شركات السيارات في ورطة

سيارات 2018 «على الأبواب» وموديلات 2017 «مكدسة»
الوقود رفع مصروف السيارة إلى ألفى جنيه شهرياً
العروض خفضت الأسعار بنحو 15 ألف جنيه للسيارة .. والتجار «بلاها أرباح»
تعانى شركات السيارات من حالة ركود غير مسبوقة منذ قرار تعويم الجنيه فى 3 نوفمبر الماضى لدرجة أن المخارن والمعارض تعانى تكدس السيارات لديها فى ظل ضعف عمليات البيع الى مستويات غير مسبوقة.
العروض الكبيرة والخصومات وتسهيلات السداد التى تقدمها شركات وموزعو السيارات، فشلت فى حلحلة السوق من حالة الركود التى ضربت القطاع دون هوادة بسبب ارتفاع الأسعار الى مستويات فاقت طاقة المستهلك. وعلى ما يبدو فإن المصائب لا تأتى فرادى فقطاع السيارات الذى عانى من ضربة التعويم تلقى ضربة جديدة تمثلت فى ارتفاع أسعار الوقود والمحروقات وهو الأمر الذى فرمل حركة البيع الضعيفة أصلاً.
فى ظل هذه المتغيرات الكبيرة التى شهدها قطاع السيارات بقيت أسعار السيارات «نار» بعد أن صعدت لمستويات جنونية جعلت الخصومات المقدمة لا تغنى ولا تشفع عند المستهلك.
شركات وموزعو السيارات اضطروا إلى تقليل هامش الربح الى الحد الذى يكفى لإدارة النشاط، إلا أن هذا العرض أيضاً لم يتمكن من تهدئة نار الأسعار الى القدر الذى يمكن معه إعادة حركة التسويق لمعدلاتها الاعتيادية.
قرب طرح موديلات 2018 يمثل هاجسا حقيقيا لكل شركات السيارات لأن موديلات 2017 مكدسة فى المعارض والمخازن وهو ما يعنى أن هذه الشركات مضطرة للبحث عن أية وسائل ممكنة لتصريف سيارات 2017 قبل أن تتحول إلى عبء حقيقى من شأنه تكبيد هذه الشركات خسائر لأن أسعارها مرشحة للتراجع باعتباره كسر الزيرو بعد وصول سيارات 2018.
قال «سامح العسيلى» نائب مدير عام المبيعات «الأبيض أوتوموتيف»: إن الفترة الحالية تشهد حالة من الركود فى المبيعات جراء ارتفاع الأسعار لأسباب عديدة، منها هبوط سعر صرف الجنيه أمام الدولار، وارتفاع اسعار الوقود، وأشار إلى أن هذه الحالة جعلت الشركات تلجأ لتقديم عروض لتنشيط المبيعات حالة السوق، ومن بين هذا العروض انخفاض فى سعر السيارات موديل 2017 لتسجل سيارة نيسان صنى 185 ألف جنيه بدلاً من 200 ألف جنيه.
وأضاف: سجلت سيارة «النترا» 226 ألف جنيه بدلاً عن 271 الف جنيه، فيما بلغ سعر سيارة «النترا AD» ال300 ألف جنيه بدل من ال323 ألف جنيه مشيراً إلي أن سعر سيارة شيفروليه تراجع إلى 345 ألف جنيه بعد أن كان 355 ألف جنيه، كما سجل سعر سيارة KIA سعر ال290 ألف جنيه بدلاً من ال315 الف جنيه.
وذكر أن أسعار السيارات الصينى ومن بينها سيارة «شيرى تيجو» سجلت سعر ال220 ألف جنيه بدلا من ال247 ألف جنيه كما سجلت سيارة «شيرى إنفى» سعر ال135 ألف جنيه بدلا من ال145 ألف جنيه.
وقدر «العسيلى» فاتورة استهلاك السيارات من الوقود بنحو يتراوح بين ألف إلى ألفي جنيه شهرياً بعد زيادة أسعار الوقود. وأضاف: أصحاب معارض السيارات يبحثون عن أى وسيلة لتصريف ما لديهم من موديلات 2017 قبل قدوم سيارات 2018 بعيداً عن البيع بخسارة، لكنه يرى أنه من الصعب على أى معرض أن يبيع بالخسارة، لكنه فقط من الممكن أن يبيع بأسعار يفقد بها جزءا من المكسب أو التخلى عن المكسب، وبالتالى فهو لا يزيد من أرباحه، ولكن يحاول إعادة رأسماله مرة أخرى فقط، لخلق سيولة يستفيد منها لشراء سيارات جديدة لموديل 2018، التى على الأبواب «العربيات كلها زادت بنسب عالية وحركة البيع انعدمت والمشترى يقف مذهولا من تلك الأسعار»، شراء السيارات لم يعد فى متناول الطبقات ميسورة الحال، وذلك خلق حالة واضحة من الركود.
وأشار إلى أن حالة الركود لا تزال تلقي بظلالها على سوق قطاع السيارات هذه الفترة أرغمت الشركات على تقديم عروض ترويجية لتنشيط قطاع السيارات، وهذا قد يعطى لبعض التجار مساحة لتخفيض سعر السيارة لإتمام عملية البيع، الأمر الذى جعلهم يتجهون لاتخاذ إجراءات بتقليل هامش الربح الخاص بهم من عمليات البيع سواء من الوكلاء أو الموزعين والتجار، كمحاولة لجذب المشترى، والتخفيض فى أسعار بعض السيارات 2017.
من جهته قال «سامح» صاحب معرض سيارات مستعملة بحلوان: إن قطاع السيارات يواجه أزمة شديدة لم تمر بها منذ سنوات، وحالة الركود مستمرة منذ فتر 3 نوفمبر الماضي 2016 وما زالت حتى الآن تضرب سوق السيارات، خاصة أن موديلات 2018 على الأبواب، ومن الأزمات التى خلقت الركود فى قطاع السيارات تعويم الجنيه الذى ضاعف بعض أسعار السيارات إلى ضعف الثمن 100%، وارتفاع البنزين والسولار وجميع المواد البترولية تدريجياً أثر بصورة كبيرة أيضاً على سوق السيارات التى رفعت نسبة الركود فى قطاع السيارات «1600 سى سى» وما تحتها إلى 70% وأثرت على قطاع السيارات بداية من «2000 سى سى» بشكل تام مما عمل على وقوف حركة البيع والشراء فى هذا القطاع.
وأوضح أن الخوف أصبح يسيطر على حركة البيع والشراء لتوقع زيادات جديدة فى قطاع السيارات، وذلك يعرضه للخسارة وعدم القدرة على شراء سيارة جديد بثمن غالٍ، ومن يريد شراء سيارة خائف من أن ينخفض ثمن السيارات مستقبلا وهذا يعرضه للخسارة، المخاوف لدى البائع والمشترى أثرت بنسبة واضحة على حركة البيع والشراء فى سوق السيارات، ومع ذلك فإن سوق أسعار السيارات المستعملة مازال مرتفعا ومن بين السيارات الذى حققت ارتفاعاً ملحوظاً سيارة نوبيرا موديل 2000 حققت سعر ال80 ألف جنيه وقبل الارتفاع سعر ال40 الف جنيه، وسجلت سيارات شيفروليه لانوس موديل 2010 سعر ال95 ألف جنيه وقبل الارتفاع سعر ال50 ألف جنيه، وسجلت سيارات فيرنا موديل 2007 سعر ال90 ألف جنيه وقبل الارتفاع سعر ال50 ألف جنيه، وسجلت سيارات تويوتا كورولا موديل 2006 سعر ال140 ألف جنيه وقبل الارتفاع سعر ال80 ألف جنيه، وسجل سعر سيارات النترا موديل 2004 سعر ال140 ألف جنيه وقبل الزيادة سعر ال60 ألف جنيه، وبين بين السيارات الذى ارتفعت أسعارها سيارة KIA موديل 2010 وحققت سعر ال180 ألف جنيه وقبل الزيادة سعر ال 80 ألف جنيه، وسجلت سيارات أوبل موديل 1998 سعر ال60 ألف جنيه وقبل الزيادة سعر ال40 ألف جنيه.