تصدر بمعدل 3 كل دقيقة.. والفضائيات تصنع «الهوجة» هوس الفتاوى!! فتاوى عديدة انتشرت فى الفترة الأخيرة، البعض منها أثار بلبلة الرأى العام لخروجها عن سياق القيم والعادات الشرقية والأعراف المجتمعية وأبرزها فتاوى السماح بمضاجعة الزوجة المتوفية والحيوانات وأن الإيمان بالرسول عليه صلى الله عليه وسلم ليس شرطًا في الإسلام والنظر للمتبرجة حلال، وغيرها من الفتاوى التى تحث على الإرهاب والعنف وتعد «قنبلة موقوتة» داخل مصر يدعمها عدد من قنوات «بير السلم» التى تذيع البرامج المدفوعة الأجر وتستضيف مشايخ لا يعلم أحد عن تاريخهم شيئًا. فى المقابل، تحارب دار الإفتاء تلك الفتاوى بغيرها، ففى العام الماضى أصدرت دار الإفتاء 700 ألف فتوى، وإذا كانت هذه الفتاوى تصدر عن دار هى أهل للفتوى وعلماؤها يتمتعون بالعلم وهم أهل ثقة إلا أن هناك شيوخ الفضائيات الذين يصدرون فتاواهم ويتناولها الإعلام ليصنع «الهوجة» التى تثير الرأى العام. أما عن عدد الفتاوى التى تصدر يوميًا عن الدار فى الوقت الحالى فتبلغ 2400 فتوى، بحسب ما أكده الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، فى مداخلات تليفزيونية سابقة، فإذا كانت الدار تفتح بابها لمريدى الفتوى من التاسعة صباحًا حتى الثامنة مساء فإننا أمام ما يقرب من أكثر من 218 فتوى فى الساعة أى أكثر من ثلاث فتاوى فى الدقيقة الواحدة.. والسؤال الآن: هل المصريون مهووسون بالفتاوى؟ وما دلالة تلك الظاهرة وكيف نتصدى لفن صناعة الهوجة بالفتاوى الغريبة و«الخبيثة»، خاصة أن بحور الدم والإرهاب تبدأ بفتوى. شاب يستفسر عن كيفية معاشرة الزوجة.. وآخر يسأل عن تقسيم شقة 200 متر زوجة عامل الحدادة كرهت أصدقاء السوء.. وتؤكد: «عاوزين يتحرشوا بيّا»! داخل مشيخة الأزهر، المواجهة لمبنى دار الإفتاء، وقف عدد من المواطنين أمام شباك الاستعلامات، يترقبون دورهم فى الدخول إلى مشايخ الدار، لسؤالهم عن بعض أمورهم الحياتية. وعلى بعد خطوات من شباك الاستعلامات، جلس آخرون منهم فى انتظار نداء أسمائهم بحسب أدوارهم المرقمة. مواطنون تتفاوت غالبية أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين وآخرون تجاوزوا الأربعين عامًا، جميعهم اتفقوا على أن الحياة مليئة بالمصاعب التى تحتاج إلى فتاوى من أهل العلم، وعن مستوياتهم الاجتماعية فجميعهم ينتمون إلى الطبقة المتوسطة، وأمام شباك الاستعلامات استفسر بعضهم عن مواعيد عمل مكتب فتاوى المواطنين، ورد الموظف قائلًا: «مواعيد الشغل من 9 ل8 بالليل فى الأيام العادية، وفى الإجازات من 9 لحد 5 مساء»، ثم يسجل المواطنون أسماءهم بأرقام البطاقات الشخصية، وحصلوا على أكواد خاصة للدخول بحسب أولوية الحضور. شاب لا يتعدى عمره 25 عامًا وقف حائرًا أمام باب المختصين بالإفتاء انتظارًا للدخول، ينظر لعقارب الساعة فيجدها العاشرة صباحًا، سألناه عن سر حضوره للدار فقال: إنه جاء للسؤال عن «هل يجوز ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوجة بأوضاع مختلفه دون المساس بما حرمه الله؟»، وقال الشاب إنه مقبل على الزواج ويخشى أن يغضب الله فى علاقته مع زوجته. وتسامر الشاب مع عدد من الجالسين فى صالة انتظار غرفة المشايخ، ودار اللقاء حول عدد من المواقف الحياتية ما بين الخلافات الزوجية تارة، والخلافات فى العمل تارة أخرى، حتى دقت الساعة 12 ظهرًا، حينها أعلن المسئولون عن مكتب الاستعلامات أن المشايخ يؤدون صلاة الظهر. «جاى هنا علشان أسال على الميراث» بتحفظ شديد استهل «ع. ر»، رجل ستينى، يرتدى جلبابًا رثًا، وبلهجة صعيدية قال: «أنا بقيت مسئول عن عيلة كاملة ومعايا ورث كبير عاوز أوزعه عليهم ومش عارف وخايف أظلمهم وجيت هنا علشان أسال على حكم ربنا والشرع فى توزيع الميراث». الأمر نفسه ل«ط. و» شاب فى الثلاثين من عمره، جاء للسؤال عن الفتوى، بعد وفاه والده، رغب إخوته فى أخذ ميراثهم وهم لا يمتلكون سوى شقة واحدة مساحتها 200 متر، فعجز الشاب عن التصرف وجاء ليعلم حكم الشرع ففى ذلك وماذا يعل مع إخوته المتزوجين فى شقق خارجية، وهو ما زال عازبًا فى شقة والده. فيما جاء «ن. م»، وهو شاب فى العشرين من عمره، مقبل على الزواج، ليعلم، حكم الشرع فى ترك والدته مع شقيقته فى أول عام زواج فقط، ثم يعيدها له مرة أخرى، وقال: «أنا مسئول عن والدتى المريضة بعد وفاة والدى منذ سنوات، وحاليا مقبل على الزواج، ولا أدرى هل حلال أم حرام إذا تركت والدتى مع شقيقتى المتزوجة عامًا لحين إتمام عامى الأول من الزواج خارج مصر بحكم عملى». ويضيف الشاب العشرينى أنه جاءته فرصة عمل فى إحدى دول الخليج قبل إتمام فرحه بشهر واحد، ولكن مع ظروف الحياة لا يستطيع أن ينفق على زوجته ووالدته مع أول سنة سفر خارج مصر، وقال: «أنا هراعى أمى بعد ما أرجع وهجيبها البيت عندى بس السنة اللى هسيبها فيها دى حرام عليا ولا حلال مش عارف.. خايف عليها من جوز أختى حد قاسى المعاملة ومعندوش ضمير». وأضاف: «أنا جاى أسأل على حاجة فى العلاقة الزوجية، هل حرام ولا حلال أراقب تليفون مراتى وأتجسس عليها، وهل ممارسة العلاقة الحميمة بأوضاع مختلفة مباح طالما لا نتجاوز الشرع». وبتحفظ شديد، تتحدث الفتاة «ص. م»، عن حياتها الزوجية مع أخرى أمام مكتب فتاوى المواطنين، وقالت إنها تزوجت من عامل حدادة منذ 10 سنوات، عن قصة حب قبل الزواج لا تقل عن 4 سنوات، وأنجبت منه ولد وبنت، ومع مرور السنوات علمت أنه يتعاطى المخدرات. وبحزن شديد تكمل صاحبة العشرين عامًا، حديثها وتروى قصتها المأساوية وقالت إنها فوجئت بأن زوجها يدمن المخدرات، ومع كل ليلة يصطحب أصدقاءه للشقة، ويتسامر معاهم، حتى بلغ الأمر أنه يطلب منها أن تخدمهم. وتصمت الفتاة للحظات، وتتذكر موقفًا لها، وعادت قائلة: «مرة دخلت عليهم ولقيت أصدقاءه عاوزين يتحرشوا بيا وهو عامل نفسه مش شايف»، وتشير الزوجة إلى أنها طلبت منه أن يتمنع عن الجلوس معهم لكونهم يريدونه النيل من شرفه، ففوجئت به ينهال عليها بالضرب المبرح. وأضافت: «عاوزة أسال الشيخ هل حرام أم حلال، إنى أرفض طلباته المقززة فى العلاقة الحميمة أولاً، وثانيًا هل حرام أم حلال لو أخبرت الشرطة عما يحدث داخل الشقة وما يفعله حفاظًا على شرفى؟ ». القرضاوى.. «جزار من قطر» أباح دماء رجال القوات المسلحة والشرطة، وأصدر فتوى دعا فيها القيادات الإخوانية لاستخدام العنف للدفاع عن أنفسهم، ليفتح باب النار على الجميع هو يوسف عبدالله القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، انتمى لجماعة الإخوان المسلمين وأصبح من قياداتها المعروفين ويعتبر الشيخ منظر الجماعة الأول، كما عُرض عليه تولى منصب المرشد عدة مرات لكنه رفض. ولد «القرضاوى» فى 9 سبتمبر عام 1926 فى قرية صفط تراب، مركز المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، والتحق بالأزهر الشريف حتى تخرج من الثانوية وكان ترتيبه الثانى على مملكة مصر. علاقة «القرضاوى» بقطر ترجع لسنوات طويلة، حيث تم استخدامه كأحد رجالها، ليبدأ الترويح للدوحة مقابل منحه المال والمناصب والشهرة، لتتطور مع الوقت، ويبارك القرضاوى دعم الإمارة للتنظيمات الإرهابية. فى عام 1961 قرر «القرضاوى» السفر لقطر بعدما تعرض للاعتقال عدة مرات فى عهد الملك فاروق، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ليجد فيها الفرصة لنشر أفكاره بدعم الجماعات المتطرفة بحرية، وعمل هناك فى بداية حياته مديرًا للمعهد الدينى الثانوى، واستغل اقترابه من السلطة فى قطر، للتدرج فى المناصب وحصل على الجنسية القطرية وتولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، بالإضافة لتوليه منصب مدير مركز بحوث السنة والسيرة النبوية بالجامعة القطرية. شارك «القرضاوى» فى العديد من المؤتمرات العالمية ليتمكن من الوصول بمرور الوقت إلى رئاسة الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ويصبح رئيسًا للمجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث، وعضو مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الاسلامية فى افريقيا، وعضو مجلس الأمناء لمركز الدراسات الاسلامية فى اكسفورد. ولم تنس قطر تكريم القرضاوى صاحب الولاء الأول لها، ففى عام 2009 كرم أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى القرضاوى، بجائزة الدولة التقديرية فى مجال الدراسات الاسلامية، وقال القرضاوى وقتها فى مدح حمد: «أشكرك أيها الأمير لأنك اعطيت قيمة لهذه الثروة البشرية، فقطر بها ثروة بترولية وثروة غازية ولكن أعظم هذه الثروات هى الثروة البشرية»، وفى تأكيد على ولائه لها أكد: «تقدير الدولة لأبنائها أمر عظيم، خصوصًا النابغين منهم، فالناس ليسوا كلهم سواسية». وفى بداية تولى تميم للسلطة فى قطر، ظهر أمير قطر فى 2013 وهو يقبل رأس القرضاوى، أثناء تقديم التهنئة له بمناسبة توليه سلطة البلاد، واستمرت العلاقة حتى كانت دعوته لحضور إفطار داخل قصر تميم فى 2015 لتكون القبلة الثانية من الأمير الصغير على جبهة القرضاوى وعقب تصاعد الأزمة مع قطر من جانب مصر والامارات والسعودية والبحرين بسبب دعمها للتنظيمات الإرهابية، جاءت القبلة الثالثة من تميم للقرضاوى خلال لقاء جمعهما. 5 فتاوى فتحت أبواب الدم أشهر الفتاوى التى حثت على الإرهاب، ما أوجبه عمر عبد الرحمن، الأمير الراحل لتنظيم الجماعية الإسلامية، والأستاذ يكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، فى عام 1979، بقتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات لإبرامه معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل، وبالفعل انهال الرصاص على الرئيس الراحل، لتنجح الجماعات الإرهابية فى تحقيق مخططها. وفى شهر يونيو 2016، أباح يوسف القرضاوى، صاحب الجنسية القطرية، دم رجال القوات المسلحة والشرطة، وأصدر حينها فتوى دعا فيها قيادات وأعضاء الإخوان لاستخدام العنف بدعوى الدفاع عن أنفسهم، كما أصدر فتوى بجواز تفجير الشخص لنفسه حال مطالبة الجماعة التى ينتمى لها بذلك، ليزهق أرواح العديد من شهداء القوات المسلحة والشرطة، فيما تواصل وزارة الداخلية جهودها لتنفيذ ما يسمى ب»الضربات الاستباقية» لبؤر الإرهاب خاصة فى سيناء. فى يونيو 2015، أصدر أكرم الكساب، عضو اتحاد علماء المسلمين الذى يترأسه القرضاوى، فتوى بإباحة دم جماعة الإخوان الإرهابية فى التفجير والعمليات الإرهابية حال قدوم قوات الشرطة للقبض عليهم، وظهر ذلك بوضوح خلال الفترة الماضية فى حوادث تفجير الكنائس حيث كانت العناصر المنفذة يضعون أحزمة ناسفة، ومن داخل الأماكن المنوط تفجيرها، تتحول أجسادهم لأشلاء. فى أغسطس 2013، وعقب فض ميدان رابعة العدوية والنهضة، أعلن الشيخ محمد عبد المقصود، داعية سلفى، فتوى حرض فيها أعضاء الجماعة على استهداف رجال الشرطة، وقال فى فتواه التى وجهها إلى أنصار الإخوان، إن عليهم إرهاب الشرطة من خلال حرق سياراتهم ومنازلهم، وتهديدهم، زاعمًا أن كل هذا تحت باب مواجهة المنكر والدفاع عن النفس والجهاد. وفى نفس الشهر من عام 2013، دعا الإخوانى جمال عبد الستار، عضو اتحاد علماء المسلمين، أنصار الإخوان لقطع الطرق وإشعال النيران فيها لإحداث حالة من الشلل المرورى، بجانب استهداف مؤسسات الدولة والهجوم عليها، وإثر هذه الفتوى اشتعلت حالة من الغضب بين المواطنين بعد حالة الإرهاب الذى احدثوها وأشعلوا النيران فى عدد من مؤسسات الدولة وساد الخراب فى منازل الأهالى بعد هجوم العناصر الإرهابية عليهم أثناء فرارهم من مواجهة قوات الأمن. عمر عبدالرحمن.. مفتى «التكفير» سجل طويل من إصدار الفتاوى التكفيرية وكان آخرها إباحة دم الرئىس الراحل محمد أنور السادات، فقد بصره بعد أشهر من ولادته فى الجمالية بالدقهلية 1938 عمرو عبدالرحمن لقبه الكثيرون ب «مفتى التكفير». حصل «عبدالرحمن» على الثانوية الأزهرية، ثم الدكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر حول «أعداء الإسلام فى القرآن». تولى قيادة الجماعة الاسلامية فى نهاية سبعينيات القرن الماضى، قبل استشهاد السادات حيث تم اتهامه بزعامة تنظيم الجهاد المحظور فى القضية العسكرية التى حملت رقم 7 لسنة 1981، وأصبح المتهم الأول فى القضية رقم 462 لسنة 1981 المعروفة ب «قضية الجهاد الكبرى» وبرر «عبدالرحمن» سبب قتل «السادات» لإبرامه معاهدة كامب ديفيد مع اسرائيل. وفى عام 1985 أعلن «عبدالرحمن» سفره لأداء مناسك الحج، غير أنه غير وجهته، نحو أفغانستان، حيث شارك فى عمليات القتال ضد الاتحاد السوفيتى آنذاك، وألقى هناك خطباً، ومحاضرات عدة على المقاتلين تحثهم على القتال والجهاد ضد من وصفهم ب «الكفار الملاحدة»، وعاد منها العام الذى يليه، مما دعا السلطات الأمنية المصرية لتحديد إقامته ووضعه قيد الإقامة الجبرية 1988. وفى عام 1991 غادر إلى السودان، ولم يمكث كثيراً هناك حتى توجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهناك شن هجوماً على النظام المصرى حتى قررت السلطات الأمريكية فى 1993 منعه من الخطابة ووضعه تحت الإقامة الجبرية. الشيخ مجدى عاشور يحدد مواصفات المفتي شروط واجب توافرها فى المفتى، لكونه إمام المواطنين وقبلتهم والنور الذى يهديهم وينير طريقهم، كان لابد من معرفتها والوقوف عليها، وأجاب عنها الشيخ مجدى عاشور، المستشار الأكاديمى لمفتى الديار، قائلاً إن الشروط الواجب توافرها فى المفتى، أهمها أن يعلم جيدًا قواعد اللغة العربية، وأصول الشريعة، مع اتقانه لغة أجنبية ثانية، فضلاً عن كونه أزهريًا منذ بداية دراسته. وأضاف عاشور أن من ضمن الشروط الواجب توافرها فيمن يتصدر للفتوى، حصوله على «الدكتوراه» ودرجة الأستاذية فى العلوم الشرعية أو اللغوية، وتدرج فى تعليمه فى المعاهد الأزهرية وكليات جامعة الأزهر، وأن يكون له بحوث ومؤلفات رصينة تم نشرها، كما تكون صحيفته الجنائية خالية من أحكام جنائية وتأديبية، وأن يكون ملتزمًا بمنهج الأزهر علمًا وسلوكًا وهو منهج أهل السنة والجماعة الذى تلقته الأمة بالقبول فى أصول الدين وفى فروع الفقه بمذاهبه الأربعة، وألا يكون منتميًا لأى تيار سياسى أو فصيل أو جماعة وأن يكون أزهريًا فقط. وعن أبرز أسئلة المواطنين المقبلين على دار الإفتاء قال، إنها عادة ما تكون فى الحياة اليومية بأمور تتعلق بالحياة العملية والشغل تارة، والعلاقات الزوجية تارة أخرى، وعن نوعية المواطنين وطبقاتهم، فرد قائلاً: «الطبقات متفاوتة ليس جميعهم أميين أو من الطبقات الثرية، ولكن عدد كبير منهم من الطبقات المتوسطة».