بعد 7 أشهر من المعاناة والمشاوير بين حى مصر القديمة ومحافظة القاهرة لاستيفاء الأوراق المطلوبة للحصول على وحدات سكنية، لم تجد عائلة الحاج عبد الله أمامها إلا خيار واحد وهو العيش فى الشارع وسط أنقاض منزلهم المتهدم إلى حين أن يستجيب لهم أى مسؤل من المحافظة ويسمح باستلامهم الشقق المقررة لهم دون أن يصطنعوا العراقيل التي تحول دون حصولهم على المأوي المطلوب. فبعد أن سقط منزل الحاج عبد الله المكون من طابقين ،والذي يعيش فيه 5 أسر بأطفالهم، فى منطقة أبو السعود بالجيارة ،إحدى المناطق العشوائية التى تقع أمام حى مصر القديمة، سعت الأسرة لمدة 7 شهور بين اللجان الهندسية فى حى مصر القديمة وفى المحافظة إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على شقق تأويهم في هذا البرد القارص، مما اضطر الخمس أسر إلى العيش فى الشارع ووسط الانقاض متساءلين: إلى متى سوف تستمر معاناتهم؟ ومتى سيحظون بالوحدات السكنية التي وعدهم بها فى مساكن عثمان بمدينة 6 أكتوبر . آيلة للسقوط من 12 سنة ! يروى تفاصيل المأساة أحمد عبد الله ، أمين مخازن، : بدايتنا كانت يوم 6 سبتمبر عندما شعرنا بزلزال فى البيت كله، وبدأ السقف في الانهيار فوق رؤوسنا، اتصلنا بالشرطة على الفور ووصلت النجدة إلى المنطقة وعاينت البيت بعد أن سقط معظمه، فقرر الضابط أن يخرجنا من البيت ووقعنا على تعهد بعدم السكن فيه مرة أخرى. ويضيف : ثم بدأت رحلتنا مع الحى والمحافظة حيث قمنا بعمل محضر إثبات حالة وتم إحالة المحضر إلى حى مصر القديمة، فى البداية لم يستجب لنا أحد بحجة أننا منطقة عشوائية تم حصرها من قبل المحافظة لاعتبارها منطقة آيلة للسقوط منذ 12 سنة، وكان من المقرر أن نستلم شققنا فى منطقة عثمان منذ أعوام ولكن لأنه لم يتم هدم أى منزل فى المنطقة لم يتم نقل إلا سكان البيوت التى وقعت بالفعل. ويكمل : بعد الإلحاح لمدة شهرين كاملين جاءت مهندسة من الحى وعاينت البيت المتهدم وكتبت تقريرها ونصحتنا بالذهاب إلى نائب المحافظ لعرض الأمر عليه، وبالفعل قابلناه أنا ووالدى وبعدها أرسل لجنة أخرى لمعاينة البيت وكتبوا تقريرا ثانيا بأن البيت غير صالح للسكن ويجب إزالته فورا ، ثم قدموا إلتماسا للمحافظة بأحقيتنا فى تملك 5 وحدات سكنية فى مساكن عثمان نظرا لأن منزلنا سقط بالكامل وتم تشريد الأسر الخمسة المقيمة به . إدفع أولا..! وعن رحلة استيفاء الأوراق يقول شريف عبد الله ،أحد أبناء العائلة ويعمل سائق،: " قمنا بإستيفاء كل الأوراق المطلوبة فى شهرين كاملين والتى تؤكد أحقيتنا فى الحصول على شقق المحافظة ، إلا أن المشكلة التى واجهتنا منذ 7 شهور هى التلميحات بالرشوة من قبل بعض الموظفين فى الحى والمحافظة لإتمام تسليمنا الوحدات، ولأننا رفضنا الدفع لم تأمر لنا المحافظة باستلام الشقق حتى الآن ولم يعطنا الحي أى مأوى نقيم فيه نحن وبقية الأسر. مما اضطرنا للسكن فى خيام وعشش فى السيدة زينب ، ومما اضطر أبي وأبى واثنين من أشقائي للبقاء فى الغرفة الوحيدة المتبقية فى البيت رغم خطورة ذلك على حياتهم ورغم التعهد الذي أخذته المحافظة بعدم الإقامة فيه. ويتابع: قمنا بعمل عدد من الشكاوى للمحافظ وقابلنا رئيس الحى وأكد لنا أنه لا يوجد أى مانع من استلام الشقق، وكذلك في المحافظة أكد لنا المسئولون أن كل أوراقنا تم استيفائها ولكن حتى الآن لم نستطع الحصول على الشقق دون سبب واضح. ويختم الحاج عبد الله: " عيالى بعد ما كانوا حواليا اتفرقوا.. أحمد ابنى ساكن فى عشة فى السيدة زينب وزوجته أنجبت طفلها من أيام فى العشة يعني في الشارع، ده يرضى ربنا؟ مش عارف ليه الورق متوقف.. كده كده بيوتنا كانت هتتهد من 12 سنة، والمفروض ان اتخصصت لنا وحدات من وقتها يبقى ليه نقعد في الشارع واحنا عندنا شقق أصلا ؟! "