أشاد عدد من الخبراء السياسيين، بحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على استمرار التصدي للمخططات الإرهابية التي تسعى لضرب الاقتصاد وتفتيت قوى الجيش وترويج ترويع المواطنين، من خلال امتلاك الأدلة والشواهد لمحاولات هدم الدولة، والتي تستلزم ضرورة تعاون جميع المؤسسات بفاعلية مع التحديات التى تواجهها داخليا وخارجيا، موجهين بضرورة الاستجابة لدعوة الرئيس التي أطلقها خلال مؤتمر الشباب الرابع بالإسكندرية منذ أيام قليلة، ونادى فيها بمواجهة فوبيا إسقاط مصر. وأكد الخبراء ضرورة كشف تلك المخططات التي تستهدف زعزعة الاستقرار الأمني والاقتصادي للمواطن ليدرك أبعادها جيداً ويعلم وسائل ترويجها التي تعمل على خداع عقول المصريين، مما يساعد على سرعة إفشال تفتيت الدولة المصرية، والمضي في مشروعات الإصلاح الاقتصادي والنهوض على قدم وساق لمواجهة محاولات . وقال الدكتور محمد حسين الخبير السياسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن استشعار الرئيس عبدالفتاح السيسي بالخطر من المخططات التي تستهدف ترويع المواطنين وإثارة الذعر بنفوسهم، هو الدافع وراء دعوته لمواجهة ما أسماه ب «فوبيا إسقاط الدولة»، مشيراً إلى أن نجاح الدولة بنسبة كبيرة في إفشال هذه المخططات يُنعش النظام الاقتصادي، وعلى رأسه السياحة . وأوضح «حسين» في حديثه ل «الوفد» كثرة الأعداء الذين يريدون إسقاط الدولة المصرية وأنهم يسعون من خلال تدبير المكايد والعمل على معنويات الشعب وبث الخوف في قلوبهم، لتكون مصر بلا مؤسسات، ذات صراع داخلي، يُغفل شعبها الانجازات التي حققتها حكومته من خلال حملة التعتيم الممنهج – حسب قوله، مؤكدًا أن أهم ما يمكن الدولة من الحفاظ على تماسكها وتثبيت أركانها هو إطلاق الحريات السياسية، والحرص على وجود مجتمع مدني قوي، وإعلام حر . وأضاف الخبير السياسي، أن كشف العمليات الإرهابية والدعاية المضادة للدولة بالأدلة والشواهد لمحاولات هدم الدولة هام لتحقيق التصدى ومواجهة الفكر الهدام للدولة، بالإضافة إلى مساهمة الإعلام فى تدعيم جميع القرارات السياسية التى تتخذها الدولة والتمهيد لها من خلال الرأى العام والاستعانة بالمفكرين وقادة الرأى وتعديل البدائل المتاحة للقرارات التى تتفق مع سياسات الدولة، وهنا تبدأ مشاركة المواطن بطرح الاختيارات. وأشار إلى أنه يجب أن تكون النزعة الإصلاحية العامل الأساسى للقائمين على إدارة شئون الدولة، والاستعانة بالشباب في ظل الحفاظ على الدستور وقوام الدولة بشكل عام، وعدم التشكيك الهادم فى مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية، مطالبا بضرورة تقوية مؤسسة المحليات وانتشالها من بؤرة الفساد، والعمل على تنفيذ خطط التنمية بسرعة وإتقان مع محاسبة المقصرين. ووجه الدكتور عادل عامر، الخبير السياسي، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، إلى ضرورة استفادة الإعلام من كل الكوادر المتخصصة فى الدولة وتوظيفها لدعم الوسائل الإقناعية بالإعلام والتخلى عن الاعتماد على المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعى التى تكون أغلبيتها غير صحيحة. وقال رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، إن مصطلح الفوبيا يعني الخوف الشديد من شيء ما، وهو ما يجب أن يشعر به الشعب تجاه محاولات إسقاط الدولة المصرية، مشددا على ضرورة أن يحرص الجميع على إفشال جميع محاولات إسقاط الدولة داخلياً وخارجياً، مؤكداً أن تلك المحاولات تسعى بشكل أساسي لضرب ثبات وقوة الجيش المصري. وأضاف «عامر»، أنه إذا شعر الجميع «بفوبيا إسقاط الدولة» فسيعملون بطريقة دفاعية لمواجهة تلك المحاولات، مطالبا بضرورة أن تعمل جميع مؤسسات الدولة بفاعلية مع التحديات التى تواجهها الدولة داخليا وخارجيا، ويجب أن يعمل الكل على قدم وساق لمواجهة محاولات إسقاط مصر. وأكد الخبير السياسي، أن تقوية الاقتصاد مسألة جوهرية لأى دولة تحاول النهوض، فيجب أن يتم التنسيق بين مؤسسات الدولة للعمل معا على تقوية الاقتصاد عن طريق وضع القرارات المناسبة وتنفيذها على الفور لأن قوة الاقتصاد تعنى نمو الدولة فى الاتجاه الصحيح نحو مستقبل مشرق. وقال سامح حبيب عضو مجلس النواب، إن الرئيس السيسى يعمل جاهداً على إصلاح جميع قطاعات الدولة، إيمانا منه بضرورة خلق حالة من القوة للتصدي ل«فوبيا إسقاط الدولة»، مشيرا إلى أنه يجب على الإعلام فى الفترة الحالية العمل على رفع الروح المعنوية لدى المؤسسات والشعب معا لمواجهة التحديات ومحاولات إسقاط الدولة المصرية من الداخل والخارج. وقال «حبيب»، إنه إذا كانت هناك انتقادات لأداء الحكومة والنظام الرئاسي، فهي انتقادات دون وعي بالمشروعات المختلفة والانجازات التي تسعى مؤسسات الدولة لتحقيقها للوقوف بجانب الوطن للعمل على نهضته وتقدمه ،على أسس علمية مدروسة، مشدداً على ضرورة عدم نشر الشائعات وتصحيح الأخبار المغلوطة لدى الجماهير أولا بأول. وأوضح عضو مجلس النواب، أن عرض نظريات صناعة الدولة الفاشلة على الشباب، خاصة شباب الأحزاب، له هدف، ويجب علينا جميعا مواجهة هذه الأسباب التي تدفع الدولة إلى الفشل، ويجب على الأحزاب أن تتخذ مجموعة من السياسات التي تفيد الدولة على كافة الأصعدة بما لها من دور مؤسسي في الحياة السياسية المصرية، موضحا أنه يجب على الأحزاب فى الفترة القادمة تنظيم عدد من الندوات والحملات لرفع الوعي لدى أعضائها و لدى المواطنين، بالإضافة للعمل على توضيح المؤامرات وكيفية فرز الشائعات والأخبار المغلوطة والكاذبة . وأضاف أن تعاون القوى المجتمعية للحفاظ على رؤى وفكر للدولة، هو ما يجعلها راسخة وصامدة أمام المؤامرات، فروسيا حافظت على توجهاتها رغم انهيار الاتحاد السوفيتي بفضل تماسك القوى المجتمعية، وتوحدها خلف رؤى وتوجه للدولة.