النزلة هى القرية الوحيدة على مستوى مصر التى تقاًع جنوب غرب محافظة الفيوم وتبعد عن المدينة نحو 30 كيلومتراً وتعرف بالمصدر الأول للصواريخ والبمب لجميع محافظات الجمهورية
. القرية التى يقطنها نحو 35 الف مواطن وتتبع إداريا مركز يوسف يوسف بعد انفصالها من مركز أبشواى منذ ما يقرب من 10 سنوات وهى مسقط رأس الدكتور يوسف والى نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة وأمين عام الحزب الوطنى فى عصره الذهبى . والقرية الشهيرة عرفت منذ عام 1850 من القرن قبل الماضى نسبة الى عائلة « شوكيت» وكانوا يشبهون « خواجات اليونان» ونظرا لانخفاضها عن جميع مدن المحافظة بنحو 30 مترا والوصول إليها عبر منحدرات تكسوها الزروع والورود وهو ما كان سببا فى تسميتها «بالنزلة» وما جعل صناع السينما يتخذونها مقصدا لهم فى تصوير أفلام «البوسطجى» لقصة الكاتب إحسان عبد القدوس والبطولة لشكرى سرحان وزيزى مصطفى وكذلك فيلم «دعاء الكروان» فاتن حمامة وأحمد مظهر والإخراج للمبدع بركات، كما شهدت القرية الجميلة المشاهد الرئيسية لفيلم الكابتن «جودة» لسمير غانم وبالرغم من أنها إحدى القرىالسياحية نظرا لانفرادها بصناعة الفخار الذى يجذب السائحين من دول المانيا وإسبانيا وسويسرا وهولندا إضافة الى منحدراتها الرائعة وبسبب الإهمال الحكومى لهذا المنتجع الخلاب تحول الى مركز لصناعة المواد المتفجرة «من بمب وصواريخ» هذه الصناعة كانت سببا فى مقتل المئات وإصابة الآلاف من أبنائها عبر تاريخها الطويل
.
صلاح عبد الفضيل مدير مدرسة يرى أن القرية عرفت صناعة المفرقعات منذ مئات السنين حيث تعلم أبناؤها هذه الصناعة عندما ذهبوا للعمل «بحارة اليهود الشهيرة» حيث تحول أكثر من 10 آلاف مواطن الى صناع للمواد المتفجرة بسبب حالة الفقر التى يعانيها أبناؤها.
ويضيف: حاولنا كثيرا إقناع أبناء القرية بالإقلاع عن هذه الصناعة الخطرة إلا أنهم رفضوا بحجة أنهم لا يعرفون غيرها.
هلال عبدالسلام يؤكد أنه لن يترك صناعة البمب والصواريخ خاصة أنه متزوج ويحتاج 1500 جنيه شهريا للإنفاق على أسرته.
ويضيف بصوت عال: إحنا معندناش «حكومة»، البلد مفتوحة على البحرى فالصين تصدر لنا الموت من خلال شاحنات المتفجرات الى جانب ورق الصواريخ وأن هذه الحكومة تسبب فى موت المواطنين من أبناء القرية بسبب إهمالها فى توفير فرص عمل لهم «الناس عايزه بس تاكل وتشرب وتربى الأطفال».
جمعة فيصل «مكوجى» يقول: عملت فى صناعة البمب والصواريخ لمدة 10 سنوات وعندما أصبت بعاهة مستديمة بعينى اليمنى تركتها لأعمل مكوجى حتى أستطيع إطعام أولادى الخمسة
.
ويضيف: المواد المتفجرة التى تستخدم فى هذه الصناعة تأتى إلينا من كبار التجار بحارة اليهود بالقاهرة بالإضافة الى أن البعض الآخر يستوردونها من الصين.
أما جمال عبد الحى سكرتير الوحدة المحلية بالقرية يعترف بتلال المشكلات التى تعانيها القرية وتوابعها بسبب ضعف الموارد المالية والتى أدت الى توقف رصف الطرق وتوقف مشروع الصرف الصحى منذ 5 سنوات.
ويضيف إنمشروع المصرف القاطع بالرغم من قربه من القرية الى أنه لم يفد مزارعيها.