أكدت صحيفة (واشنطن تايمز) الأمريكية، أن استخدام روسيا حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار بشأن سوريا، لم يكن أبدا مجرد عمل متهور من جانب القادة الروس، بل إنه خطة "محسوبة جيدا" تصب في الأساس لصالح فلادمير بوتين الذي يستخدم سوريا للترويج لنفسه في معركته الانتخابية القادمة. وأوضحت الصحيفة أن إبداء موسكو استعدادها لتحدي الغرب ضد أي قرار بشأن سوريا وهو الأمر نادر الحدوث منذ الحرب الباردة، وأن استعدادها لدفع ثمن أي إدانة دولية لوقوفها بشكل واضح مع النظام السوري، لا يبدو خطوة عادية من روسيا، وليست فقط مساندة للنظام السوري، بل مساندة للقادة روسيا في مواجهة الولاياتالمتحدة أمام الشعب الروسي. ويأمل الكرملين الروسي بجني بعض الأرباح وتحقيق مكاسب سواء في الداخل أو في الخارج من خلال دفاعه عن الرئيس السوري "بشار الأسد". ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في روسيا بعد شهر واحد فقط، يبدو رئيس الوزراء الروسي "فلاديمير بوتين" تائقا إلى الوقوف في وجه الولاياتالمتحدة، في إطار سعيه إلى الرجوع إلى الكرملين مرة أخرى. فقد أعطى حملته الانتخابية نكهة متميزة مناهضة لأمريكا واتهمها بمحاولة عرقلة مساعيه لاستعادة الرئاسة. وتعتبر المشاحنات بين موسكووواشنطن بشأن سوريا من خلال حماية روسيا حليفتها منذ زمن طويل، من شأنها أن تعطي لبوتين فرصة إضافية لتعزيز الدعم له بين الوطنيين داخل روسيا. كما أن علاقات روسيا مع الولاياتالمتحدة في دوامة تدهور مستمر وسط مجموعة من النزاعات، وأن الخلاف معها على سوريا لن يجلب أي تغيير جذري في الصورة العامة. ويشدد المسئولون الروس على أنهم لن يسمحوا أبدا بأي قرار للأمم المتحدة بشأن سوريا، وأنهم لن يفتحوا الباب أمام تكرار التجربة الليبية في سوريا، حسبما ذكرت الصحيفة.