قبل أن تقرأ: حتي الأستاذ هيكل تعرض ل «التجريف» في عهد مبارك!.. لقد اخفي علينا وقائع لقاءاته بتشريفاتي مبارك المدعو حسين سالم ولم يكشف لنا شيئا عن هدايا العرب ل «سوزان» ومنحة زايد لمبارك البالغه 30 بدلة «أرماني».. والأسوأ انه لم يبلغ النائب العام بما نما إلي علمه من ضبط حسين سالم في الإمارات وبحوزته 450 مليون يورو, اثناء الثورة, وأن عمر سليمان -لا طابت أيامه - طلب من الإماراتيين تركه يخرج بهدوء آنذاك ولا نعرف مصير هذه المبالغ الآن كما لانعرف ما موقف «الطريد» رشيد أحمد رشيد من كشف تفاصيلها.. فهو مذعور من كشف المستور.. ولا عزاء لمصر في الجميع.. رئيساً أو نائباً.. كاتباً أو مشيراً أو وزيراً أو جنرالاً!! والسؤال الملح الآن هو: أين ذهب جنرالات المجلس الأعلي؟.. لماذا اختفوا هذا الاختفاء الملغز؟.. بل وأين ذهب المجلس الاستشاري ورئيسه وبقية من لم يستقيلوا منه؟.. أين اختفوا؟.. هل اختبأواعلي مقربة منا أم منه؟.. ليتيحوا الفرصة للفريق سامي عنان ليبشرنا بالأخبار السارة التي شوقنا لانتظارها عندما قال انتظروا أخباراً سارة قريباً؟.. وما تلك البشري.. هل هي تنحي المجلس العسكري في ذكري «التنحي»؟ (أم أنها كما قلت سابقاً في «تويت» علي سبيل المزاح والتكهن: المنحة يا ريس).. هل اختفوا ليعطوا الفرصة للشعب المصري «اللي ساكت علي الشعب المصري التاني» - كما قال المشير - لكي يتصرف ويقوم بتأديب هؤلاء المصريين الخارجين علي «القانون المؤيد لممارسات المجلس العسكري».. الذين يثيرون الفتنة في ميادين التحرير في مصر كافة.. ويشعلون نار الغضب تجاه العسكر, وهو ما رأيناه في اعتداءات بلطجية كثر علي حملات «مصريين» و«كاذبون» هؤلاء المصريين علي رحيل ومحاكمة العسكر.. والاعتداء علي عروضهم.. وما رأيناه أيضاً - مؤخراً - من تكرار الاعتداءات علي المرشحة للرئاسة بثينة كامل.. وكذلك محاولة الاعتداء علي نائب المصريين الأحرار محمد أبوحامد الذي ازعج بعض النواب بفضح استخدام الشرطة لطلقات الخرطوش في مواجهة المتظاهرين.. كما نراه في نوع آخر من (ا ل ت ج ري ف-التجريف) أو المسخ - لا فرق - يمارسه نفر من الذين مسخهم رأس النظام الساقط.. فتري أحدهم من شدة المسخ يهاجم بشدة المجلس العسكري في المساء علي قناته الفضائية, ثم يذهب في الصباح «من بدري وبعد تزغيط البط والوز» إلي قاعدة رأس التين بالإسكندرية.. ليخطب في الجموع من أهالي الضباط والجنود مؤيداً للمجلس العسكري؟!.. وتري آخر من شدة الغضب - وهو الدكتور ممدوح حمزة - ينسب إليه تسجيل صوتي يشير في بعض فقراته إلي بحثه مع آخرين في إمكانية استخدام قناة السويس وتعطيل الملاحة بها في إشعال الصراع مع النظام (بعسكره وحكومته وبرلمانه).. وكل ما من شأنه تدويل الصراع المصري الداخلي علي السلطة, وهو أمر مرفوض تماماً.. وأطالب د. حمزة بألا يفعل مثلما يفعل العسكر ويتجاهل الرد والاتهامات بهذا الخصوص, وأطالبه بكشف حقيقة هذا التسجيل الصوتي الغريب له وإلا فإنني أبشره بأن كل تأييد مكتوب منح له اعتبر فيه «أيقونة ثورية» سوف يسحب منه يوماً بعد يوم. أعود للجنرالات الذين اختفوا من المشهد قبل فترة ولم يعودوا يقومون ب «اللف والدوران» علي الفضائيات ليلاً بكل مافي معني الكلمة من اللف والدوران بالفعل..لقد اقلعوا عن ذلك واكتفوا ب «آدمن» صفحاتهم علي فيس بوك وبأبواقهم في الصحافة وتليفزيون الدولة.. الذي يكاد المريب فيه يقول خذوني, فها هو خيري حسن «التليفزيوني» (وليس الصحفي بالوفد) يتلعثم ويضيع بين سطور ينثر كلماتها هنا وهناك دون رابط فتارة الثوار في حديثه هم أنبل وأشرف ثوار مصر.. وتارة هم يريدون إسقاط مصر والتآمر عليها بالدعوة للعصيان المدني؟.. وأحسب أن الجنرالات اختفوا بعدما تأكدوا أن ممارساتهم تخصم دوماً من رصيدهم وانهم يضعفون يوما بعد يوم وأن الناس باتت مقتنعة بأن أي تجاوز أو انتهاك لن يكون صاحبه بمأمن من العقاب.. حسناً لماذا لم يستمعوا قبلاً إلي صوت العقل؟.. لماذا لم يمضوا في الشوط الثوري إلي غايته المحتومة وإلي التوحد مع الثوار بالعديد من الأشكال والأساليب التي طرحت عليهم ولفظوها حتي اصبح التنحي بالنسبة لهم منحة بل محنة حقيقية.. أيها الجنرالات العظام لا أخفيكم أن طريق العودة الي معركة بناء الوطن الحقيقية لا تزال ممكنة, رغم بزوغ نجم الإخوان والسلفيين الآن.. فقط اعتذار نهائي عن كل أخطاء المرحلة الانتقالية.. ووعد وعهد بعدم العودة لارتكاب هذه الاخطاء.. واحترام السلطة التشريعية الحالية وعدم ممارسة أي ضغوط عليها.. وإتاحة الفرصة لتشكيل حكومة ائتلافية من كافة التيارات تجري في ظلها انتخابات رئاسية.. والعمل علي إجراء تغيير أساسي في وزارة الإعلام ينقلها من التبعية للاستقلال.. والوقوف بقوة خلف إنشاء برلمان مواز يحتوي كل الثوار, تنقل أيضاً جلساته علي الهواء ويحدث حوار بينه وبين البرلمان الشرعي حول القضايا الوطنية.. وهذا في تقديري مخرج آمن للمجلس العسكري؟ بعد أن قرأت: سوف تكتشف أن «التنحي» ليس منحة بقدر ما هو محنة.. وكل هذا صنعه المجلس الأعلي للقوات المسلحة وعليه أن يواجه هذه الاشكالية بحلول جديدة أو الكارثة!