ترى صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس يجلب المخاطر على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبومازن" من جهة وإسرائيل من جهة أخرى وسط تهديدات إسرائيلية بوقف محادثات السلام. وقالت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - إن "أبومازن" احتضن أمس الاثنين اتفاق المصالحة مع الحركة الإسلامية حماس بموافقته على رئاسة حكومة الوحدة من أجل الإعداد للانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأشارت إلى أن الإجراء الذي قام به "أبومازن" لاقى ترحيبا حذرا من جانب جمع واسع النطاق من الفلسطينيين ممن هم على دراية بالانقسام المؤلم في قلب حكومتهم الوطنية .. منوهة إلى أنه يهدد بقطع العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية لاسيما بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعباس بأنه يمكنه الحصول على السلام مع إسرائيل أو الوحدة مع حماس ، لكن لا يمكنه الجمع بين الأمرين. وأضافت الصحيفة أن "الاتفاق بين عباس زعيم حركة فتح ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل يعد فوق كل ذلك بمثابة القلق الجديد في منطقة الشرق الأوسط حيث يتضمن صعود تيار الإسلام السياسي وتحديات للقوى الموالية للغرب حيث أنه يضع إسرائيل - التي تراقب بعصبية الموقف الذي يتشكل حولها - في مأزق جديد". ولفتت إلى أن الإدارة الأمريكية حجبت تقييمها العلني للاتفاق بين فتح وحماس بحجة أن المسئولين الأمريكيين لا يزالون يحاولون تحديد تفاصيل حكومة الوحدة ، إلا أن الاتفاق على أي حال أحيا تساؤلا حول مستقبل المساعدات الأمريكية إلى السلطة الفلسطينية. وكان "أبومازن" ومشعل قد اتفقا في العاصمة القطرية الدوحة أمس الاثنين على تشكيل حكومة توافق وطني هى الحكومة الفلسطينية ال(11) برئاسة "أبومازن" مهمتها الإشراف على الانتخابات. وأكدا في "إعلان الدوحة" على استمرار عمل لجان المصالحة المنبثقة عن اجتماعات القاهرة والخاصة بلجنة الحريات الخاصة بالمعتقلين السياسيين وحرية السفر وعودة كوادر حركة "فتح" إلى قطاع غزة والمصالحة المجتمعية ، كما اتفق الطرفان على إعادة تفعيل المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان الداخل والشتات) عبر الانتخابات الرئاسية والتشريعية.