تحيى دار الأوبرا المصرية ذكرى رحيل اثنين من عظماء ملحنى الموسيقى العربية هما سيد درويش ورياض السنباطى فى حفلين لفرقة أوبرا الأسكندرية للموسيقى والغناء العربى بقيادة المايسترو عبد الحميد عبد الغفار، وذلك فى الثامنة مساء الخميس 28 سبتمبر على مسرح سيد درويش "أوبرا الإسكندرية"، ومساء الجمعة 29 سبتمبر على مسرح أوبرا دمنهور. يتضمن البرنامج فاصلين، الأول لأعمال سيد درويش منها القلل القناوى، اهو ده اللى صار، والله تستاهل يا قلبى، دنجى دنجى، الاروام ، انا هويت .. أما الثانى لمؤلفات رياض السنباطى منها لونجا رياض ، بايعنى والا شاؤينى ، لحن الوفاء ، افرح يا قلبى ، على بلد المحبوب ، اله الكون ، ليه يا بنفسج ، ولسة فاكر .. أداء السيد وهب الله ، وائل أبو الفتوح ، محمد حسن متولى ، شروق شريف ، ياسر سعيد ، مى الجبيلى ، آلاء محمد ، أحمد عصام ومروة حمدى. المعروف أن سيد درويش أحد أهم مجددى الموسيقى العربية، ولد في 17 مارس 1892 بحى كوم الدكة بمدينة الإسكندرية، التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل بالغناء في المقاهي وبعض الفرق الموسيقية؛ لكنه لم يحالفه الحظ واضطر أن يلتحق بطائفة البنائين وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله أثناء غنائه فى أوقات العمل، وكانا من أشهر المشتغلين بالفن وقتها، واتفقا معه على مرافقتهما في رحلة فنية إلى الشام عام 1908، بعدها أتقن أصول العزف على العود وكتابة المدونات الموسيقية وبدأت موهبته الموسيقية تنضج ولحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق، ومنذ سطوع نجمه قام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية الشهيرة آنذاك منها فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، ويعد سيد درويش من أوائل الفنانين الذين ربطوا الفن بالسياسة والحياة الاجتماعية، فقدم أغنية قوم يامصرى التى غناها أثناء ثورة 1919، نشيد بلادى بلادى الذى اقتبس فيه كلمات الزعيم الراحل مصطفى كامل وأغنية الحلوة دى التى غناها تضامنا مع الحرفيين والفئات العاملة بالمجتمع حيث جعل للموسيقى المصرية هدفا يتخطى الطرب إلى الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي، توفى سيد درويش فى سبتمبر 1923 عن عمر يناهز ال 31 عام تاركا بصمات فنية غيرت شكل الموسيقى العربية فيما بعد. أما الموسيقار رياض السنباطى ولد فى 30 نوفمبر عام 1906 ويعد أحد أبرز الموسيقيين العرب، واشتهر بتفرده فى تلحين القصيدة العربية، بلغ عدد مؤلفاته الغنائية 539 عملا تنوعت بين الأوبريت، الاسكتش، الديالوج، المونولوج، الأغنية السينمائية والدينية، القصيدة، الطقطوقة والموال، كما بلغ عدد مؤلفاته الموسيقية الخالصة 38 معزوفة، تعاون السنباطى مع أعظم المطربين أبرزهم أم كلثوم، منيرة المهدية، فتحية أحمد، صالح عبد الحى، محمد عبد المطلب عبد الغنى السيد، اسمهان، هدى سلطان، فايزة أحمد، سعاد محمد، وردة، نجاة وعزيزة جلال، حصل السنباطى على العديد من الجوائز والتكريمات منها وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس محمد أنور السادات، جائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس عام 1964، جائزة الريادة الفنية من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1977، جائزة الدولة التقديرية في الفنون والموسيقى، الدكتوراه الفخرية لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى من أكاديمية الفنون 1977، جائزة اليونسكو العالمية وكان العربى الوحيد من بين خمسة علماء موسيقيين فى العالم نالوا هذه الجائزة على فترات متفاوتة باعتباره موسيقيا مبدعا خلاقا، أثرت أعماله بشكل إيجابى في شعوب المنطقة العربية، ورحل السنباطى عن دنيانا صباح التاسع من سبتمبر عام 1981 تاركا إرثا فنيا ضخما شكل جزءًا مهمًا فى تاريخ الموسيقى العربية.