إهمال شديد يطول مسجد عمر مكرم، "مسجد الثورة"، والذي يعد قبلة للعديد من مصلى ومتظاهرى ميدان التحرير. المسجد الذى يوجد فى أحد جوانب الميدان، وكان بمثابة فندق ومستشفي بل ومركز إعلامي، أثناء فترة الثورة، يتعرض الآن لإهمال جسيم، بسبب الضغط الهائل من المتظاهرين، وتحول إلى وضع يرثى له، خاصة إذا ما علمنا أنه كان أحد معالم القاهرة. المسجد الأشهر للثوار ومعتصمي التحرير يئن من الإهمال، وسوء الإدارة، فأول ما تطأ قدماك المسجد تشم رائحة كريهة، من هول عدد الأحذية به، بالإضافة إلى اتخاذه كمكان للنوم من قبل بعض المتظاهرين، وإن شئت قل المتسولين. بعدما تمر عيناك على بطاطين النائمين، وأحذية المصلين، تجد أمامك صنابير متهالكة وقمامة في كل مكان، حمامات غير آدمية، ودورة مياه رديئة، بجانب تحطم زجاج النوافذ، فضلاً عن الملصقات التى تشوه جدرانه الخارجية. عبد الفتاح عبد المعز، مشرف نظافة بالمسجد، يقول إن عدد عمال النظافة بالمسجد أربعة، ويرجع سبب عدم النظافة إلى الضغط الهائل والمتوالى من معتصمى التحرير عليه، مضيفاً أن المسجد يدخله يومياً ما يزيد على ثلاث آلاف مصلي. وأشار عبد المعز إلى أنه ما إن يتم إصلاح شىء بالمسجد إلا ويقع حادث مفاجئ يجعل المسجد يكتظ بالمتظاهرين ويتحول إلى مستشفى ميدانى ومخزن للأدوية. وأكد عامل المسجد أنه لا يمكنه التعرف على هوية المصلى، لافتاً إلى حدوث بعض حالات السرقة داخل المسجد، موضحاً أن غياب عنصر النظافة من قبل بعض المصلين هو الأساس. يذكر أن المسجد، هو الوحيد الموجود بالميدان، ويتحول إلى مستشفي ميداني فى أوقات الطوارئ الثورية، مثل أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، فضلاً عن كونه مركزا إعلاميا ومأوى للصحفيين والمراسلين من الملاحقة الأمنية طوال مدة الثورة. "بوابة الوفد" وحرصاً منها على المهنية حاولت معرفة رد الشيخ عمر مكرم، خطيب وإمام المسجد، إلا إنه لم يرد على الهاتف. شاهد الفيديو: