هذه رسالة من القلب الي شيخنا الجليل محمد حسان صاحب مبادرة الاستغناء عن المعونة الأمريكية. والتي أطلقها من التلفزيون المصري يوم السبت قبل الماضي. يوم الفخر للشعب المصري الذى رفض الاستجابة لدعوي العصيان المدني, وأذكر أنني كنت علي الهواء في استوديو 27 قبل فقرة شيخنا الجليل وكانت مخصصة للتعليق علي أحداث الساعة, وقد التقيت مع شيخنا قبل وبعد فقرتي علي الهواء وتناول حديثنا الأوضاع الجارية, وكان شيخنا كعادته متألقا ولكنه ظل متكتما علي مبادرته المبهرة ولم يعلنها إلا علي الهواء مباشرة لتصل الي قلب 86 مليون مصري, والآن وبعد مرور ما يقرب من 10 أيام علي اطلاق المبادرة. أعلن عن قلق يساورني من سوء استغلال للأموال التي تتدفق من الشعب المصري العظيم, وأقول بصراحة إن تجربة سابقة مع النظام المخلوع لسداد ديون مصر, نتج عنها انتهاء الثقة بين الشعب والسلطة, حيث كشفت التحقيقات التي أجراها القضاء, قيام الرئيس المخلوع وولديه وزوجته بمعاونة بطانة السوء بالمتاجرة بالملايين التي جمعت من عرق ودماء المصريين. وحسب معلوماتي أن الذمة الخربة لهؤلاء دفعتهم إلي الضعط علي الدول صاحبة الديون لتخفيض الديون الي أرقام رمزية, قد تصل إلي حد التنازل عنها. في حين أن النظام المخلوع أعلن أرقاما خيالية لقيمة الديون, سرقها ثم حولها الي الحسابات الخاصة. يا فضيلة الشيخ انا متأكد من النية الحسنة وأشكرك علي تحركاتك ومقابلاتك لفضيلة شيخ الأزهر والدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء وعدد من أطياف المجتمع المصري. وفي نظري أن كل هذا ربما لا يكفي لضمان الاستفادة من كل مليم يسدده المصريون من قوتهم. وأري حتمية الابتعاد عن الحكومة ممثلة في وزارة المالية والابتعاد عن فتح أي حسابات لها صبغة حكومية، وهذا لا يعني عدم ثقتنا في الحكومة ووزرائها ولكن لمزيد من الشفافية. واقترح عليك يا شيخنا ما يلي: أولا، دعم صندوق العزة والكرامة الذي تأسس في الأزهر الشريف وتشكيل مجلس استشاري يضم رجال دين وقضاة واقتصاديين وشخصيات عامة. ثانيا، وضع برنامج مدروس يمكن الشعب من الاطلاع علي سير التبرعات وإعلان الشعب بشكل يومي أو أسبوعي عن ما تم انفاقه وما تم تحصيله وما تبقي في خزانة الصندوق. ثالثا، وضع نواة لإنشاء بنك جديد لادارة التبرعات وأقترح أن يطلق عليه بنك الفقراء ووضع تصور لقبول التبرعات العينية الي جانب المالية وأطمح في قيام البنك بتلقي أموال الزكاة وذلك علي اعتبار ان باب التبرعات سيظل قائما بمشيئة الله. رابعا، سن تشريع جديد يمنح المجلس الصفة القانونية والمستقلة بعيدا عن قبضة الدولة، ويقضي باختيار أمين أو رئيس المجلس بالانتخاب. خامساً، وضع ضوابط تمكن المجلس الجديد من رفض أو قبول عروض الحكومة بشأن المعاملات المالية. وتوسيع انشطة البنك في اقامة مشروعات تدر عائدا لصالح الفقراء. يا شيخنا أنت مسئول أمام الله وأمام 86 مليون مصري علي كل مليم يأتي من مواطن مصري مسكين تبرع من قوته برضاء نفس وعن طيب خاطر رغم حاجته الملحة لأقل من المليم ولعلك سعيد بالإقبال والتهافت من الفقير قبل الغني للتبرع, فلا تخزلهم أنت وشيخ الأزهر.