أكدت العديد من التقارير السياسية والإعلامية الصادرة فى العواصم العالمية أن سلطنة عمان تواصل القيام بدور مهم فى إطار مبادرات الدبلوماسية الإنسانية للمساعدة فى إطلاق سراح المحتجزين فى بعض مناطق الصراعات والحروب، وثمنت جهودها التى تؤدى الى عودة المحتجزين سالمين الى أوطانهم، وهو ما تتم استجابة لدور السلطنة فى المجالات المتعلقة بالمشاكل العالقة خاصة ذات الطابع الإنسانى وما يرتبط منها بحقوق الإنسان. من جانبه بث موقع قناة الحرة تقريرًا ذكر فيه أن جهود سلطنة عمان نجحت فى الإفراج عن كاهن هندى خطف فى اليمن منذ مارس 2016 إثر هجوم على دار للمسنين فى عدن نسب إلى متشددين، حيث تم خطف الكاهن الكاثوليكى توماس أوزوناليل، خلال هذا الهجوم الذى أوقع 16 قتيلًا بينهم أربع راهبات وندد به البابا فرنسيس آنذاك واصفًا الهجوم ب«الشيطاني». كما نشر الموقع صورًا للرهينة بعد إطلاق سراحه ويبدو فيها بصحة جيدة. وظهر فى إحداها وهو يهبط سلم طائرة عمانية، وفى أخرى فى قاعة تتصدرها صورة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان. امتدت ردود الفعل إلى نيودلهى، حيث أعربت شيما سوارج وزيرة الخارجية الهندية على تويتر عن «سعادتها بإعلان إنقاذ الأب توماس». فى مسقط ذكرت جريدة عمان : تم -تنفيذًا لتوجيهات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان- التنسيق مع الجهات اليمنية للمساعدة فى العثور على أحد موظفى الفاتيكان كان مفقودًا فى اليمن. تم ذلك تلبيةً لالتماس من حكومة الفاتيكان تقدمت به إلى السلطنة. وقد تم العثور عليه، ثم تم نقله إلى مسقط تمهيدًا لعودته إلى بلاده. وقد أعرب موظف حكومة الفاتيكان عن شكره لله سبحانه وتعالى، كما توجه بالشكر والتقدير للسلطان قابوس. وفى رجع صدى قوى تشهد المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام العربية والعالمية، اجماعًا مستحقًا ومتجددًا على الإشادة بسياسات ومواقف السلطنة بفضل هذه الاستحقاقات الإنسانية. كما تثمن الأممالمتحدة وكذلك المنظمات الدولية المعنية المبادرات الإيجابية للسلطان قابوس من أجل حل القضايا العالمية. وأعربت عن تقديرها لدوره الإنسانى للمساعدة فى إطلاق سراح المحتجزين، مما يعكس اهتمام سلطنة عمان بحماية وتعزيز حقوق الإنسان. كان الأمير زيد بن رعد الحسين المفوض السامى لحقوق الإنسان لدى الأممالمتحدة قد قام بزيارة للسلطنة، فى وقت سابق، حيث أكد على سعادته بزيارتها التى تعد الأولى منذ توليه منصب المفوض السامى لحقوق الإنسان، مشيدًا بما حققته بقيادة السلطان قابوس، خاصة فى مجال رعاية حقوق الإنسان، منوهًا عن أن دور اللجنة العمانية لحقوق الإنسان شاهدا على هذا الاهتمام ويسجل تطورا لافتًا يسهم فى تعزيزها وحمايتها. وتفيد التقارير السياسية والإعلامية أن هذا الدور العمانى ليس وليد هذه الأيام إنما بدأ القيام به منذ منتصف أول أعوام عقد السبعينيات من القرن الماضى، ويتم التأكيد عليه فى توقيت يواكب الاستعداد للاحتفال بالعيد الوطنى السابع والأربعين، والذى يتوج حصاد نحو نصف قرن منذ تولى السلطان قابوس مقاليد الحكم. وليست هذه المرة الأولى التى تنجز فيها السلطنة باقتدار مثل هذه المساهمات الإنسانية الخيرة. فعلى سبيل المثال لا الحصر نجحت الجهود العُمانية فى وقت سابق وفى مرات عديدة من قبل فى التوسط لتبادل الإفراج عن المواطنين العرب، والأوربيين، والإيرانيين المحتجزين فى عدة دول، وكان مطار مسقط الدولى هو محطتهم الأولى، فى طريق العودة الى الحرية. شمل ذلك محتجزين من امريكا، والسعودية، وبريطانيا، وتمَّ نقلهم إلى سلطنة عمان تمهيداً لعودتهم إلى بلدانهم. فلسلطنة عمان سجل حافل بمبادرات الدبلوماسية الإنسانية ولقد ضمت قائمة المفرج عنهم نساء محتجزات من فرنساوكنداوأمريكاوإيران. وفى وقت سابق أعلن مصدر مسئول فى وزارة الخارجية العمانية أنه تم تنفيذا لتوجيهات السلطان قابوس، تلبية التماس للحكومة الكندية للمساعدة فى الإفراج عن الدكتورة هوما هودفار الكندية الجنسية والمتحفظ عليها فى إيران، فقامت الجهات المعنية فى السلطنة بالتواصل مع الحكومة الإيرانية التى أفرجت عنها، وتم نقلها من طهران إلى مسقط على متن طائرة تابعة لسلاح الجو السلطانى العمانى، وذلك تمهيدا لعودتها إلى كندا. على الصعيد الرسمى أعربت الحكومة الكندية عن بالغ الشكر للسلطان قابوس للدور المهم الذى قامت به السلطنة للإفراج عنها. ومن جانبها أعربت الدكتورة هودفار عن خالص تقديرها لما حظيت به من رعاية إنسانية من لدن السلطان قابوس لتسهيل عملية اطلاق سراحها. وبعد ذلك بأيام معدودات أعلن فى مسقط وباريس انه تم تنفيذا لتوجيهات السلطان قابوس، تلبية التماس آخر للحكومة الفرنسية بالمساعدة فى معرفة مصير المواطنة الفرنسية نوران حواس، التى كانت مفقودة فى اليمن منذ شهر ديسمبر الماضى. وقد تمكنت الجهات المعنية فى السلطنة وبالتنسيق مع بعض الأطراف اليمنية من العثور عليها فى اليمن ونقلها إلى السلطنة ثم إلى فرنسا. فور وصولها سالمة أعربت عن خالص تقديرها للسلطان قابوس لإطلاق سراحها. وأكدت أن هذا الأمر لم يكن لينجح لولا الجهود الحثيثة التى بذلتها السلطنة فى سبيل الإفراج عنها. نتيجة لذلك وجه الرئيس الفرنسى الشكر الى السلطان قابوس، وكل الأطراف التى أسهمت فى تحرير "نوران حواس" الفرنسية التونسية الأصل وهى موظفة باللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأشاد بيان للرئاسة الفرنسية – بشجاعتها معربا عن تقديره للعاملين باللجنة التى استعادت بذلك واحدة من أفرادها الذين يساعدون السكان المتضررين فى النزاعات المسلحة. من جانب آخر توجهت الخارجية التونسية بالشكر إلى السلطنة التى قادت وساطة الإفراج عنها. وقالت الخارجية التونسية فى بيان لها إنها تعبر عن ارتياحها لهذا النبأ السار. وأوضحت أنه منذ اختطافها عملت على حشد المساعى من خلال بعثاتها، وخاصة فى مسقط وجنيف وباريس من أجل الإفراج عنها وعودتها سالمة. وقالت الخارجية التونسية إنها «تتوجه بالشكر إلى كل الجهات التى أسهمت فى إطلاق سراحها وخاصة السلطات العمانية. من جانبه قال الصليب الأحمر عبر بيان له نتقدم بالشكر للسلطان قابوس ثم لكل من أسهم فى تسهيل عملية الإفراج عن نوران حواس. كما أكدت تقارير سياسية نقلا عن مصادر دولية ان سلطنة عمان هى الدولة الخليجية الوحيدة التى لم يعتقل منها أى مواطن فى «جوانتانامو»، ورغم ذلك فهى تعد الوجهة الأساسية للمحتجزين المنقولين من المعتقل، وذلك لأسباب إنسانية، تعكس الاهتمام برعاية حقوق الإنسان،ليس فى السلطنة فحسب، وإنما على الصعيد العالمى أيضا. وفى سياق متصل كانت سلطنة عمان قد نجحت فى مرحلة سابقة فى مساعدة الجانب الأمريكى فى إخلاء البعثة الدبلوماسية من اليمن لدواعٍ إنسانية، إثر بدء المعارك، حيث قامت بتأمين ذلك. وقد أصدرت وزارة الخارجية العمانية بياناً ذكرت فيه أنه تنفيذا لأوامر السلطان قابوس، قامت السلطنة بالتنسيق مع الأطراف اليمنية، بتأمين وتسهيل عملية نقل أعضاء البعثة إلى السلطنة، عبر طائرة تابعة لسلاح الجو السلطانى العمانى،ثم غادروها إلى بلادهم فى ذات اليوم. وفى واشنطن : أشادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية بدور سلطنة عمان فى تسهيل خروج سلس لطاقم السفارة. وأضافت «نحن ممتنون كذلك لدور حكومة سلطنة عمان والدور القيادى للسلطان قابوس بن سعيد لتأمين مغادرة سريعة وخروج آمن لطاقم سفارة الولاياتالمتحدة». وأوضحت أن طاقم السفارة من المواطنين الأمريكيين غادر صنعاء على متن طائرة عمانية إلى مسقط، لافتة فى الوقت نفسه إلى أنهم قد غادروها بعد ذلك إلى أمريكا، مخلفين وراءهم الطواقم المحلية للسفارة. وبذلك تسهم السلطنة تنفيذا للسياسات التى يوجه بتنفيذها السلطان قابوس فى احلال السلام العالمى ودعم الاستقرار الاقليمى من خلال استخدام آليات متعددة تؤدى إلى تفعيل القوة الناعمة للدبلوماسية العمانية، التى تعكس جهودها الحرص على المبادأة ببذل أقصى جهد ممكن من أجل صنع السلام وغرس البذور الأولى لشجرة الأمن والأمان لتظلل أغصانها ربوع العالم، لكى لا تسيل قطرة دم واحدة بسبب المنازعات او الحروب من أى إنسان فى اى مكان، أيا كانت ديانته أو جنسيته.