داخل أحد البيوت القديمة التى تقع بمنطقة عرب جهينة بشبين القناطر في القليوبية، يقطن المتهم "أنور صابر" ،47 عامًا، موظف بمديرية الأوقاف، بمفرده، والذى أشعل النيران فى نجله لمنعه من تناول المواد المخدرة، بعدما تركته زوجته وأولاده بسبب خلافات أسرية بينهم فقاموا باستئجار شقة بنفس المنطقة، وقرروا العيش بدونه واستكمال حياتهم بعيدًا عنه. غرفة صغيرة جدرانها متهالكة تحتوى على سرير حديدى ودولاب، قام المتهم بحبس نجله "أحمد"، 21 عامًا، عاطل، داخلها لمنعه من تناول المواد المخدرة، لعدة أيام حاول خلالها المجنى عليه استعطاف والده كى يخرجه من محبسه، ووعده بعدم تعاطى المخدرات مرة أخرى، إلا أن الأب رفض فحطم المجنى عليه محتويات الغرفة فى محاولة منه لإجبار والده على إخراجه من محبسه وبالفعل فتح الأب الباب، ووقعت بينهما مشاجرة قام خلالها المجنى عليه بتهديد والده بالتعدى عليه بالضرب، فاستشاط غضبًا وأمسك بجركن البنزين الخاص بالدراجة البخارية ملكه محاولا تهديد نجله إلا أن النيران اشتعلت سريعًا حيث كان المجنى عليه ممسكًا بسيجارة فى يده. التقت الوفد "عبد الله أنور"، 18 عامًا، شقيق المجنى عليه، حيث قال إن والده "أنور صابر"،45 عامًا يعمل موظفا بوزارة الأوقاف وأنه يعيش بمفرده، بعدما قامت والدتهم والتى تعمل موظفة بالوحدة الصحية بالقليوبية، بتأجير شقة بنفس المنطقة لتعيش بها برفقته وأشقائه الثلاثة بسبب وجود خلافات عائلية بينهم وبين والدهم، مشيرًا إلى أن تلك الخلافات لم تمنعهم من زيارة والدهم فهو وأشقائه "كريم"، و"أحمد"، و "محمد" ، يذهبون إليه يوميًا للاطمئنان عليه، إلى أن وقعت منذ فترة خلافات بين والده وشقيقه الأكبر "أحمد" بسبب تعاطى الأخير للمواد المخدرة، ولكن كل محاولات والدى فى علاج شقيقى فشلت. وأضاف أنه "يوم الحادث فى الساعة العاشرة صباحًا، بينما كنت نائمًا بمنزل والدتى، طرق أحد الجيران باب الشقة وأخبرنى باشتعال النيران فى منزل والدى وإصابة أحمد، فهرولت إلى هناك وعندها شاهدت والدى يحاول السيطرة على الحريق بمساعدة الأهالى، كما وجدت النيران قد اشتعلت أيضًا بشقيقى وأحدثت له حروقًا باليدين والوجه، وتم نقله إلى مستشفى بنها الجامعى". وتابع شقيق المجنى عليه حديثه قائلًا :"أبلغنا ضباط المباحث بمركز شرطة عرب جهينة، الذين حضروا على الفور وقاموا بمعاينة المكان وتم تحرير محضر بالواقعة، اتهمت فيه والدى بإشعال النيران فى أحمد إلا إننى تراجعت عن اتهامى بعدما أكد لى شقيقى بأن والدى ليس له علاقة بالواقعة، مؤكدًا أن شقيقه مدمن مخدرات وأن والدهم فشل فى علاجه. واختتم شقيق المجنى عليه حدثيه قائلًا" إن شاء الله تقرير الطب الشرعى يثبت إن والدى ليس له علاقة بالواقعة ويخرج من الحبس، وربنا يشفى أحمد ويرجع بيته فى أقرب وقت". بينما أكد مصدر أمنى أنه فى مساء يوم الاثنين ورد بلاغ لمركز شرطة عرب جهينة يفيد باشتعال النيران بأحد العقارات الموجودة بالمنطقة وعلى الفور انتقلت قوات الأمن والحماية المدنية وتم السيطرة على الحريق، وأسفرت المعاينة عن تفحم محتويات الغرفة بالكامل، بالإضافة إلى وجود جركن بنزين، حيث تبين من التحريات أن المجنى عليه اعتاد سرقة والده لشراء المواد المخدرة. من جانبه قال الأب فى تحقيقات النيابة: "مكنتش عايز أولع فيه، لكنه فضحنى أمام كل الناس، بسب إدمانه المخدرات، أنا بحبه وعايزه يتعالج من المخدرات، أنا راجل كبير بالسن، وبشتغل بمسجد وبقيم الصلاة فيه، وأهل البلد يعلمون عنى الأخلاق الحميدة، لكن منه لله ابنى أحمد، جعلنى حديث الأهالى، بسب إدمانه المخدرات، وذهبت به إلى العديد من مصحات الإدمان، ولكن دون فائدة". وتابع "الأب" خلال التحقيقات، أن نجله يتعاطى الحشيش والهيروين، وأنه يسرقه هو ووالدته للإنفاق على المخدرات، وأنه قام بعقابه، وادخاله مصحة للعلاج من الإدمان، إلا أن نجله، يقوم بالهروب منها، ولخوفه عليه، كان يقوم بحبسه بالمنزل، لكنه يستغل خروجى من المنزل، ويقوم بالتعدى على والدته بالضرب وأخذ أموال منها لشراء المخدرات، بالإضافة لسرقة أشقائه، مضيفًا "يوم الحادث، عدت إلى المنزل بعد صلاة العشاء، ووجدته يجلس في حجرته، ويتعاطى سيجارة حشيش، فقمت بمعاتبته، ولكنه أخبرنى بأنه لا يريد العلاج، فأستشطت غضبًا، وقمت بضربه، وأثناء ذلك حاول التعدى علىّ، وتدخلت والدته لفض المشاجرة، فذهبت إلى المطبخ، وأحضرت جركن بنزين، وسكبته عليه وأشعلت فيه النيران، لكى أرتاح من أفعاله". وتابع المتهم "لم أقصد حرقه، أنا كنت بأدبه بس"، ولكني نادم على ما فعلته معه، ولم أتركه حتى يقلع عن المخدرات. كان قد قرر مراد بدران رئيس نيابة مركز شبين القناطر، بحبس عامل مسجد بعرب جهينة، لاتهامه بإضرام النيران في نجله، لرفضه العلاج من الإدمان. وتلقى اللواء محمد توفيق حمزاوي مدير أمن القليوبية، إخطارًا من الرائد محمد عبد الله السايح رئيس مباحث شبين القناطر، بتلقيه بلاغًا، بنشوب حريق بمنزل بناحية عرب جهينة – دائرة المركز وانتقلت على الفور قوات الحماية المدنية، وتبين إخماد الحريق بمعرفة الأهالى. وكشفت التحريات الأولية عن نشوب الحريق بمنزل "أنور صابر" 64 سنة، عامل مسجد بمديرية الأوقاف بالقليوبية، ما أسفر عن إصابة نجله "أحمد"، بحروق من الدرجة الثانية والثالثة بالوجه واليدين، وتم نقله لمستشفى بنها الجامعي وبسؤاله اتهم والده بإلقاء مادة "البنزين" عليه وإضرام النيران به لرفضه العلاج من الإدمان. تمكن النقيب يوسف الشامي معاون مباحث مركز شرطة شبين القناطر، من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وذلك لرفض نجله العلاج من الإدمان، بسؤال شقيق المجنى عليه "عبد الله أنور"، 18 سنة، أتهم والده بإشعال النيران بشقيقه الأكبر. تحرر محضر وأحيل المتهم للنيابة التى تولت التحقيقات، وجدد قاضى المعارضات حبسه 15 يومًا.