استبقت مجموعة من الشباب ماراثون الدعاية لانتخابات الرئاسة المصرية، التي سيفتح باب الترشح لها يوم 10 مارس المقبل، بتدشين حملة للتشجيع على المشاركة السياسية بعنوان «أنا الرئيس». تأتي هذه الحملة بعد مرور أكثر من عام على اندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، وتسابق الكثير من الوجوه على أمل تولي منصب الرئيس. ورغم الزخم الإعلامي على شاشات التلفزيون والفضائيات للقاءات مع المرشحين المحتملين للرئاسة، فإن الشباب قرروا تدشين حملتهم وتأسيس صفحة لها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. وتتضمن أسئلة الحملة، التي يطرحها الشباب في الشارع، الطريقة التي يرى بها المواطنون الرئيس القادم، والكيفية التي يمكن بها التأثير على إنجاح رؤيتهم عبر المشاركة السياسية. وبدأت الحملة تلقى صدى إيجابيا، خاصة بعد إجرائها حوارات مع عدد من المرشحين. مرشحون مغمورون ويرى مصطفى عبد المجيد المنسق العام ل "حملة أنا الرئيس" أن جيل الشباب لا يتابع شاشات التلفزيون بقدر ما يستخدم شبكة الإنترنت، وبالتالي ستكون هذه الوسيلة أكثر رواجا بين الشباب لاختيار الرئيس القادم. ويقول عبد المجيد إن "الإعلام يسلط الضوء على عدد محدود من المرشحين المعروفين، ولذلك فنحن نقوم بإجراء لقاءات مع كل المرشحين، سواء كانوا مشهورين أو مغمورين، فمن حق الشباب أن يتعرف على رؤية وأفكار المرشحين المغمورين، إذ من المحتمل أن تكون لهم رؤية أفضل من الأسماء المعروفة المطروحة على الساحة، وهم يقومون بعمل مؤتمرات شعبية للدعاية عن برامجهم الانتخابية، على سبيل المثال (المرشحان المحتملان) المستشار فايد النجار، وسامح إبراهيم عبد الرازق". ترحيب بالحملة ويتميز سن القائمين على حملة «أنا الرئيس» بالحداثة، وهو ما دفع القائمين على حملات المرشحين المحتملين للرئاسة إلى عدم أخذها على محمل الجد في بداية الأمر، ولكن عبد المجيد يوضح أن الأمر اختلف بمرور الوقت، بعد رواج الحملة، فأصبحت تلقى الترحيب من قبل المرشحين أنفسهم. وتوجد على صفحة «أنا الرئيس» ملفات صور للقاءات مع عدد من المرشحين المحتملين للرئاسة مثل عمرو موسى، وعبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي، ومحمد علي بلال، وبثينة كامل، إلا أن الفيديو المصور الوحيد على الصفحة كان مع الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد. توعية للشباب ويوضح عبد المجيد أن فكرة المبادرة كانت قائمة بالأساس على التوعية السياسية وبالتالي فهي تواكب أهم الأحداث مثال الاعتصام في ميدان التحرير في يوليو الماضي، للمطالبة بوضع دستور للبلاد، ثم تطرقت بعد ذلك لانتخابات البرلمان بغرفتيه المتمثلة في مجلسي الشعب والشورى ثم أصبح الحدث الأهم هو اختيار رئيس للجمهورية. ويقول منظمو الحملة إنها ستعمل في المرحلة القادمة على تنظيم لجنة إعداد كوادر من أجل التوعية السياسية للشباب وتأهيلهم لسوق العمل السياسي ولشغل مناصب في المجالس المحلية من خلال عمل الدورات التدريبية. و حول تسمية الحملة باسم «أنا الرئيس» أوضح عبد المجيد أنها "لا تقتصر فقط على مرشحي الرئاسة، وإنما للتوعية بأن كل شخص يجب أن يكون هو الرئيس في عمله، وألا نكون فقط تابعين لشخص بعينه، وإنما أن يشعر كل شخص بالثقة وأنه مسؤول عما يقوم به". * نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بتصرف.