النزلة واحدة من أشهر قرى الفيوم، تبعد عن المدينة حوالى 30 كيلومترًا، تتبع إداريًا مركز يوسف الصديق، اشتهرت بين مخرجى الأفلام السينمائية والروائية الذين اتخذوها مركزًا لتصوير أعمالهم ولعل أشهرها فيلم دعاء الكروان. ولها شهرة أخرى فى جانب إيجابى وهو صناعة الفخار وآخر سلبى وهو صناعة «البمب» والتى تطورت فى السنوات الأخيرة إلى الصواريخ والشماريخ. القرية يقطنها حوالى 30 ألف مواطن وهى مسقط رأس الدكتور «يوسف والى» نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق، وأمين عام الحزب الوطنى فى عصره الذهبى. والقرية نظرًا لانخفاضها عن كافة مدن المحافظة بحوالى 30 مترًا والوصول لها عبر منحدرات تكسوها الزروع والورود وهو ما كان سببًا فى تسميتها «بالنزلة» خاصة أنها تشرف على مصرف الوادى الذى ينقل مياه صرف الأراضى الزراعية إلى بحيرة قارون ومنحدراتها الرائعة وهو ما جعل صناع السينما يتخذونها مقصدًا لهم فى تصوير الأفلام مثل «البوسطجى» و«دعاء الكروان»، كما شهدت القرية الجميلة المشاهد الرئيسية لفيلم كابتن «جودة» لسمير غانم وغيرها الكثير وهى أيضًا إحدى القري السياحية بالفيوم لانفرادها بصناعة الفخار الذى يجذب السائحين من العديد من دول العالم خاصة أوروبا لكونها الصناعة البدائية للفخار التى لم تتطور منذ آلاف السنين. وبرغم تميز القرية إلا أن البعض من أهلها يعملون فى صناعة الخطر «البمب والصواريخ» وهذه الصناعة كانت سببًا فى مصرع وإصابة المئات من أبنائها. تعلم أبناء القرية هذه الصناعة عندما ذهبوا للعمل فى «حارة اليهود» بالقاهرة فنقلوها إلى قريتهم وأصبح الآلاف بالقرية يعملون فى هذه الصناعة ورغم محاولات الكثيرين من أهالى القرية إقناع العاملين فيها بتركها خاصة فى أعقاب كل حادث جراء هذه الصناعة وتكرار الحملات الأمنية على القرية إلا أن محاولاتهم تفشل دائمًا؛ بسبب المكسب السريع والكبير الذي يحصلون من خلال هذه الصناعة والبعض يؤكد أنهم لا يعرفون مهنة غيرها. وهناك من اضطر إلى ترك هذه المهنة بعد إصابته فى حادث وقع له خلال العمل فى هذه الصناعة الخطيرة مثل أحد الذين التقيت بهم الذى عمل فى صناعة البمب والصواريخ 10 سنوات وعندما أصيب بعاهة مستديمة فى عينه تركها وعمل "مكوجى" حتى يستطيع إطعام أولاده. ويشير إلى أن المواد المتفجرة التى تستخدم فى هذه الصناعة تأتى إلينا من كبار التجار بحارة اليهود بالقاهرة بالإضافة إلى أن البعض الآخر يستوردها من الصين. والغريب أن بعض أبناء القرية العاملين فى هذه الصناعة يطالبون بتطويرها بإنشاء مصانع خارج الكتلة السكنية مثلما تفعل الصين بدلًا من منازل البسطاء التى تحولت إلى مصانع للمتفجرات يتربى بداخلها أجيال تمتهن هذه الصناعة. وبعيدًا عن المتفجرات، هناك صناعة الفخار التى تنفرد بها القرية عن مثيلاتها على مستوى القطر المصرى فى منطقة تسمى «الربع» وتحتكرها عائلة «الفرخ» من خلال أفران حارقة أقيمت على حافة الوادى. وأنهم كعائلة يعملون فى صناعة «الأزيار والقلل والتنور والزلعة والأباجورات ومواسير المياه» وهذه الصناعات يقوم بها أفراد العائلة الذين ساهموا على حد قولهم منذ آلاف السنين فى تشييد هرم هوارة. ويؤكدون أن هذه الصناعة تعتمد على الطمى الناتج عن تجريف الأراضى ويستخدمون فيها قش الأرز ونشارة الخشب، بالإضافة إلى ماكينات الخرط اليدوية. ويلقون باللوم على الحكومة التى جلبت لهم الصينيين لزيارتهم وللأسف الشديد غشوا منهم المهنة وأصبحوا يقومون بتصنيعها فى بلادهم بتقنيات حديثة. ويقومون بتصدير هذه الصناعات إلى الدول الأوروبية.