قبل أن أغادر برج مغيزل توجهت إلى الوحدة الصحية لأسأل عما تقدمه من خدمات صحية للمواطنين، فوجدت بمبنى فخم، حديث البناء، تقول لافتة تأسيسه إنه تم تشييده عام 2008 فى عهد المحافظ أحمد زكى عابدين. وداخل المبنى المكون من طابقين وجدت حجرات عديدة، على باب كل منها لافتة تقول هذه عيادة كذا، فهذه عيادة الجراحة وتلك عيادة الأسنان وإلى جوارها عيادة الباطنة، وبالقرب منها عيادة النساء، وعيادة الرمد.. وهكذا توجد عيادات بعدد كل أقسام الطب وفروعه، وفى كل منها الأجهزة الطبية الخاصة بها. ورغم هذا العدد الكبير من الحجرات الموزعة على طابقين، لم أجد فى الوحدة الصحية التى تحمل اسم وحدة طب الأسرة طبيباً واحداً، ولا حتى ممرض، ولا حارس يحمى كل هذه العيادات من عبث العابثين.. كانت الساعة تقترب من الثالثة عصراً، فجلست داخل حجرة الاستقبال انتظاراً لوصول أحد من العاملين بالوحدة، ولكن الذى وصل كان شاباً صغيراً اسمه «علاء» - كما عرف لى نفسه - جاء يشكو من ارتفاع فى درجة الحرارة، ولما وجدنى بالحجرة تخيل أننى الطبيب، ولم يشك لحظة فى غير ذلك، وهكذا وجدت الفرصة سانحة لكى أقوم بدور الطبيب. كان بإمكانى أن أكتب ما أشاء من أدوية لمن أريد، وأن أكشف على كل من يتردد على الوحدة، وتوثيقاً لهذا الحال التقطت عدة صور لكشف طبى داخل عدد من عيادات الوحدة الصحية ببرج مغيزل.. وبعدها خرجت وكأن شيئاً لم يكن!