائزة، لكن الوصول إلى المسابقة المؤهلة للجائزة. يقول الناقد طارق الشناوى: نحن فى النهاية نخضع للمنافسة، واللجنة تختار ما هو أفضل بالنسبة للمعروض عليها، لذلك تجد أفلاماً كثيرة مهمة فى تاريخنا مثل «باب الحديد» و«أرض الخوف» و«رسايل البحر» و«زوجتى والكلب»، «الحرام» و«واإسلاماه»، وغيرها من الأفلام المهمة، التى لا يستطيع أحد التشكيك فى جودتها، ومع ذلك تم رفضها من قبل إدارة «الأوسكار». وأضاف: أول مشاركة لنا كانت فى عام 1958، ومع ذلك لم يقبل لنا أى فيلم، لأننا داخل منافسة مع 80 دولة، لكل واحد منها حق ترشيح فيلم واحد فقط، والأمر ليس له علاقة بالمحسوبية، أو وجود موقف من شخص أو بلد بعينه، والدليل على ذلك أصغر فرهدى، حصل مرتين على جائزة الأوسكار، مما يثبت أن الأمر ليس له أى علاقة إلا بالتنافس فقط. وأشار إلى أننا العام الماضى نافسنا بفيلم «اشتباك»، وبالرغم من عرضه فى مهرجان كان لمدة أسبوع بقسم «نظرة ما» إلا أنه لم يتم قبوله فى الأوسكار، أو ترشيحه إلى القائمة القصيرة، وأكد الشناوى أننا لم نكن محظوظين خلال السنوات الماضية، وربما يتم تغيير ذلك مع فيلم «الشيخ جاكسون» المرشح لتمثيل مصر هذا العام فى الأوسكار. أما الناقد رامى عبدالرازق قال: اختيار فيلم أجنبى للمنافسة فى الأوسكار، تضع له الأكاديمية معايير محددة نستطيع أن نستشفها من خلال الأعمال التى يتم قبولها كل عام، غالباً الأفلام التى يتم اختيارها تكون تشبه المجتمعات الخاصة بها، وليس فقط هذا بل يمكنها أيضاً الخروج من الهم الخاص إلى العام، وهذا يعنى أن الأفلام التى تحصل على الجائزة تشبه المجتمعات القادمة منها دون النظر إلى نوع الفيلم سواء أكشن أو كوميديا. وأضاف: فى إحدى السنوات قمنا باختيار فيلم «الشوق» لتمثيل مصر فى الأوسكار، لأنه كان ابن السينما المصرية ويعبر عنها، بما يحتويه من شخصيات نابعة من المجتمع المصرى، وكنا راضين جداً عن هذا الاختيار برغم عدم نجاح الفيلم تجارياً، ولكنه كان يعبر عن ملامح السينما المصرية والمجتمع المصرى، أما بالنسبة لعدم قبول الفيلم المصرى برغم من وجود نخبة من السينمائيين يعود إلى أنه خلال السنوات الماضية تجد وجود بعض أعضاء اللجنة المنوطة بالاختيار يعيشون خارج الزمن، وغير مطلعين على أفلام الأوسكار وطبيعة الأفلام المشاركة، ولا يقومون بأبسط الأمور هى قراءة المقالات النقدية عن الأفلام، فتجد المجموعة الواعية مكبلة بهؤلاء الأشخاص. وأشار عبدالرازق إلى أن لجان الاختيار فى الفترة الأخيرة بدأت بالتحسن، وقال: اللجنة الأخيرة للأوسكار من أكثر اللجان نضجاً خلال السنوات الماضية، بغض النظر عن اللغط الذى حدث حول فيلم «الشيخ جاكسون»، فأنا أتحدث عن نوعيه العقول التى تم تجميعها لاختيار الفيلم الذى يمثل مصر. وواصل حديثه قائلاً: مستوى السينما المصرية متواضع، وعندما يكون لدينا فيلمان مهمان مثل «أخضر يابس» و«آخر أيام المدينة» تجد أن أحدهما لديه مشاكل رقابية، والآخر يعلم أنه لو خطا خطوة واحدة داخل الرقابة سوف تطير رقبته، ومع ذلك فهم حققوا نجاحات كبيرة جداً خارج مصر فى المهرجانات الكبرى، وحصلوا على جوائز كثيرة جداً، فتعنت الدولة والرقابة ضد مثل هذه الأفلام، هو سبب رئيسى فى رفض أفلامنا فى الأوسكار، لأن الأفلام ذات التجربة الحقيقية، التى تحقق نجاحاً فى الخارج، لا يسمح لها بالعرض فى مصر ليتم ترشيحها، فيوجد فرق بين الأفلام التى من المفروض ترشيحها، والتى يجوز ترشيحها. ومن جانبه قال الدكتور خالد عبدالجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، ومستشار وزير الثقافة لشئون السينما: رفض الأفلام التى يتم ترشيحها للأوسكار، ليس لنا دخل فيه، لأننا نقوم بالتصويت على الأفلام المطروحة بالسوق، ونختار أفضل ما فيها من وجهة نظر اللجنة، وقبولها أو رفضها فى مسابقة الأوسكار هذا أمر يعود إلى عملية المنافسة بين عدد من الدول لكل منها فيلم يطمح فى الحصول على تلك الجائزة.