أكد دبلوماسيون نجاح مشاركة مصر فى قمة "بريكس" التى عقدت فى الصين، بعد أن استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي إعادة طرح مصر من خلال إمكانياتها الواعدة، التى تمثلت فى مشروعات محور تنمية قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع المليون ونصف المليون فدان، فضلًا عن المشروعات السياحية. وأوضح الدبلوماسيون، أن مصر عليها أن تخرج من هذه القمة بوعد انضمامها لها فى المستقبل القريب لما فى ذلك من فوائد ومصالح كبيرة للدولة المصرية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي بزيادة حركة التجارة الخارجية والتصدير، فضلا عن استيراد المنتجات بأسعار تفضيلية. وشارك الرئيس السيسي فى قمة "بريكس" التى عقدت يومى الأحد والإثنين وتضمم "الصين، روسيا، الهند، البرازيل، جنوب إفريقيا"، وألقى كلمة أشار فيها للإصلاحات الاقتصادية التى اتخذتها مصر خلال الأشهر القليلة الماضية وأبرزها تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية وإصدار قانون الاستثمار إضافة إلى المشروعات القومية التى تقوم بها الدولة حاليا لزيادة نمو الاقتصاد المصري. وأعلنت وزيرة الاستثمار سحر نصر، توقيع مصر خلال القمة ثلاث اتفاقيات أولهما خاصة بالاستثمار بقطاع الكهرباء وتشمل ضخ استثمارات بقيمة مليار دولار في هذا القطاع الهام، الاتفاقية الثانية خاصة بإنشاء قطار بالكهرباء لتطوير خطوط السكك الحديدية والنقل الجماعي، إلى جانب منحة ب45 مليون دولار أمريكي من الصين لإنشاء القمر الصناعي "مصر سات2". ولفتت نصر، إلى أن الرئيس سيلتقي عدد من الشركات الصينية الكبري بعضها لديها استثمارات في مصر، والبعض الآخر حريص في الاستثمار بمصر في أهم المشروعات القومية مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة. وأشارت إلى أن دول البريكس مرت بنفس الصعوبات التي تعيشها الدول النامية ونجحت في التخلص منها، وبالتالي التعاون سيكون أعمق وأكثر فائدة. وفى هذا الصدد، قال السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مشاركة مصر فى قمة "بريكس" لها فوائد ومميزات عديدة فى ظل اللقاءات التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رؤساء الصينوروسياوجنوب إفريقيا ورئيس وزراء الهند. وأضاف الصفتى، فى تصريحات ل"بوابة الوفد"، أن لقاءات الرؤساء المباشرة يستفيد منها الجميع بشكل قوى وتتضح فيها مسائل وأمور كثيرة ويستطيع من خلالها الرؤساء تقييم بعضهم البعض عن قرب وتتيح لهم فرصة شرح الموضوعات والقضايا التى تهم بلادهم، مشيرا إلى أن مصر يجب أن تخرج من هذه القمة بوعد بالانضمام لمجموعة "بريكس" لأنها دول واعدة جدا للتنمية. وأوضح مساعد وزير الخارجية، أن انضمام مصر لهذا التجمع يحقق مزايا كبيرة لنا أبرزها زيادة حركة التجارة الخارجية وارتفاع تصدير المنتجات المصرية لهذه الأسواق واستيراد منتجاتها بأسعار تفضيلية مناسبة. ولفت إلى أن لقاء الرئيس السيسي بالرئيس الروسي بوتين يحقق هدفين لمصر أولهما الاتفاق على عودة السياحة الروسية بعد توقفها منذ 2015، فى ظل امتلاك مصر أسلحة للتفاوض مع روسيا منها شراء مفاعلات نووية بقيمة تقترب من 30 مليون دولار، والهدف الثانى هو محاولة تخفيض مبلغ ال30 مليار دولار أو تسهيل شروط السداد لأنه يجب إنهاء الأمور العالقة بين الجانبين قبل زيارة بوتين لمصر التى أعلن عنها لوضع حجر أساس محطة الضبعة النووية. السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن مشاركة مصر فى قمة "بريكس" كانت جيدة لأن الرئيس عبدالفتاح السيسي استطاع إعادة طرح مصر من خلال إمكانياتها الواعدة التى تمثلت فى مشروعات محور تنمية قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع المليون ونصف المليون فدان، فضلا عن المشروعات السياحية المنتظرة فى البحر المتوسط والبحر الأحمر. وأضاف القويسني، أن أهمية مشاركة مصر فى هذه القمة تكمن فى أن هذا التجمع الاقتصادي مهم للغاية ويتضمن دولا كبيرة صاعدة تسعى إلى عولمة العالم بشكل أكثر رشدا بعيدا عن الاحتكار ومشروطية التنمية حيث إنها تسعى لعولمة رشيدة ونظام نقدي ومالى جديد بعيدا عن البنك والصندوق الدوليين، وبالتالى انضمام مصر لهذا التجمع مسألة مفيدة جدا. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن مصر تربطها علاقات تاريخية وتعاون جيد مع أعضاء هذا التجمع خاصة الصينوروسياوالهند ومن المناسب جدا لمصر أن تعيد عملية تنويع سياستها الخارجية لأننا نشهد حاليا بذوغ عالم متعدد الأقطاب وفى إطار هذا العالم تظهر عدد من التكتلات، لافتا إلى أن مصر لن تستطيع الانضمام لهذا التجمع إلا بعدما يتعافى الاقتصاد وتحدث به طفرة تجعل الناتج الإجمالى لنا متناسبا مع نظيره فى دول البريكس. وحول لقاء الرئيس السيسي بالرئيس الروسي بوتين، أوضح القويسني، أن العلاقات المصرية الروسية خلال الفترة الأخيرة شهدت بعض الخلل ما كان يستدعى إجراء لقاء بين الرئيسين خاصة قضية السياحة الروسية والمنفعة المتبادلة بين الدولتين من خلال إنشاء محطة الضبعة النووية كما أن روسيا تسعى إلى وجود دور مصري فى ترتيبات الاستقرار بسوريا لضمان تحقيق هذه الترتيبات. فيما قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قمة "بريكس" تحد عظيم لمصر، وفرصة للتوسع في المزيد من الأسواق الخارجية، ونحن قادرون على هذا التحدي. وأضاف بيومي، أن هذه القمة تعود بالفائدة على باقي الدول وليست مصر فقط، مشيرا إلى أن من صالحنا مواصلة تحرير التجارة وجذب الاستثمار كسياسة عامة، فقد وقعنا الاتفاق العربي فأصبح العرب يمثلون 20% من تجارة مصر، ودخلنا المشاركة الأوربية فارتفعت صادراتنا من 3 مليار دولار فى 2003 إلي 13 مليار دولار فى 2010، وبنفس الحال تضاعفت تجارتنا مع الكوميسا 3 مرات. وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن روسيا كانت سوقنا الكبير، والصين أكبر مصدر وثاني أكبر مستورد في العالم وأكبر جاذب للاستثمار في العالم، والبرازيل كانت أكبر مصدر للحوم إلينا حتى وقت قريب بل وطائرات التدريب التورنادو، كما أن جنوب أفريقيا هي الشريك الافريقي الأكبر والأقرب لحجم اقتصاد مصر، مؤكدا أن مصر يمكنها استعادة كل ذلك مرة أخرى والاستفادة منه بمشاركتها فى قمة "بريكس".