"جبران" يلتقي مديرة مكتب الأنشطة العمالية لمنظمة العمل الدولية    محافظ بورسعيد يتفقد منافذ بيع اللحوم للتأكد من جودة وأسعار السلع الغذائية    التنمية المحلية: وفد مشروع الدعم الفني للوزارة يزور محافظة الأقصر    الجيش اللبناني يتدخل لحل إشكال بين عناصر من اليونيفيل وشبان جنوبي البلاد    رسميًا.. رحيل حارس مرمى ليفربول إلى برينتفورد    مهاجم مانشستر يونايتد يدخل حسابات الميلان    رسميا.. سيميوني إنزاجي يغادر تدريب إنتر ميلان    السعودية تمنع التصوير ورفع الأعلام السياسية والمذهبية والهتافات بالمشاعر المقدسة    الفنانة القديرة سيدة المسرح العربى سميحة أيوب فى ذمة الله    نجوم الفن يشيعون جثمان سيدة المسرح العربي سميحة أيوب.. صور    محافظ بني سويف يُكرّم الأمهات المثاليات الفائزات في مسابقة وزارة التضامن    الرئيس السيسى يشارك باجتماع رفيع المستوى بشأن المؤتمر الدولى ال4 لتمويل التنمية    البورصة المصرية تغلق على صعود جماعي ومؤشر EGX30 يرتفع بنسبة طفيفة    استعدادا لقيادة الهلال.. إنتر ميلان يعلن رحيل إنزاجي رسميًا    الجباس: الحديث عن تواجدي في بيراميدز بسبب علاقتي مع ممدوح عيد "عبث"    جامعة سوهاج تطلق قافلة طبية توعوية مجانية بقرية الشواولة بالتعاون مع "حياة كريمة"    أمانة التنظيم المركزي ب"الجبهة الوطنية": نسعى لتأهيل الكوادر والحشد السياسي والعمل المؤسسي    الأعلى للإعلام يجري تعديلات على مواعيد بث البرامج الرياضية.. اعرف التفاصيل    الرسالة الأخيرة لمنفذ الهجوم على مسيرة مؤيدة للاحتلال بمدينة كولورادو بأمريكا    "الحاج الخفي".. تجربة واقعية لرصد جودة الخدمات في موسم الحج    منظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض لإبادة برعاية أمريكية وصمت دولي شريك    استشاري: الاتحاد الأوروبي بدأ التلويح للمعاملة بالمثل بعدما ضاعف ترامب الرسوم الجمركية    حملات تفتيشية لمتابعة انضباط سيارات السرفيس والتاكسي بنطاق مدينة الفيوم.. صور    الطريق إلى عرفات| أحب البقاع إلى الله.. فضل المسجد الحرام والصلاة فيه    ما حكم الأكل بعد فجر أول أيام عيد الأضحى حتى الصلاة؟ عالم أزهرى يجيب    ارتفاع حاد في مخزونات النفط العالمية مع تسارع إمدادات "أوبك+"    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد جاهزية مستشفى نخل المركزي لاستقبال عيد الأضحى    بعد اتصال السيسي وماكرون.. إشادة برلمانية بجهود مصر لإنهاء حرب غزة    منظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض لإبادة برعاية أمريكية وصمت دولى    المشدد 10 سنوات لعاطل لاتجاره في المخدرات بشبرا الخيمة    بيطري القليوبية: ضبط 25.5 طن لحوم ودواجن غير صالحة للاستهلاك خلال شهر    مانشستر يونايتد مستعد لتلقي عروض لبيع سانشو    «محلية النواب» تطالب بسرعة الموافقة على إنشاء مستشفى بنها    استعدادات مبكرة بجامعة القاهرة لاستقبال مكتب تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد    وزير المالية: 50% من مستحقات الشركات في برنامج دعم الصادرات سيتم تسويتها من الضرائب أو الكهرباء    Alpha وAirbus يدمجان الذكاء المسير في قلب العمليات الجوية العسكرية    فيفي عبده تنعي الفنانة سميحة أيوب    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو قيام شخص بالتعدى على ابنته بالجيزة    تطهير وتعقيم ونظافة الأماكن المعدة لصلاة عيد الأضحي المبارك بالقاهرة    الخارجية: يجب الالتزام بالقوانين المنظمة للسفر والهجرة والإقامة بكل دول العالم    الاتحاد السكندري: عبدالعاطي استقال على «الفيسبوك».. والمغادرة غير مقبولة    السبكي: الشراكة المصرية الألمانية في الصحة نموذج للتحول الرقمي والتميّز الطبي    رسالة دكتوراه تناقش تقييم جدوى تقنية الحقن الأسمنتي كعلاج فعال لكسور هشاشة العظام    أخبار سارة على صعيد العمل.. توقعات برج الجدي في يونيو 2025    موعد ومكان جنازة الفنانة سميحة أيوب    تعرف على عدد ساحات صلاة العيد وخطة الأوقاف في بني سويف.. 161 ساحة و322 خطيباً لخدمة المصلين    قبل نهائي الكأس.. أرقام الحكم محمود بسيوني مع الزمالك وبيراميدز هذا الموسم؟    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ رئيس الجمهورية وشيخ الأزهر بحلول عيد الأضحى    وزارة السياحة والآثار تستضيف وفدًا صحفيًا من المكسيك في زيارة تعريفية للمقصد السياحي المصري    ضبط أصحاب شركة المقاولات المتورطة في التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر    المركز القومي للمسرح ناعيا سميحة أيوب: أفنت عمرها في تشكيل ملامح تاريخ الفن    مهرجان إيزيس الدولي ينعى سيدة المسرح العربي سميحة أيوب    من الصفائح التكتونية إلى الكوارث.. كيف تحدث الزلازل ؟    دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول الزلازل: ليست انتقامًا من الله    هيئة الأرصاد: أجواء ربيعية ممتعة اليوم والعظمى بالقاهرة الكبرى 31 درجة    مستشار الرئيس للشئون الصحية: مصر تشهد معدلات مرتفعة في استهلاك الأدوية    الحج 2025 .. ماذا يقال عند نية الإحرام ؟    «هاجي في يوم وهقتله».. يورتشيتش يمازح مصطفى فتحي بسبب عصبية الشيبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد صمت 65 عامًا.. أحد الضباط الأحرار: «عبدالناصر» لم يؤمن بالديمقراطية
نشر في الوفد يوم 26 - 07 - 2017

الوحدة مع سوريا متعجلة.. وعطلت عجلة التنمية فى مصر
مليون جنيه إسترلينى كانت تضيع مع كل طلعة شمس بسبب حرب اليمن
عبدالناصر أمم 70 مليون جنيه من العائلة الحاكمة وأقام بها النهضة
يوسف صديق البطل الحقيقى لثورة يوليو وصانعها ومنفذها
المغامرات الخارجية للنظام أضاعت فرصة صناعة أول طائرة مصرية - هندية
محمد نجيب تعرض لظلم واضح فى حياته ومماته
بعد فترة صمت استمرت 65 عامًا ولأول مرة يتحدث اللواء أحمد عرفة أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار ل«الوفد» فى الذكرى الخامسة والستين لثورة يوليو، حيث أكد اللواء «أحمد عرفة» أن البكباشى يوسف صديق هو البطل الحقيقى لثورة يوليو، وهو صانعها ومنفذها باستيلائه على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة.
وأشار «عرفة» إلى أزمة مارس 1954، حيث كاد أن يحدث اشتباك مسلح بين القوات بسبب الخلاف حول الديمقراطية التى انحاز لها اللواء «محمد نجيب»، الذى يرى اللواء عرفة أنه ظلم ظلمًا شديدًا فى حياته ومماته.
وأضاف أن «عبدالناصر» كان حاقدًا على الأغنياء والعائلة المالكة وجردهم من أملاكهم ال70 مليون جنيه وأقام بها النهضة الصناعية فى مصر. مضيفًا أن الوحدة السورية وحرب اليمن عطلتا التنمية فى مصر، حيث إن حرب اليمن كانت تضيع على مصر مليون جنيه إسترليني كل طلعة شمس، وتمت خسارة أول تجربة لأول طائرة مصرية - هندية عام 1958 بسبب الوحدة السورية وحرب اليمن.
كنت مع البكباشى يوسف صديق.. كيف جهزكم وأعدكم للتحرك والقيام بالثورة؟
كان البكباشى «يوسف صديق» قائد الكتيبة الأولى مدافع ماكينة مشاة بهايكستب وأمر بتجميع الضباط الساعة الواحدة ظهرًا يوم 22 يوليو 1952، وقال: إن البلاد تمر الآن بفترة صعبة وقلاقل سياسية وكثرة تغيير الوزارات فى أوقات قصيرة، والفساد يحيط بالملك وأفراد حاشيته بما أثر على الاستقرار السياسى بالدولة، وقد امتد هذا الأثر إلى الجيش وفسدت قيادات الجيش لذلك فقد قرر تنظيم الضباط الأحرار القيام بالثورة على هذه الأوضاع ومطالبة الملك بتطهير قيادات الجيش وأفراد حاشيته من الفساد والمفسدين حتى تستقيم الأمور.
وبناء على هذا الخطاب ماذا طلب منكم؟
قال: إنه يوجه الدعوة إلى كل ضابط يريد الانضمام إلى تنظيم الضباط الأحرار والاشتراك فى تنفيذ خطة الثورة، ومن لا يرغب من الضباط فى الانضمام إلى الثورة وتنفيذ خطتها فلينصرف من القشلاق وستقوم سيارة بتوصيله إلى منزله. وبالفعل اشترك جميع ضباط الكتيبة فى الثورة ولم يتخلف منهم أحد.
وكيف تم توفير السلاح والذخيرة التى تم التحرك بها؟
اصطحب البكباشى «يوسف صديق» اليوزباشى «عبدالمجيد شديد» خارج قشلاق الكتيبة فى عربة القائد ثم عادا ومعهما بعض الرشاشات القصيرة «لانكستر» عيار 9 مم وبعض صناديق ذخيرة عيار 9 مم وعيار 7.92 مم.
وكيف كانت خطة الثورة التى نفذها يوسف صديق؟
قام البكباشى «يوسف صديق» بتقسيم مجموعة مقدمة الكتيبة الأولى مدافع ماكينة مشاة إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول بقيادة اليوزباشى «عبدالمجيد شديد» ودورها الاستيلاء على مطار «فاروق» الدولى والدفاع عنه والسيطرة عليه، القسم الثانى بقيادة ملازم أول «إسماعيل طه الشريف» ويقوم بالاستيلاء على مطار ألماظة الحربى والسيطرة عليه والدفاع عنه، والقسم الثالث بقيادة البكباشى «يوسف صديق» والذى كلف قوة منه بالاحتفاظ بالقشلاق والدفاع عنه ضد أى قوات تحاول اقتحامه، وعدم السماح لأى فرد بالدخول للمعسكر إلا لمن يعرف كلمة سر الليل لقوات الثورة.
وماذا كان دورك فى ليلة الثورة؟
قام البكباشى يوسف صديق بتعيينى قائد القوة من الصف والجنود تقدر بثلاثين صفًا وجنديًا وكلفت بوضع خطة نقط للحراسة والدوريات اللازمة للدفاع عن معسكر الكتيبة بغرض الاحتفاظ بالمعسكر والسيطرة عليه وتوزيع كلمة سر الليل الجديدة الخاصة بقوات الثورة، وكانت «نصر».. والدفاع عن المعسكر ضد أى قوات تحاول اقتحامه.. ومنع أى ضابط من دخول المعسكر إلا لمن يعرف كلمة سر الليل الخاصة بقوات الثورة. والقبض على أى ضابط برتبة بكباشى فأعلى وحجزه فى غرفة الحرس عدا البكباشى «عرفة الشربينى» الذى سيتولى قيادة الفرقة الثانية مشاة.. والسيطرة المباشرة على تحويلة تليفون الكتيبة حتى تكون إصدار الإشارات واستقبالها عن طريقى شخصيًا ومنع أى فرد من استخدام التليفون والقيام بإعطاء تمام عن نجاح المهمة إلى قيادة الفرقة الثانية فى قيادة وحدات الهايكستب للبكباشى «طاهر الشربينى»، والذى يبدأ إعطاؤه التمام الساعة الواحدة من يوم 23 يوليو، وكل 6 ساعات.. ويقوم «يوسف صديق» بالاتصال بى لكى يحدد مكان تواجده لكى أبلغه بتطورات الموقف وأتلقى التعليمات منه.
وماذا عن صراع 30 مارس 1954؟
كاد يحدث اشتباك مسلح بين القوات بسبب الخلاف حول الديمقراطية و«كمال الدين حسين» و«صلاح سالم» استدعيا قوات المدفعية لسد منافذ قشلاقات المدرعات بالكامل.
وماذا كان دورك فى ذلك الصراع؟
فى 30 مارس 1954 استدعانى الصاغ «صلاح الدين بدر» قائد الكتيبة «18/ل6 مشاة» بمكتبه الساعة 1 ظهرًا وطلب منى تجهيز السرية الأولى التى كنت قائدها، للتحرك إلى منطقة تفرق طريق مصر إسكندرية الصحراوى وطريق مصر الفيوم الصحراوى لإقامة نقط دفاعية مضادة للدبابات لسد الطريق ضد أى وحدة من وحدات سلاح المدرعات تحاول دخول القاهرة، وبالفعل تم محاصرة جميع وحدات المدرعات فى معسكراتها فى هذا اليوم، عدا إحدى الوحدات التى كانت تقوم بتنفيذ تدريبات ضرب النار.. وبالفعل تحركت السرية الساعة 2 ظهرًا تحت قيادتى مع قول الكتيبة «18 مشاة» بقيادة الصاغ «صلاح الدين بدر»، وتم تنفيذ المهمة.
وكيف تم إنهاء هذه الأزمة؟
حضرت مؤتمر الضباط الأحرار بمبنى القيادة العامة وعندما تحدث «جمال عبدالناصر» قائلًا: إخوانى الضباط، استأذنه «جمال سالم» قائلًا: «عن إذنك يا جمال دقيقة واحدة قبل ما تتكلم».. ووجه «جمال سالم» سؤاله إلى القائمام «صلاح حتاتة» قائد سلاح المشاة: يا «صلاح» ممكن «300» يقفوا أمام «3» آلاف؟.. فقال له «صلاح حتاتة»: لا.
فأكمل «جمال سالم»: الحمد لله هذا كان متوقعًا أن يحدث اليوم لولا فضل الله.. ثم ترك الكلمة إلى «عبدالناصر» الذى قال: كل منا رأى اليوم التمزق الذى حدث وأطالبكم جميعًا بإسدال ستار كثيف على هذه الصورة وعلى الماضى لكى نستطيع أن نستمر، ولقد قررنا إلغاء قرار حل مجلس قيادة الثورة وعودة الضباط إلى الثكنات وسوف نستمر كما كنا، وعلى كل ضابط أن يعود إلى مكانه ويعمل على تحقيق أهدافنا، وينسى ما حدث من تمزق.
أزمة مارس 1954 هل كانت أزمة سلطة؟
لا.. بل كانت أزمة ديمقراطية و«محمد نجيب» طالب بالديمقراطية مع سلاح الفرسان، ولكنها رفضت، لأن «عبدالناصر» قال: إن الشعب لم ينضج، وأنه سيطبق الديمقراطية بعد «15 سنة».
وماذا كان سيحدث لو تم حل مجلس قيادة الثورة؟
كان سيظل «محمد نجيب» رئيسًا للجمهورية ويعين «سليمان عزمى» الذى كان نائب رئيس الوزراء، ليصبح رئيس الوزراء ويعود الضباط إلى ثكناتهم.
كيف ترى ما حدث مع «محمد نجيب» بعد انتهاء أزمة الصراع على الديمقراطية؟
اللواء «محمد نجيب» غبن حقه وهو حي وهو ميت وظلم ظلمًا شديدًا.
هل كان اللواء «نجيب» بارفان الثورة؟
لا.. بل كان قائدًا نزيهًا و«مثقفًا» وحاصلًا على درجة الدكتوراه فى القانون والاقتصاد، وقد ظهرت شعبيته بين ضباط الجيش فى انتخابات نادى الضباط ضد مرشح الملك وفاز عليه باكتساح فتم حل نادى الضباط، لأن مرشح الملك سقط فى الانتخابات، ولهذا تم اختياره من الضباط الأحرار حتى يخرج الشعب ويؤيده لأنه كان يعرفه ويثق فيه، وأيضًا جميع الضباط كانت تحترمه وتثق فيه.
البعض لام «عبدالناصر» اختياره صديقه «عبدالحكيم عامر» لقيادة الجيش؟
«عبدالناصر» كان يثق فى «عامر» وفى نفس الوقت كان سيسلمه الجيش الذى قام بثورة ويملك القوة ويحمى الدولة بالكامل.. ثم إن «عامر» كان شخصية ممتازة فى تعاملاته مع الضباط والجنود لم يكن شخصية حادة أو منفردة، ولهذا كان الضباط والجنود يحبونه ويثقون فيه.
لكن بعض أفراد مكتبه أساءوا السلطة؟
«شمس بدران» وبعض من زملائه هم الذين أساءوا وليس «عبدالحكيم عامر» مع أن «عبدالناصر» هو الذى عين «شمس بدران» وأتى به فى منصبه وليس «عامر».
ومن هنا ظهر ما سمى بمراكز القوى؟
كان يوجد بعض الأفراد مراكز قوى وشغلوا بعض المناصب القيادية التى لا يستحقونها، فقد كان معظم قادة الألوية المشاة تقريبًا دفعة المشير «عبدالحكيم عامر» ومعظم قادة الكتائب دفعة «شمس بدران»، وكان بعضهم يعتبر أن علاقته القيادية هى سلطة كبيرة وشرف عظيم وهذا بالطبع كان له أثر على الأداء فى العمل.
إلى أى مدى استفادت مصر من الوحدة مع سوريا؟
لا.. مصر لم تستفد شيئًا من الوحدة مع سوريا لأنها كانت وحدة متعجلة وسوريا ضغطت على «عبدالناصر» لإتمام الوحدة معها بسبب المشاعر المتأججة.. مع أن الوحدة كانت تحتاج إلى دراسة أكبر وتتم فى شكل تكامل وليس وحدة اندماجية لأنها أضرت مصر كثيرًا فى مشروعاتها الاقتصادية وعطلت مصر فى التنمية لأن الاهتمام الأكبر ل«عبدالناصر» اتجه إلى سوريا على حساب مصر.
وماذا عن حرب اليمن وأثرها على مصر؟
ذهاب القوات المصرية إلى اليمن كان نكبة بكل المقاييس على مصر وعلى القوات المصرية، لعدم وجود التدريب الكافى للقوات، وبسبب المصروفات الباهظة فى الإنفاق لأنه كان يوجد أماكن لم يكن يصل إليها الطعام إلا بالطائرات لأنها كانت على قمم الجبال، و«حسنين هيكل» كتب فى الأهرام: إن وجود القوات المصرية فى اليمن يكلف مصر مليون جنيه إسترلينى كل طلعة شمس وهذا للإعاشة فقط وليس للسلاح والذخيرة فى الحرب. فهذه الحرب أثرت على تدريبات الجنود وعلى روحهم المعنوية فى القتال وأضاعت ميزانية الدولة.
وما الذى دفعنا إلى هذه الحرب؟
لم تكن حربًا، بل كانت لمساندة السلطة المتواجدة هناك بقيادة «عبدالله السلال» وقيل حينها إن سرية بوليس حربى كافية لمساندة هذه السلطة، لكن هذه السرية جرت الجيش المصرى كله لليمن، وكانت تعويضًا عن فشل الوحدة مع سوريا.
وما هى إرهاصات يونية 67؟
القرارات التى اتخذها «عبدالناصر» بغلق خليج العقبة وطرد قوات الطوارئ الدولية، هى التى صعدت إلى حرب يونية بنسبة 100٪ وعبدالناصر: قال: سيحدث هجوم على مصر خلال 48 ساعة.
وتم إرسال الجيش كله إلى سيناء ولم يأخذ أوضاعه ولم تعرف القوات هل أوضاعها دفاعية أم هجومية؟ وتم الهجوم الإسرائيلى صباح 5 يونية وضُرِبت الطائرات وهى على الأرض وليست داخل الدشم ولم تحارب القوات المصرية وتم الانسحاب.
وأين كان موقعك صباح يوم5 يونية 67؟
كنت قائد لواء حرس وطنى فى السويس، وكان لواء غير مكتمل العدة والعتاد حتى الزى العسكرى لم يكن كافيا والاحتياطى وصل إلينا.. وكانت مهام اللواء هي الدفاع عن منطقة غرب القناة، ورأينا الطيران الغازى يدمر الطيران المصرى على الأرض والمدفعية المضادة للطائرات كانت مقيدة لأن طائرة المشير «عامر» كانت فى الجو، وكان سيقابل قيادات الجيش فى سيناء.. وحدث خلاف بين قيادات القوات البرية والقوات الجوية على عمل «الدشم» للطائرات واستمر هذا الخلاف من 1957 وحتى يونية 67 وضاعت المسئولية بينهما.
ما أهم ما حققته ثورة يوليو؟
«عبدالناصر» كان يحاول أن يصل بمصر إلى أعلى درجات الكمال بكل حسم وقوة، وقد أجريت تجربة أول طائرة مصرية هندية عام 1958 فى المصانع الحربية «نفاثة للتدريب» ولم تكتمل بسبب الوحدة مع سوريا وحرب اليمن اللتين أضاعتا مجهود وموارد مصر بالكامل. ومع هذا حقق الجلاء وطبق الإصلاح الزراعى على المعدمين رغم أنه ثبت بعد ذلك أنه كان خطأ وفاشلًا لأنه فتت الرقعة الزراعية، ولكن تمت إقامة حركة تصنيع هائلة والقطاع العام وجيش وطنى قوى ولم يتحقق البند السادس وهو الديمقراطية.
ولماذا لم يتحقق؟
«عبدالناصر» قال فى 1960 إنه سيطبق المبدأ السادس للديمقراطية بعد15 سنة.
وهل كان الرئيس «عبدالناصر» يؤمن بالديمقراطية؟
هو كان له شعار أنه سيطبقها بعد 15 سنة.
ولماذا قلت شعار.. هل كانت الثورة مرحلة شعارات؟
البداية لم تكن شعارات إلى أن حدث الصدام بين «محمد نجيب» و «عبدالناصر» الذي شعر أن «نجيب» له شعبية كبيرة والشعب يميل إليه فأراد أن يقضى على هذه الشعبية، وعلى «نجيب» نفسه، ومن هنا بدأت الشعارات.. ولكن الذى غيَّر موقفه هو ما حدث فى 1956 بعد أن أصبح زعيمًا قوميًا لا يشق له غبار على مستوى الدول العربية فدخل فى الوحدة مع سوريا وكانت وبالاً على مصر لأن مرحلة الشعارات الحقيقية بدأت مع الوحدة.
إذن هل حققت الثورة أهدافها؟
حققتها بقدر المستطاع لأن «عبدالناصر» كان يحاول أن يظهر الدولة فى مظهر جيد ولم يمهله القدر ومات ولكن هذا كان فى نيته، ولكنه كان يتم محاربته من الخارج حرباً بلا هوادة، وهذه الحرب بدأت مع محاولة تركيعه فى عدم تمويل السد العالى، ولكنه رد عليهم بتأميم قناة السويس بالرغم من أن أمريكا ساعدته عندما قرر «أيزنهاور» تحديدًا خروج العدوان الثلاثى من مصر.
وما هى سلبيات ثورة يوليو؟
طالما لم توجد حريات فماذا سيوجد بعد ذلك؟ رغم أن «عبدالناصر» هو الذى أنشأ الشخصية المصرية والإنسان المصرى!!..
كيف؟ هل مصر بنيت فى 1952، وهل ظهر مثل نجيب محفوظ، والعقاد وطه حسين فى عهد عبدالناصر؟
لا أستطيع أن أقول إن مصر بنيت فى عهد «عبدالناصر» ولكنى أقصد طبقة الشعب الفقير الذى شعر بوجوده، بعدما توسع «عبدالناصر» فى مجانية التعليم وطبقها فى التعليم الجامعى رغم أن هذا ثبت خطؤه لأنه فتح الباب على مصراعيه.. وكان يجب أن تكون مجانية الجامعة للمتفوقين فقط.
هل الثورة أكلت أبناءها؟
فقط لم يضر منها غير «محمد نجيب» و«عبدالحكيم عامر» أما الباقون فلم يضاروا.
إذن ما الذى حدث مع «يوسف صديق»؟
«يوسف صديق» ليس من أبناء ثورة يوليو بل هو بطلها الحقيقى وصانع الثورة ومنفذها وما حدث معه حدث لأنه كان له آراء اشتراكية هو و«خالد محيى الدين»، والاثنان استقالا وتم تحديد إقامة «يوسف صديق».
كيف ترى الرئيس «عبدالناصر»؟
نشأ نشأة بسيطة وصعبة وكان لديه نظرة غير سليمة ضد بعض الطبقات الغنية، ولكنه لم يحقد إلا على العائلة المالكة وجردهم من أملاكهم ولم يستغل هذه الأموال فى مصالحه الشخصية وكانت 70 مليون جنيه وأقام بها النهضة الصناعية، أما باقى الباشوات والأغنياء فقد وزع أراضيهم على المعدمين من الفلاحين ولم يكن لديهم أموال لأن رأسمالهم فى الأراضى لأنها كانت رأسمالية وطنية ولم تضع أموالًا فى بنوك سويسرا بل استثمرت أموالها فى الأرض الزراعية، ولهذا كان من السهل أن يحصل عليها «عبدالناصر» بالتأميم.. وكل من اصطدم ب «عبدالناصر» تم إبعاده عن مجلس قيادة الثورة، عدا «السادات» الذى لم يصطدم به، ولذلك استمر حتى النهاية وعين نائبًا له عندما سافر «عبدالناصر» إلى مؤتمر المغرب.
هل ثورة يوليو كانت ثورة بيضاء؟
نعم.. واستشهد فقط الأومباشي «محمد عبداللطيف الشرطي» من قوة الكتيبة الأولى مدافع عندما قامت بالاستيلاء على المقر العام لقيادة القوات المسلحة ليلة 23 يوليو ولهذا قيل إنها ثورة بيضاء.
وماذا عن الاعتقالات وتعذيبات السجن الحربى؟
السجن الحربى كان به انتهاكات ولكن كان شعار الثورة ارفع رأسك يا أخى لقد مضى عهد الاستبداد.
سيادة اللواء.. هل من كان يرفع رأسه كانت تقطع؟
يضحك سيادته وينتهى الحوار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.