تحتفل مصر غد الاثنين بطلابها الذين طالما وقفوا ساندا لها ضد الاحتلال الخارجى أو الداخلى وحتى دورهم العظيم فى اندلاع ثورة 25 يناير، وذلك فى ذكرى "يوم الطالب المصرى" الذى يوافق 21 فبراير من كل عام. وترجع أحداث تكريم الطلبة بهذا اليوم إلى المظاهرات والاحتجاجات الطلابية التى شهدها شهر فبراير 1946 ضد الاحتلال البريطانى وللمطالبة بإلغاء معاهدة 36، ففى 9 فبراير خرجت من جامعة فؤاد (جامعة القاهرة حاليا) أضخم وأكبر مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية، وعندما وصلت المظاهرة إلى كوبرى عباس قامت قوات البوليس بمحاصرتها والاعتداء على الطلبة فسقط البعض فى النيل وقتل وجرح أكثر من مائتى طالب، كما تم اعتقال طلاب فى أسوان والمنصورة. وفى 11 فبراير صادرت الحكومة جميع أعداد الصحف التى نشرت أخبار المظاهرات، وفى يوم 12 فبراير أقام الطلاب جنازة صامتة على أرواح الشهداء وقام طلبة الأزهر صلاة الغائب عليهم، وحدثت اشتباكات فى هذا اليوم بين الشباب والبوليس أمام كلية الطب لفض مؤتمر عقده الطلبة بالكلية وإعتقل حوالى 50 شابا، كما حدثت اشتباكات فى كلا من الاسكندرية والزقازيق والمنصورة. وما كان للحكومة أن تصدر قرارا بتعطيل الدراسة 3 أيام للسيطرة على هذا الاحتجاجات، ولكن لم يمنع ذلك اتساع المظاهرات فى القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وشبين الكوم والزقازيق والمحلة الكبرى وأسيوط ثم عطلت الدراسة أسبوعا، وفى 15 فبراير خرجت المظاهرات بعد صلاة الجمعة تهتف بالجلاء وبحياة الشهداء. وفى يومى 18 و19 فبراير عقدت سلسلة من الاجتماعات شارك فيها ممثلون عن اللجنة الوطنية للطلاب وممثلون عن العمال والتى أوصيت بتنظيم اضراب عام يوم 21 فبراير اطلق عليه اسم "يوم الجلاء"، وفى ذلك اليوم تجمع حشد يضم حوالى 100 ألف شخص واصطدمت بقوات الاحتلال وأسقطت 23 متظاهرا و121 مصابا، ومنذ ذلك اليوم اتخذ يوم 21 فبراير يوما للتضامن مع الطالب المصرى تكريما لشهداء أحداث فبراير.