شهد الحرم المكي مراحل تاريخية مختلفة من التوسعة التي قادها الملك عبد العزيز - رحمه الله - ففي عام 1344ه أمر بتشكيل إدارة خاصة سميت مجلس إدارة الحرم، والتي عملت على إدارة شؤون المسجد الحرام ومراقبة صيانته وخدمته، وفي عام 1346ه تم ترميم أروقة المسجد الحرام وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح قبة زمزم، وتركيب مظلات لوقاية المصلين من حرارة الشمس، وتبليط ما بين الصفا والمروة بالحجر. وفي شعبان 1347ه تم تجديد مصابيح الإنارة في المسجد الحرام وزيادتها حتى بلغت نحو ألف مصباح، وفي 14 صفر 1373ه أنير المسجد الحرام، وتم وضع المراوح الكهربائية فيه، وسميت بالتوسعة السعودية الأولى. وأصبحت مساحة المسجد الحرام بعد التوسعة الأولى تستوعب أكثر من ثلاثمائة ألف مُصَلٍّ في وقت واحد، وفي صورة اعتيادية مريحة، وفي حالات الزحام تستوعب أكثر من 400 ألف مصل. أما التوسعة السعودية الثانية فقد استمر العمل فيها بصورة متجددة من عام 1375ه إلى عام 1396ه على أربع مراحل. ولم تتوقف أعمال توسعة الحرم المكي على عهد قادة المملكة بل سعوا إلى تقديم كل ما يخدم راحة الحجاج، ففي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي وضع في (سبتمبر) 1988 حجر الأساس لأكبر توسعة للحرم المكي في حينها، وشملت إضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية، والاستفادة من السطح العلوي للمسجد، والذي وصلت مساحته إلى 61 ألف متر مربع. ووصل استيعاب الحرم لأكبر عدد من المصلين آنذاك، ليصل إجمالي القدرة الاستيعابية للحرم 1.5 مليون مصلٍ، كذلك تم بناء مئذنتين جديدتين ليصبح إجمالي عدد المآذن وقتها 9 مآذن بارتفاع 89 مترًا للمئذنة. ومع تزايد أعداد زوار بيت الله الحرام أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بالبدء في مشروع توسعة جديدة تهدف إلى إحداث أكبر توسعة للحرم المكي الشريف، تتناول تطوير الحرم في مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية. ولضخامة المشروع وتنوع أبعاده كان من الضروري تقسيمه إلى ثلاث مراحل، وهدفت المرحلة الأولى إلى توسعة مبنى الحرم المكي ليستوعب أكبر عدد ممكن من المصلين، ويتوقع أن تصل إلى مليوني مصلٍ في وقت واحد. وتضمنت المرحلة الأولى توسعة مبنى الحرم المكي ليستوعب أكبر عدد ممكن من المصلين، ويتوقَّع أن يصل إلى مليوني مصلٍ في وقتٍ واحد. أما الثانية فتهدف إلى توسعة الساحات الخارجية للحرم المكي لتضم دورات مياه وممرات وأنفاقًا، إضافة إلى مرافق أخرى، ومن شأن هذه المرحلة تسهيل دخول وخروج المصلين وزوار بيت الله الحرام. وتعنى الثالثة بتطوير منطقة الخدمات التي تعد أحد أهم المرافق المساندة وتشمل محطات التكييف، ومحطات الكهرباء، إلى جانب محطات المياه وغيرها من المحطات التي تقدِّم الدعم اللازم لمنطقة الحرم. وقد دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله – العام الماضي خمسة مشروعات جديدة ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام بمكةالمكرمة، هذه التوسعة التي تأتي امتدادًا للتوسعات التاريخية السابقة التي بدأت بأمر الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة. وتشمل هذه التوسعة التاريخية بإجمالي المسطحات لكامل المشروع 000 . 470. 1 متر مربع ليتسع المسجد الحرام لأكثر من 000. 850 . 1 مصلٍ، وللمشروع بوابات أوتوماتيكية تُدار من غرف خاصة للتحكم بها عن بعد بإجمالي عدد أبواب المشروع 78 بابًا بالدور الأرضي تحيط بمبنى التوسعة. ويحتوي على أنظمة متطورة منها نظام الصوت بإجمالي عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة، وكذلك نظام إنذار الحريق ونظام كاميرات المراقبة بإجمالي عدد كاميرات يبلغ 6635 كاميرا لكامل المبنى وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي. لترتفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف من (19) ألف طائف بالساعة إلى (30) ألف طائف بالساعة، ليبلغ عدد الطائفين في جميع أدوار الحرم إلى (107) آلاف طائف في الساعة. وتستأنف مجموعة «بن لادن» الشهر المقبل توسعة بقيمة 26.6 مليار دولار للمسجد الحرام في مكة، بعد عامين تقريبا من توقف العمل في أعقاب سقوط رافعة في الموقع ما أودى بحياة 107 أشخاص. وبحسب ما نقلته وكالة «رويترز» عن مصادر مطلعة، سيستأنف العمل بعد انتهاء مناسك الحج. وتوقفت أعمال توسعة المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به لاستيعاب المزيد من الزائرين، وذلك في الوقت الذي فرض فيه انخفاض أسعار النفط ضغوطا على ميزانية السعودية. وتستفيد الحكومة حاليا من انتعاش محدود في إيرادات النفط وتحرص على استئناف العمل في مشروعات كبيرة للسياحة الدينية والبنية التحتية في إطار سعيها لتنويع موارد الاقتصاد، بدلا من الاعتماد على صادرات النفط. وقالت المصادر إن وزارة المالية خصصت جزءا من موازنة العام الحالي لمشاريع رئيسية وإنها أجرت محادثات مع «بن لادن» في الأسابيع الأخيرة بشأن استئناف عدة مشروعات كبيرة. وقالوا إن الوزارة تعهدت بتقديم مدفوعات ستسمح للمجموعة بدفع أجور موظفيها. وكانت مصادر قد أعلنت في وقت سابق أن العمل سيستأنف في مشروع حكومي آخر متوقف تشارك فيه مجموعة «بن لادن»، وهو بناء فندق «أبراج كدي» في مكة.