بيقولك عملوا لجنة تقصي حقائق.. = يبقى انسى إننا نوصل لحاجة! أصبح هذا الانطباع هو السائد عند أغلب المصريين خاصة الشباب؛ بعد أن فقدوا الأمل بأن تقوم هذه اللجان، المشكّلة لكشف غموض وأسرار حادث ما، بدورها الحقيقي في كشف الحقائق لمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم، وذلك لتعدد تكرار انعقاد هذه اللجان دون الوصول إلى أي نتيجة. وهذه أشهر لجان تقصي الحقائق التى تشكلت منذ بداية الثورة إلى الآن: لجنة تقصي حقائق في موقعة الجمل. لجنة تقصي حقائق في كنيسة المريناب. لجنة تقصي حقائق في احداث كنيسة إمبابة. لجنة تقصي حقائق في أحداث مسرح البالون. لجنة تقصي حقائق في أحداث ماسبيرو. لجنة تقصي حقائق في أحداث السفارة الإسرائيلية . لجنة تقصي حقائق في أحداث شارع محمد محمود. لجنة تقصي حقائق في أحداث مجلس الوزراء. لجنة تقصي حقائق في حريق المجمع العلمي. لجنة تقصي حقائق في أحداث مذبحة بورسعيد. فكل لجنة من السابقة تشكلت بعد وقوع هذه الحوادث مباشرة، وعلى مدار سنة كاملة لم تكن ذات جدوى، حيث كان الفاعل واحد وهو الطرف الثالث "الأيدي الخفية"، مما أثار غضب وسخرية أغلب الشباب من تكرار انعقاد هذه اللجان دون أن يعرف مرتكب الجريمة، حيث لم يعاقب وزير أو حتى غفير بالرغم من وجود دلائل وبراهين تدل على أنهم مرتكبو الجريمة!. لجنة بكين 2008 تحدثت "الوفد"مع مجموعة من الشباب لمعرفة رأيهم في لجان تقصي الحقائق.. سارة عزت، 28 سنة، تقول: "في عام 2008 كلف الرئيس المخلوع مبارك بتشكيل لجنة لتقصي حقائق أسباب إخفاق بعثة مصر الرياضية في دورة بكين الأوليميبة، وطبعا لم تتوصل لشيء، واستمر الحال كما هو عليه، بل استمر منير ثابت (شقيق سوزان مبارك) في منصبه كرئيس للجنة الأوليميبة المصرية". وتضيف: "نحن نفعل الآن نفس السيناريو، النظام هو النظام لم يتغير، وسنظل نشكل لجنة بعد لجنة حتى تموت اللجنة نفسها ويموت المصريون جميعا!". "مجرد تمثيلية" حسام محمود، 24 سنة، مهندس، يقول: "الصراحة أنا كنت في الأول عندي أمل إن اللجان دي تقدر تعمل أي حاجة وتظهر حتى طرف الخيط للموضوع، لكن لجنة ورا لجنة تأكدت أن مفيش فايدة وإنها مجرد تمثيلية مملة تتكرر بعد أي مصيبة تحصل". ويتفق معه في الرأي مجدي الأبيض، 21 سنة، طالب، قائلا: "إحنا من أول الثورة بنسمع إن فيه لجان لتقصي الحقائق بتتعمل، وتقارير نهائية بتصدر بعد كل حادثة، لكن عمرنا ما سمعنا إن في أي تحرك من أي إتجاه لمعاقبة مرتكبي هذه الحوادث أو حتى الإعلان عنهم، فبمجرد وصول الموضوع لأيدي اللجنة بتأكد أننا عمرنا ما هنعرف مين اللي عمل كده". "الفاعل دائما مجهول" ويروي محمد عبد الرحمن، 26 سنة، موظف: "مفيش لجنة واحدة عرفت تجيب حق دم شهيد واحد من المئات اللي راح دمهم هدر، حيث تحدث الكارثة من هنا ويتم الإعلان بعدها عن عمل لجنة لتقصي الحقائق لمعرفة من المتسبب فيها وتقديمه للعدالة، ولكن النتيجة دائما تكون أن الفاعل مجهول أو ما يسمى بالطرف الثالت، لذلك لا يمكن الاعتماد على هذه اللجان لكي تكشف لنا الحقيقة". أما معتز كريم، 22 سنة، صيدلي، فيقول: "أنا من الأول متأكد إن اللجان دي ملهاش لازمة، وإنه مفيش حاجة اسمها لجان تقصي حقائق بجد، ويكفي أن نعرف أن لجنة تقصي الحقائق التي شكلت وقت حدوث حريق القاهرة سنة 1952 لم تصل إلى نتيجة، ولم نعرف من الفاعل إلى الآن، وبالطبع ده سبب أدعى أنه يخلينا نتأكد إن إحنا عمرنا ما هنوصل لحاجة معاهم لا إحنا ولا حتى أحفادنا هيقدروا يعرفوا مين اللي عمل الجرائم دي؟!". ... وأنت.. كيف ترى تشكيل لجان تقصي الحقائق؟